الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اعتزاز بنسبه، وكل منا يحرص على صون نسله وحفظه من الضياع، أو الاختلاط، وكم يكون أليما حينما يشعر بضياع نسبه، أو يحس ولو من بعيد، بأنه هنالك شائبة اختلاط محرم في نسبته إلى آبائه وأجداده، أو شائبة شك في نسبة أولاده إليه.
7 -
إشباع غريزتي الأبوة والأمومة:
لقد فطر الله تعالى الإنسانية على حب الولد والذرية، قال تعالى:{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (1)، وقال تعالى:{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} (2)، وقال تعالى على لسان زكريا عليه الصلاة والسلام:{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} (3)، وقال تعالى:{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} (4)، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (5)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:«قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: من لا يرحم لا يرحم (6)» ، وعنه أيضا قال:«دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يقبل الحسن والحسين (7)» وذكر الحديث (8)، وعن ابن عمر رضي الله عنه قال - في الحسن والحسين -: «هما
(1) سورة الكهف الآية 46
(2)
سورة النحل الآية 72
(3)
سورة مريم الآية 5
(4)
سورة آل عمران الآية 38
(5)
سورة الفرقان الآية 74
(6)
أخرجه البخاري، فتح الباري 10: 426، 5997، شرح السنة 3: 34 رقم 3446.
(7)
صحيح البخاري الأدب (5997)، صحيح مسلم الفضائل (2318)، سنن الترمذي البر والصلة (1911)، سنن أبو داود الأدب (5218)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 228).
(8)
قال ابن حجر: أخرجه أبو يعلى في مسنده، فتح الباري 10:430.
ريحانتاي من الدنيا (1)»، قال ابن حجر:" وذلك لأن ولد الولد ولد "(2)، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني، فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر ويضمهما ثم يقول: اللهم ارحمهما (3)» . وعن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدلع لسانه للحسين بن علي (4)» ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فاطمة، وكذا كان أبو بكر يقبل ابنته عائشة (5)، وقال الأحنف بن قيس في وصف الأولاد:" هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، وقرة عيوننا "(6)، بل أقول:" هم أفلاذ الأكباد، وعصارة الفؤاد، وسند الكبر، وخلود الأثر، ودار العزاء، وظل البقاء ".
والزواج هو وسيلة الإشباع الصادقة لتلك الغريزة الحانية، وهو طريق الإنجاب الصادق في استكمال فراغ الأبوة والأمومة ولا يخفى ما لإنجاب الأولاد من أثر في هذا الإشباع الفطري، والوجدان الأسري، فالبسمة التي يعطيها الأطفال لآبائهم وأمهاتهم، أداة ربانية بارعة، تستطيع أن تمحو كل آثار التعب والإجهاد عن الوالدين، وتثير في قلبيهما ينابيع المشاعر النبيلة والحنو الأصيل والأمل الكبير.
كما لا يخفى ما للأولاد من أهمية كبرى في استقرار الحياة الزوجية واستمرارها، حيث يتنازل الزوجان عن كل المشكلات، ويبذلان أقصى التضحيات، من أجل الأبناء، وذلك لأن كلمات " أبي، أمي، ولدي، بنتي " من أسمى القيم التي تحرص عليها الأديان والدساتير الخلقية.
(1) أخرجه البخاري، فتح الباري 10: 426 رقم 5994.
(2)
فتح الباري 10: 429.
(3)
أخرجه البخاري، فتح الباري 7: 95 رقم 3753.
(4)
شرح السنة 13: 36.
(5)
فتح الباري 10: 427.
(6)
تربية الأولاد 1: 128، فقه السنة 2:14.