الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الفتوى رقم 3552
س: ما
حكم زيارة المرابطين الذين يزعمون علم الغيب
ما حكم الشرع فيهم ومن سكت عنهم ومن زارهم؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: علم الغيب من اختصاص الله جل وعلا، ومن ادعى علم الغيب من الناس فقد ادعى لنفسه ما هو من اختصاص الله جل وعلا وجعل نفسه شريكا له في ذلك، وقد يظهر الله ما شاء من الغيب لمن ارتضاه من رسله، قال تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} (1)، وقال تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (2)، وقال تعالى. {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (3){إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (4)، فقد دلت هذه الآيات على أنه جل وعلا منفرد بالغيب دون خلقه، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على ثبوتهم، وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب الحصى وينظر في الكتب ويزجر الطير ويدير علم الغيب ممن ارتضاه من الرسل فيطلعه على ما يشاء من غيبه بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه.
وبهذا يعلم أن زيارتهم محرمة وأنهم كفار، ولا يجوز السكوت عنهم ولا عمن زارهم بل الواجب بيان الحق للكل أداء للأمانة وبراءة للذمة ونصحا للأمة.
(1) سورة الأنعام الآية 59
(2)
سورة النمل الآية 65
(3)
سورة الجن الآية 26
(4)
سورة الجن الآية 27
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من الفتوى رقم 3502
س: قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (1){إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (2) فهل الولي من أمة الرسول تابع له في علم الغيب؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: إن الله سبحانه حكم بأن علم الأمور الغيبية خاص به فقال:
{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (3) ولم يستثن من ذلك إلا من ارتضى من رسله فيظهره على ما شاء من الغيب، قال تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (4){إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (5)، فمن ادعى من أمم الأنبياء والمرسلين أنه يعلم الغيب فهو كاذب، ومن زعم أن أحدا من الأولياء والصالحين أتباع الرسل عقيدة وعملا يعلم الغيب
(1) سورة الجن الآية 26
(2)
سورة الجن الآية 27
(3)
سورة النمل الآية 65
(4)
سورة الجن الآية 26
(5)
سورة الجن الآية 27
فهو مخطئ كاذب لمخالفته ما نزل من آيات القرآن وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الدالة على اختصاص الله تعالى بعلم المغيبات.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن حسن بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من الفتوى رقم 41
س: أفتونا عن الملائكة الموكلين بالإنسان لإحصاء أعماله في مدة الحياة وهم " رقيب " و " وعتيد " عندما يموت الإنسان هل يموت الملكان أو أين يكون مصيرهما بعد وفاة الإنسان؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: أحوال الملائكة وشئونهم من الغيبيات، ولا تعرف إلا من قبل السمع ولم يرد نص في موت كتبة الحسنات والسيئات عند موت من تولوا كتابة حسناته وسيئاته، ولا نص ببقاء حياتهم ولا عن مصيرهم، وذلك إلى الله وليس ما سئل عنه مما كلفنا اعتقاده، ولا يتعلق به عمل، فالسؤال عن ذلك دخول فيما لا يعني، لذا ننصح السائل أن لا يدخل فيما لا يعنيه، ويبذل جهده في السؤال عما يعود عليه وعلى المسلمين بالنفع في دينهم ودنياهم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن سليمان بن منيع
…
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من الفتوى رقم 5611
س: هل رأى محمد ربه تبارك وتعالى ليلة الإسراء؟
ج: لم ير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا بعيني رأسه على الصحيح من قولي العلماء في ذلك، وإنما رأى جبريل عليه السلام على صورته معترضا الأفق، وهذا هو المراد بقوله تعالى:{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} (1){ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} (2){وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} (3){ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} (4){فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} (5){فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (6){مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (7){أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} (8){وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (9){عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} (10){عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} (11){إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} (12){مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} (13)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن حسن بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) سورة النجم الآية 5
(2)
سورة النجم الآية 6
(3)
سورة النجم الآية 7
(4)
سورة النجم الآية 8
(5)
سورة النجم الآية 9
(6)
سورة النجم الآية 10
(7)
سورة النجم الآية 11
(8)
سورة النجم الآية 12
(9)
سورة النجم الآية 13
(10)
سورة النجم الآية 14
(11)
سورة النجم الآية 15
(12)
سورة النجم الآية 16
(13)
سورة النجم الآية 17
فتوى رقم 6506
س: أنا شاب مسلم في بدء الالتزام وتعرضني تبعات من الشيطان كثيرة كلما استطعت أن أتغلب عليها أتى لي بواحدة أخرى، وبعد ما كنت قد وصلت مرحلة طيبة من الالتزام وكنت أرى بحمد الله وبمنه علي أني أحسن قليلا من الذين هم حولي بدأت أرى الناس الذين كنت أراهم أقل مني التزاما
أراهم الآن أحسن مني وأسبق مني إلى طاعة الله، وأنظر إلى نفسي فأجد نفسي في انحدار شديد بعيدا عن الالتزام الذي كنت فيه، وإني أقاوم نفسي والشيطان بكل طريقة ولا أجد من يشعر بما يمزق صدري وقلبي من الداخل أو من أفضي إليه بما يدور في نفسي من أباطيل يضعها الشيطان في صدري، وإن هذا الوسواس لا يتركني لحظة واحدة في كل حركة وفي كل سجدة في المسجد وفي الشارع وفي المنزل وفي المدرسة، فهل من أحد يقف بجانبي أمام هذا الشيطان، فهل من أحد يسخره الله في مساعدتي؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: ننصحك بترك الوساوس والإعراض عنها والإكثار من تلاوة القرآن والأعمال الصالحة واللجوء إلى الله والتضرع إليه ودعائه سبحانه أن يدفع عنك كيد الشيطان، ويثبتك على الحق، ويسدد خطاك، فإنه سبحانه بيده نواصي العباد جنهم وإنسهم يصرفها كيف يشاء، وإياك والإعجاب بعبادتك والاغترار بحسن سلوكك وكثرة أعمالك الصالحات، ولا تنظر في العبادة وشئون الآخرة إلى من هو دونك؛ فإن ذلك مدرجة للغرور وقلة الأعمال الصالحات والتباطؤ عنها ولعب الشيطان على المسلم وتثبيط همته عن الخير وانظر إلى من هو فوقك في الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بذلك والحرص عليه فإنها أدعى إلى الازدياد من الأعمال الصالحات والمسارعة إلى مغفرة الله ورحمته والنهوض إلى الدرجات العلى والنعيم المقيم، عسى الله أن يثبتك على الحق ويهديك سواء السبيل ويزيل عنك الوساوس.
وننصحك أيضا بقراءة كتاب تلبيس إبليس تأليف أبي الفرج بن الجوزي فإنه غني بالكتابة في الموضوع، ونرجو أن ينفعك الله بقراءته.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن حسن بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من الفتوى رقم 8691
س: أنوي أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأحاول جاهدا أن أنفذ أوامر القرآن والسنة ولكني يدخلني شعور أني ما أفعل إلا ليقال أنه رجل متدين، وهذا الشعور قد يجعلني أترك أمورا خوفا منه، فكيف أتخلص منه؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
جـ: عليك بأداء شعائر الإسلام امتثالا لأمر الله وطلبا لمثوبته ولا تلتفت إلى ما ينتابك من الوسوسة بأن عملك هذا رياء، وحارب ذلك ما استطعت.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن حسن بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من الفتوى رقم 7349
س: أنا شاب في سن التاسعة عشرة ولله الحمد أؤدي الصلوات كلها في المسجد جماعة، وحتى صلاة الفجر، وبعض الأحيان أؤذن في المسجد وأحفظ حوالي ستة أجزاء من القرآن، ولكن هناك شيء يضايقني هو أنني عندما أخلو بنفسي أي أجلس في الغرفة لوحدي أو عندما أنام أتخيل أو أتصور والعياذ بالله
أنني سافرت إلى لندن وأنني ارتكبت الزنا وصحبت بنات السوء، فهل علي إثم في ذلك بالرغم من أنه لا يؤثر علي فأعمل العادة السرية إلا نادر؛ فإنني أخاف أن ينطبق علي الحديث الذي فيما معناه أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر زاده الله بعدا.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: أولا الوسوسة وأحاديث القلب فيما ذكر لا يؤخذ بها المسلم لما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به (1)» .
ثانيا: الاستمناء باليد المسمى العادة السرية حرام.
ثالثا: الحديث الذي ذكرت ضعيف لكن معناه مشهور عن جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ونرجو ألا تشغلك الوساوس ما دمت مبتعدا عن المعاصي.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن حسن بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) البخاري برقم 5269، ومسلم برقم 127 في النسخة المرقمة.
من الفتوى رقم 7484
س: كيف أتخلص من وسواس الشيطان في الصلاة؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: لا تتبعه فيما يوسوس به لك في صلاتك بل أعرض عنه واشغل نفسك بتدبر ما تقرأ من القرآن والتفكر في عظمة الله وجلاله في التكبير والتسبيح والتحميد في قيامك وركوعك وسجودك وجلوسك للتشهد وسائر الأقوال والأفعال المشروعة في صلاتك، ولتستعذ بالله منه ثلاث مرات، ولتنفث مع ذلك عن يسارك.
س: إذا عملت عمل خير أجد وسواسا بحب السمعة وحب مدح الناس، ولكنني لا ألبث أن أذكر الله بسرعة وأستعيذ بالله من هذا الوسواس ومن الرياء والسمعة فيزول هذا الوسواس بإذن الله، فهل يحاسبني الله على هذا الوسواس الذي هو خارج إرادتي، وهل هذا ناتج من ضعف الإيمان عندي فماذا يجب علي؟
ج: إذا كان الواقع ما ذكرت من الوسوسة وصدك عنها بسرعة واستعاذتك بالله من شرها وشر الشيطان فنرجو أن يشملك الله بعفوه ورحمته وأن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول ويحفظنا من كيد الشيطان ونزغاته.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتوى رقم 7654
س: أرجو من حضرتكم قراءة رسالتي هذه كاملة للتعرف على استفساراتي: متى يرتد الشخص والعياذ بالله؟ قد يبدو سؤالي غريبا ولكنه محيرني أشد الحيرة، في بعض الأحيان قد تنتابني الوساوس في بعض تصرفاتي وأفعالي مصورة هذه الأفعال على أنها أفعال تدل على الردة والعياذ بالله، أحب أن أعلمكم بأن قلبي والحمد لله مطمئن تماما بالإيمان، إنما تساورني الشكوك كما ذكرت في كل عمل أقوم به أو قبل أن أقول به على سبيل المثال: إذا تحدثت لشخص أو عدة أشخاص تداخلني الشكوك قبل أن أنطق الكلمة بأن هذه الكلمة قد تدل على الكفر والعياذ بالله، فأتردد في كلامي وأتلعثم وأحيانا لا أجد فرصة في مراجعة نفسي في أن أقولها أو لا أقولها، ونظرا للإحراج واستمراري في كلامي تخرج الكلمة مني قهرا دون أن أقصد بها الكفر والعياذ بالله، فتداخلني الوساوس، هل أكون وقتها كمن ارتد؟ أعوذ بالله من ذلك، ومما يزيد وساوسي أني قد شعرت بالكلمة قبل أن أقولها، فهل أكون كمن أجبر على الكفر؟ حيث إن عيون الأشخاص الذين أتحدث معهم معلقة منتظرة مني مواصلة الحديث، ثم أجد أن هذه حجة واهية فتزداد شكوكي، ورغم هذا أشعر بأنني لن أترك هذا الدين أبدا مهما عذبت، فكيف بي في تلك اللحظات أثناء الحديث؟ إنه شعور غريب ينتابني ويقض مضجعي، وإذا حاولت أن أتغاضى عن ذلك لا أستطيع حيث تداخلني الشكوك مرة أخرى، هل يجب علي الآن أن أغتسل كمن أراد الدخول في الإسلام فلا تصح صلاتي إلا بذلك؟ وهل تلغى كل أعمالي الصالحة السابقة كمن ارتد والعياذ بالله؟ فيجب علي مثلا أن أعيد أداء فريضة الحج، ومما يحدث لي أيضا في حالات الضيق أو الغضب أن أجد نفسي تندفع برغبة نحو أفكار معينة (لا أستطيع ذكرها) ثم لا ألبث أن أتمالك أعصابي وأحاول التخلص من هذه الأفكار، فهل يعتبر ذلك
كفرا والعياذ بالله، ومما أريد أن أقوله أني قرأت حديثا شريفا بما معناه أنه إذا كفر مسلم أخاه قد باء به أحدهما، فهل معنى هذا أن المسلم لو كفر شخصا آخر فقد كفر أي أصبح حكمه كحكم المرتد تماما، فكيف إذا شعرت بأن ذلك الشخص مثلا كافر ولم أصرح بذلك؟ وأريد أن أسأل أيضا: هل يعتبر الاعتقاد في بعض الخرافات كرقم النحس (13) أو التشاؤم من يرمي الأظافر على الأرض وغيرها من هذه الخرافات هل تعتبر كفرا؟ علما بأن المعتقد بها مسلم تماما ومؤمن بكل ما جاء في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا تاب الشخص ولم يعتقد بها هل يكون كمن دخل الإسلام؟ أي يجب عليه الاغتسال ونحوه، ثم أريد أن أسأل: هل تعتبر وساوسي وشكوكي في نفسي هذه مهما بلغت ذنبا أؤاخذ عليه أم لا؟ علما بأنني أقضي أحيانا ساعات في التفكير فيها محاولا التخلص منها، ولن أطيل رسالتي أكثر من هذا، وأضع هذا السؤال إجمالا لكل ما شق وهو: متى يرتد الشخص؟ لا أريد أن أسأل كيف يعرف المرتد إنما كيف يعرف الإنسان نفسه إذا ارتد والعياذ بالله؟ كما أريد أن أسأل: هل يجب على المرتد إن أراد العودة إلى الإسلام أن يغتسل مثله مثل الكافر إذا أسلم حتى ولو لم يجنب في فترة ارتداده، وسؤال آخر: الحج فريضة تؤدى مرة واحدة في العمر باستثناء حالة الردة والعياذ بالله، هل توجد حالات أخرى يصبح فيها على المسلم فرضا أن يحج مرة ثانية؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: أولا: للإسلام نواقض كثيرة بينها العلماء في باب حكم المرتد، ومن ارتد عن الإسلام ثم عاد إليه لا يحبط ما سبق أن عمله أيام إسلامه من الأعمال الصالحات لقوله تعالى:{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (1) فاشترط سبحانه في إحباط الأعمال موت صاحبها على الكفر.
(1) سورة البقرة الآية 217
ثانيا: الخواطر النفسية والوساوس الشيطانية لا يؤاخذ بها المسلم ولا يرتد بها عن الإسلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها (1)» متفق على صحته.
ثالثا: ادفع عنك الوساوس والخواطر الخبيثة واستعذ بالله منها وأكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن ومخالطة الأخيار، وعالج نفسك عند دكتور الأمراض النفسية والعصبية، واتق الله ما استطعت والجأ إليه في كل ما أصابك ليكشف عنك الغمة ويزيل ما بك من الكرب، قال تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (2){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (3)
نسأل الله لك الشفاء وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح البخاري الطلاق (5269)، صحيح مسلم الإيمان (127)، سنن الترمذي الطلاق (1183)، سنن النسائي الطلاق (3433)، سنن أبو داود الطلاق (2209)، سنن ابن ماجه الطلاق (2040)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 491).
(2)
سورة الطلاق الآية 2
(3)
سورة الطلاق الآية 3
من الفتوى رقم 7811
س: إذا كان المسلم مصابا بكثرة النسيان فما الدعاء الذي يقوله إذا أصيب بالوسوسة وكثرة الهواجيس وضيق الصدر، هل هناك دعاء ورد عنه صلى الله عليه وسلم يقوله من أصيب بهذه الأشياء؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: يذكر الله تعالى كثيرا أو يستعيذ به من الشيطان لما رواه البخاري
ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته (1)» ، وفي رواية لمسلم فليقل:«آمنت بالله (2)» ، وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك الشيطان يقال له خنزب، فإذا وجدته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني (3)» .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح البخاري بدء الخلق (3276)، صحيح مسلم الإيمان (134)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 331).
(2)
صحيح مسلم الإيمان (134)، سنن أبو داود السنة (4721)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 331).
(3)
الإمام أحمد 4/ 216، ومسلم برقم 2203، وعبد بن حميد في المنتخب رقم 380.
فتوى رقم 8440
س: تعرفت على أصدقاء وكانوا نصارى فدعوتهم إلى الإسلام فوافقوا ولكن على شرط أن أجيب على سؤال منهم هو أنهم يعترفون أن الله سبحانه هو خالق السماوات والأرض وما بينهما وهو خالق كل شيء، ولكنهم يسألون مم تكون الله وكيف تكون؟ ومن خلقه؟
وعندما سألوني هذه الأسئلة أحرجت جدا وخرجت ولم أعد إليهم ثانية.
أرجو إفتائي في هذا الأمر، وما هو الجواب الذي يليق بمقام الله سبحانه
وتعالى، والذي أستطيع أن أقوله لهم وبدون إحراج وجزاكم الله خيرا؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: إن هذه الأسئلة من إلقاء الشيطان ووسوسته يوحي بها إلى أتباعه من شياطين الإنس وغيرهم ليضلهم عن الصراط المستقيم. والله تبارك وتعالى هو الأول فليس قبله شيء وهو الآخر فليس بعده شيء. وهو واحد لا مثل له ولا شبيه ولا والد ولا ولد ولم يكن له كفوا أحد، وثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا فمن خلق الله؟ فقال أبو هريرة - وهو آخذ بيد رجل -: صدق الله رسوله قد سألني اثنان وهذا الثالث (1)» ، وفي رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله فمن خلق الله؟ قال: فبينما أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة: هذا الله فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم ثم قال: " قوموا قوموا صدق خليلي (2)» ، وفي الصحيحين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك ليستعذ بالله ولينته (3)» ، وفي رواية أخرى قال:«لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله (4)» .
(1) أخرجه مسلم في صحيحه ج 1 ص 120 حديث 135.
(2)
مسلم في صحيحه 1/ 121 حديث 135.
(3)
البخاري برقم 3276 الفتح، ومسلم ج 1 ص 120 رقم 134، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم 663.
(4)
رواه البخاري برقم 7296، ومسلم ج 1 ص 119، وأبو داود برقم 4721، واللفظ لهما، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم 662.
وأخرج أبو داود الرواية الأخيرة، وله أيضا نحوه وقال:«فإذا قالوا ذلك فقولوا: ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان (5)»
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) أبو داود برقم 4722، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم 661.
(2)
سورة الإخلاص الآية 1 (1){اللَّهُ أَحَدٌ}
(3)
سورة الإخلاص الآية 2 (2){اللَّهُ الصَّمَدُ}
(4)
سورة الإخلاص الآية 3 (3){لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}
(5)
سورة الإخلاص الآية 4 (4){وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
من الفتوى رقم 8894
س: إنني أعيش في هذه الفترة وأنا لا أعرف كيف أصنع فإن إخلاص النية لله أمر ليس بالسهل والهين فإن إخلاص النية لله من الفروض الواجبة؛ ولذلك كان أحد الصحابة يقول: إن الإخلاص عزيز، ولذلك فإنه كيف يصنع الإنسان حتى يكون مخلصا لله؟ ماذا يصنع الإنسان حتى تكون دراسة العلم والحصول على أعلى الدرجات والمراكز يكون ذلك من أجل الله؟ ماذا يصنع الإنسان حتى يقف الإنسان في صلاته مستشعرا عظمة الله سبحانه وتعالى؟ إنني آت في صلاتي وأخرج منها ولا شيء، وكأنني لم أكن واقفا بين يدي جبار السماوات والأرض حتى إنني أخشى أن يكون غضبي عندما أرى منكرا حمية فقط وليس خالصا لله، وإنني هنا ليس معنى كلامي أنني أسأل ذلك الأمر سمعة أو رياء فليس معنى أن العمل به رياء أو سمعة أنه خالص لوجه الله فيمكن أن يكون فعله ليس من أجل شيء، ولكني أصنعه فقط لأنني أريد أن أفعل ذلك الأمر أن أصوم مثلا أو أقوم بالليل، أرجو من فضيلتكم أن توضح
لي الأمر بعد أن تحدث معي في هذا الأمر أخ وقال لي: إن العمل يمكن أن يفعله الإنسان، وهذا الأمر بعيد عن الرياء والسمعة ولا يكون خالصا لوجه الله أن يصلي بالليل، لماذا؟ لأنه يريد أن يفعل ذلك فقط. أرجو من فضيلتكم توضيح ذلك الأمر لي.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: اجتهد في إسلام وجهك لله، وأخلص قلبك له، واقصد بعملك أن تنال رضاه وأن يثيبك عليه، وارج الله والدار الآخرة، ودع عنك الوسوسة، وادفع كيد الشيطان فإنه يريد أن يقلق راحتك ويملأك بالشكوك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من الفتوى رقم 9306
س: دائما أجد نفسي في شك (وسواس) مستمر في صلاتي، في صيامي، شعور يلازمني باستمرار وأحيانا يتطرق الشك إلى عدم وجود الله وتفاهة الصلاة وغيرها، فهل الوسواس مرض عضوي أم نفسي أم تطبع؟ وهل لي ذنب في ذلك؟ وما موقفي من الله يوم القيامة؟ وهل أجد في الإسلام علاجا للشك والوسواس؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: هذه الشكوك والوساوس التي تنتابك من الشيطان، فعليك الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها والاستعاذة بالله من الشيطان والإكثار من