الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زهرة بن حوية التميمي (1)، وتخلف سعد لما به من الوجع، فطارد المسلمون الفرس إلى (ساباط) قريبا من المدائن، فأشفق الناس من أن يكون للعدو كمين، ولكن هاشم بن عتبة تغلغل في مطاردته للفرس حتى وصل إلى (جلولاء) وكان بها جماعة من الفرس استطاع المسلمون تشتيتهم (2).
لقد كان لبجيلة وعلى رأسها جرير، آثار باقية في معركة القادسية الحاسمة التي دارت رحاها بين المسلمين من جهة والفرس من جهة أخرى سنة أربع عشرة الهجرية، فكانت بجيلة بين القبائل العربية التي أحسنت غاية الإحسان في ذلك اليوم، وأبلت فيه أحسن البلاء. كما كان جرير بين القادة الآخرين الذين أحسنوا غاية الإحسان في ذلك اليوم، وأبلوا فيه أحسن البلاء، مما زين صفحات التاريخ ولا يزال يزينها حتى اليوم، وستبقى تلك الصفحات المشرفة ما بقي التاريخ.
(1) زهرة بن حوية التميمي: انظر سيرته المفصلة في كتابنا: قادة فتح العراق والجزيرة (306 - 318).
(2)
الطبري (3/ 578)، وابن الأثير:(2/ 480).
6 -
الفاتح:
وشهد جرير مع قومه معركة
فتح (المدائن)
عاصمة كسرى تحت لواء سعد بن أبي وقاص، كما شهد معركة فتح جلولاء تحت راية هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري، فلما استطاع المسلمون إحراز النصر على القوات الفارسية في جلولاء ضم هاشم إلى بجيلة خيلا كثيفة وجعلهم بقيادة جرير، وأبقاهم قوة ساترة في جلولاء لتكون بين المسلمين والفرس حماية للمسلمين فهاجم جرير (خانقين) وكان فيها فلول من الفرس، فقتل بعضهم وفر الباقي (1).
(1) البلاذري (369).
وأمد سعد جريرا بنحو ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين، وأمره أن يسير لفتح (حلوان)، فلما كان بالقرب منها، هرب (يزدجرد) ملك الفرس إلى (أصبهان)، ففتح جرير حلوان صلحا، ثم سار إلى (قرميسين)، ففتحها صلحا أيضا، وبقي جرير واليا على حلوان، حتى أمره عمار بن ياسر والي الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص أن يتحرك مددا لأبي موسى الأشعري (1) في (خوزستان)، فغادرها جرير مخلفا عليها عزرة بن قيس البجلي، وقد نزل حلوان قوم من ولد جرير، فأعقابهم بها.
ولا تزال في منطقة خانقين وحلوان قبيلة باسم: (باجلان) وهي بمعنى: (بجلي) نسبة إلى بجيلة القبيلة العربية المعروفة.
(1) أبو موسى الأشعري: انظر سيرته المفصلة في كتابنا: قادة فتح بلاد فارس (178 - 191).