الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من قرارات هيئة كبار العلماء
قرار رقم (71) وتاريخ 21/ 10 / 1399 هـ (1).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد. .
في الدورة الرابعة عشرة لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة في الطائف في المدة من العاشر من شهر شوال إلى الحادي والعشرين منه نظر المجلس فيما رفعه حسين حمزة صالح مدرس العلوم الدينية بمدرسة الإمام أبي حنيفة الابتدائية بمكة. . إلى جلالة الملك المعظم يطلب فيه المعونة في
كتابة المصحف بطريقة الإملاء
العادية والمحال إلى سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برقم 3 / ص / 22035 في 22/ 9 / 1398 هـ. واطلع البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في حكم كتابة القرآن بطريقة الإملاء العادية وإن خالف ذلك الرسم العثماني.
وبعد دراسة الموضوع ومناقشته وتداول الرأي فيه. . تبين للمجلس أن هناك أسبابا تقتضي بقاء كتابة المصحف بالرسم العثماني وهي: -
1 -
ثبت أن كتابة المصحف بالرسم العثماني كانت في عهد عثمان رضي الله عنه وأنه أمر كتبة المصحف أن يكتبوه على رسم معين، ووافقه الصحابة وتابعهم التابعون ومن بعدهم إلى عصرنا هذا، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي (2)» ، فالمحافظة على كتابة المصحف بهذا الرسم هو المتعين اقتداء بعثمان وعلي وسائر الصحابة وعملا بإجماعهم.
2 -
أن العدول عن الرسم العثماني إلى الرسم الإملائي الموجود حاليا بقصد تسهيل القراءة يفضي إلى تغيير آخر إذا تغير الاصطلاح في الكتابة؛ لأن الرسم الإملائي نوع من الاصطلاح قابل للتغيير باصطلاح آخر. . وقد
(1) سبق نشر البحث المتعلق بهذا القرار في العدد السادس من مجلة البحوث الإسلامية من ص 12 إلى ص 49.
(2)
سنن الترمذي العلم (2676)، سنن ابن ماجه المقدمة (44)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 126)، سنن الدارمي المقدمة (95).
يؤدي ذلك إلى تحريف القرآن بتبديل بعض الحروف أو زيادتها أو نقصها فيقع الاختلاف بين المصاحف على مر السنين ويجد أعداء الإسلام مجالا للطعن في القرآن الكريم. وقد جاء الإسلام بسد ذرائع الشر ومنع أسباب الفتن.
3 -
ما يخشى من أنه إذا لم يلزم الرسم العثماني في كتابة القرآن أن يصير كتاب الله ألعوبة بأيدي الناس كلما عنت لإنسان فكرة في كتابته اقترح تطبيقها فيقترح بعضهم كتابته باللاتينية أو غيرها، وفي هذا ما فيه من الخطر، ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح.
وبناء على هذه الأسباب اتخذ المجلس القرار التالي:
يرى مجلس هيئة كبار العلماء أن يبقى رسم المصحف على ما كان بالرسم العثماني. ولا ينبغي تغييره ليوافق قواعد الإملاء الحديثة محافظة على كتاب الله من التحريف. . واتباعا لما كان عليه الصحابة وأئمة السلف رضوان الله عليهم أجمعين. . والله الموفق، وصلى الله على نبينا محمد. .
هيئة كبار العلماء
رئيس الدورة
عبد الله بن حميد
محمد بن علي الحركان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
سليمان بن عبيد عبد الله خياط عبد العزيز بن صالح (غائب)
راشد بن خنين محمد بن جبير (له وجهة نظر) إبراهيم بن محمد آل الشيخ (غائب)
عبد الله بن غديان صالح بن غصون عبد المجيد حسن
عبد الله بن قعود عبد الله بن منيع صالح بن لحيدان
وجهة نظر عضو هيئة كبار العلماء محمد بن إبراهيم بن جبير حول موضع كتابة المصحف حسب قواعد الإملاء الحديثة - الذي بحثه مجلس الهيئة في دورته الرابعة عشر المنعقد في مدينة الطائف شهر شوال عام 1399 هـ.
بعد اطلاعي على البحث القيم الذي استوفى جميع أطراف الموضوع والمعد من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أثابها الله وبارك في جهودها.
وبعد المناقشة التي تمت في مجلس الهيئة برئاسة سماحة الشيخ / عبد الله بن حميد حول موضوع:
كتابة المصحف بغير الرسم العثماني، وحيث إن الحديث عن هذا الموضوع قديم. . بحثه الأئمة رحمهم الله قبل أكثر من ألف سنة وحكموا بما ظهر لهم من التحريم أو الكراهية أو الجواز وصنفوا في ذلك المصنفات العديدة، ولا زال بحث هذا الموضوع يتكرر بين آونة وأخرى إلى يومنا هذا.
وحيث إن قراءة القرآن من المصحف المكتوب بالرسم العثماني على وجه الصواب ستكون خاصة بمن يتلقاه عن القراء، أما الصغار فسوف يكون تعليمهم من تلك المصاحف عسيرا.
لذلك فإنني أرى أن تطبع المصاحف بالرسم العثماني حفظا لهذا الأثر العظيم الذي هو أصل - ديننا على أن يعاد طبع الكلمات بالرسم الإملائي المعتاد على الهامش في حيز خاص وذلك تسهيلا لتعلم الصغار وقراءة الكبار الذين لم يتلقوا القرآن عن قارئ.
وبهذا نجمع بين حفظ أهم شيء في تاريخ ديننا وبين تسهيل التعليم وعدم اشتباه القارئين، والله الموفق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عضو هيئة كبار العلماء
محمد بن إبراهيم بن جبير