الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ (1)» ، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عن إضاعة الوقت في الجلسات على الطرقات تلك التي اعتاد الناس أن يجلسوها، ولما اعتذروا إليه بأنهم لا يستغنون عن مثل هذه المجالس وجههم إلى ضرورة شغل الوقت في عمل الخير فلا يصح أن تكون هذه المجالس خالية عن فائدة، وجعل للطريق حقا على المسلم ينبغي أن يؤديه وحرمة لا بد أن يرعاها (2)، وعندما تتسع مساحة الفراغ في حياة الإنسان فإنه سيجنح إلى السوء واللغو واللهو، ولذا فقد عمرت المقاهي والمنزهات والمنتديات والمجالس في عصرنا هذا بالكلام الفاحش، أو النظرة الماكرة، أو اللعبة المحرمة، وخلت من معاني الخير والفضيلة إلا في مجال ضيق محدود.
(1) أخرجه البخاري (الرقاق 11/ 229) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، الغبن: النقص وضعف الرأي (مختار الصحاح 468).
(2)
أخرج البخاري ما يفيد ذلك (المظالم 5/ 112) من حديث أبي سعيد الخدري.
من تعلم مهنة فلا يتركها:
وكره الإسلام أيضا للمسلم أن يتعلم مهنة أو صنعة أو عملا نافعا ثم يتركه دون حاجة، وخاصة إذا كانت هذه المهنة مما يعم نفعها المسلمين، وتتعلق بها بعض مصالحهم، أو لها دور مؤثر في الاقتصاد أو تنمية المجتمع الإسلامي، أو في الدفاع عنه.
إن إحالة الإنسان على المعاش أو التقاعد ليس معناها أن يقطع صلته بالعمل، وما يتعلق بتخصصه فيخلد إلى الخمول والكسل، بل إن الفرصة تصبح متاحة أمامه بشكل أوسع للإبداع والإنتاج، والإفادة من الوقت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أو قد عصى (1)» .
(1) أخرجه مسلم (الإمارة 3/ 1523) من حديث عقبة بن عامر.