الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 -
في بلاد فارس:
شهد جرير سنة سبع عشرة الهجرية فتح رامهرمز (1) والسوس وتستر تحت لواء أبي سبرة بن أبي رهم فقد كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: (أن ابعث إلى الأهواز بعثا كثيفا مع النعمان بن مقرن المزني، وعجل، وابعث (وذكر أسماء القادة) وجرير بن عبد الله البجلي، فلينزلوا بإزاء الهرمزان حتى يتبينوا أمره، كما كتب إلى أبي موسى الأشعري: " أن ابعث إلى الأهواز جندا كثيفا ثم قال: وعلى أهل الكوفة وأهل البصرة جميعا أبو سبرة بن أبي رهم، وكل من أتاه فمدد له (2)، وكان ذلك سنة سبع عشرة الهجرية (3).
وبرز اسم جرير من جديد في معركة (نهاوند) الحاسمة، فكان من بين أشراف العرب وأبطالهم المعدودين الذين خاضوا تلك المعركة (4) تحت لواء النعمان بن مقرن المزني، فأبلى جرير في هذه المعركة أعظم البلاء.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد كتب إلى النعمان بن مقرن المزني: " إن أصبت فالأمير حذيفة بن اليمان، فإن أصيب فجرير بن عبد الله
(1) رامهرمز: مدينة مشهورة في خوزستان، انظر التفاصيل في معجم البلدان (4/ 212).
(2)
الطبري (4/ 83 - 84).
(3)
انظر تفاصيل فتح هذه البلاد في الطبري (4/ 83 - 95).
(4)
الطبري (4/ 115).
البجلي، فإن أصيب فالمغيرة بن شعبة، ثم الأشعث بن قيس (1)، مما يدل على منزلة جرير الرفيعة عند عمر بن الخطاب.
وفي رواية، أن المغيرة بن شعبة حين كان واليا على الكوفة، أرسل جرير لفتح (همذان)(2)، فقاتل أهلها فأصيبت عينه بسهم، فقال:" احتسبتها عند الله الذي زين بها وجهي، ونور لي ما شاء، ثم سلبنيها في سبيله "، ثم فتحها على مثل صلح نهاوند، وغلب على أرضها قسرا (3).
وكان فتح نهاوند سنة إحدى وعشرين الهجرية (4) وكان فتح همذان سنة اثنتين وعشرين الهجرية (5).
وفي رواية أن الذي فتح همذان هو: نعيم بن مقرن المزني والقعقاع بن عمرو التميمي (6)، ولا أرى تضاربا بين الروايتين، لأن فتح نعيم لها كان بقواته الخفيفة، أما فتح جرير فكان بقواته الضاربة، حيث ثبت فتحها وضمها نهائيا إلى بلاد المسلمين، فأصبحت جزءا لا يتجزأ من تلك البلاد.
وفي أيام عثمان بن عفان، افتتح جرير إرمينية (7)، ولا يصح ذلك في المصادر العربية الإسلامية المعتمدة.
لقد امتدت ساحة جهاد جرير من بلاد الشام غربا، إلى العراق بخاصة إلى إيران شرقا، قائدا مرءوسا تارة، وقائدا مستقلا تارة أخرى، فأحسن في قيادته في الحالتين، وأثبت عمليا أنه قائد متميز.
(1) البلاذري (425).
(2)
همذان: مدينة من أكبر مدن إيران وأقدمها انظر معجم البلدان (8/ 474).
(3)
ابن الأثير (3/ 23)، والبلاذري (433).
(4)
الطبري (4/ 114).
(5)
ابن الأثير (3/ 22).
(6)
انظر التفاصيل في الطبري (4/ 146 - 150).
(7)
البدء والتاريخ (5/ 198) وانظر عما جاء عن إرمينية في معجم البلدان (1/ 203 - 206).
الإنسان
كان جرير من عمال أبي بكر الصديق على نجران (1)، ويبدو أنه تولى نجران بعد حرب الردة، فلما بدأ المجاهدون يتدفقون على ساحة قتال أرض الشام والعراق، آثر جرير أن يكون غازيا على أن يبقى واليا.
وسكن جرير الكوفة وابتنى بها دارا في القسم المخصص لسكنى قبيلة بجيلة (2) قوم جرير.
وقد ولاه عثمان بن عفان رضي الله عنه (قرقيسياء)(3)، وبقي عليها حتى توفي عثمان (4). وفي رواية أخرى، أن عثمان ولاه همذان، فبقي واليا عليها حتى استدعاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد منصرفه من البصرة إلى الكوفة، وفراغه من معركة (الجمل)(5)، لذلك لم يشهد جرير تلك المعركة.
وغادر جرير همذان بعد أخذ البيعة من أهلها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما وصل إلى الكوفة، أوفده علي إلى معاوية بن أبي سفيان يدعوه إلى الدخول في طاعته، وكتب معه كتابا يعلم معاوية فيه باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته ويدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه المهاجرون والأنصار.
وانتهى جرير إلى معاوية فكلمه ووعظه وألح عليه في الكلام والوعظ، ولكن معاوية جعل يسمع منه ولا يقول شيئا، وإنما يطاوله ويسرف في مطاولته، ويدعو مع ذلك وجوه أهل الشام وقادة الجيش مظهرا استشارتهم فيما
(1) الطبري (3/ 427).
(2)
طبقات ابن سعد (6/ 22)، والإصابة (1/ 242).
(3)
قرقيسيا: بلدة على الخابور عند مصب الخابور في الفرات، انظر معجم البلدان (7/ 60).
(4)
الطبري (4/ 422)، وابن الأثير (3/ 186).
(5)
الطبري (3/ 561).
يطلب إليه علي بن أبي طالب ويعظم لهم قتل عثمان ويحرضهم على المطالبة بدمه.
وأخيرا عاد جرير إلى الكوفة ليخبر عليا خبر معاوية واجتماع أهل الشام على قتاله، فلم يرض علي على نتائج سفارة جرير، كما أن جماعة من أصحاب علي، وعلى رأسهم الأشتر النخعي، أسمعوا جرير ما يكره من نقد سفارته، فغضب جرير وارتحل بأهله إلى قرقيسياء معتزلا (1) الفريقين (2)، مع أنه كان من الموالين لعلي، ومن أبرز شيعته (3).
وفي معركة (صفين) بين علي ومعاوية، انقسمت القبائل العربية المسلمة على نفسها، فكان من الطرفين قسم من كل قبيلة عربية عدا بجيلة، فقد كانت كلها مع علي بن أبي طالب، ولم يشهد منها أحد هذه المعركة مع قوات معاوية (4). وهذا يثبت أن جريرا اعتزل الطرفين، ولم يلتحق بمعاوية كما يزعم بعض الرواة.
والدليل القاطع على أن جريرا لم يلتحق بمعاوية، أنه بقي مغمورا في خلافته، لا ذكر له في ولاية أو قيادة أو تكريم.
وباعتزال جرير انتهت حياته العامة، حتى وافاه الأجل سنة إحدى وخمسين الهجرية (671م)، وقيل سنة أربع وخمسين الهجرية (5)(673 م)، والأصح أنه توفي سنة إحدى وخمسين الهجرية (6) لإجماع كثير من المصادر المعتمدة على ذلك.
(1) الطبري (3/ 561 - 562).
(2)
الإصابة (1/ 242).
(3)
البدء والتاريخ (5/ 124).
(4)
ابن الأثير (3/ 291).
(5)
ابن الأثير (3/ 489)، والبداية والنهاية (8/ 56).
(6)
العبر (1/ 57).
لقد كان جرير سيد قومه في الجاهلية والإسلام (1)، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه جرير:«إذا أتاكم كريم قوم، فأكرموه (2)» .
وكان مؤمنا حقا، لم يبدل ولم يغير منذ آمن بالله ورسوله، وقد أخلص للدعوة مجاهدا وداعيا وسفيرا، وسهر على مصالح رعيته حين أصبح واليا، فلما نشب القتال بين المسلمين أيام الفتنة الكبرى وأصبحت سيوف المسلمين عليهم لا على أعدائهم، لم يلطخ يده بدماء المسلمين ولا ضميره بكرههم، بل سعى جاهدا لجمع كلمة الأمة، فلما أخفق في مهمته لا بتقصير منه، بل لأن التيار كان جارفا لا يقوى أي فرد على الوقوف أمامه، ترك الدنيا وما فيها، واعتزل الفتن منزويا في عقر داره في (قرقيسياء).
وكان شاعرا خطيبا لسنا، فقد قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فقال له عمر: " كيف تركت سعدا في ولايته؟ فقال: تركته أكرم الناس مقدرة، وأحسنهم معذرة، هو كالأم البرة، يجمع لها كما تجمع الذرة (3)، مع أنه ميمون الأثر، مرزوق الظفر، أشد الناس عند البأس، وأحب قريش إلى الناس (4).
قال عمر: (فأخبرني عن الناس فقال جرير: هم كسهام الجعبة (5)، منها القائم الرائش (6) ومنها العضل (7) الطائش، وابن أبي وقاص ثقافها (8)، يغمر عضلها، ويقيم ميلها، والله أعلم بالسرائر يا عمر. قال: " أخبرني
(1) الاستيعاب (1/ 238).
(2)
الإصابة (1/ 242)، وأسد الغابة (1/ 279)، والاستيعاب (1/ 237).
(3)
الذر: صغار النمل، واحدته ذرة.
(4)
الاستيعاب (1/ 239).
(5)
الجعبة: وعاء السهام والنبال.
(6)
الرائش: ذو الريش، إشارة إلى كماله واستقامته.
(7)
العضل من السهام: المعرج
(8)
الثقاف: أداة من خشب أو حديد تثقف بها الرماح لتستوي وتعتدل
عن إسلامهم " قال: " يقيمون الصلاة لأوقاتها، ويؤتون الطاعة لولاتها، فقال عمر: الحمد لله. . إذا كانت الصلاة، أوتيت الزكاة، وإذا كانت الطاعة كانت الجماعة ". وجرير هو القائل: " الخرس خير من الخلابة (1)، والبكم خير من البذاء (2).
وكان ذكيا محدثا عالما بأمور دينه فقيها، روى مائة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، اتفق البخاري ومسلم على ثمانية، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بستة أحاديث (4). وروى عن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان، وروى عنه أولاده المنذر وعبيد الله وأيوب وإبراهيم، وابن ابنه أبو زرعة بن عمرو، وأنس وأبو وائل وزيد بن وهب وزياد بن علاقة والشعبي وقيس بن أبي حازم وهمام بن الحارث وأبو ظبيان حصين بن جندب وغيرهم (5).
كما عده العلماء من أهل الفتيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم البارزين، وتسلسله الرابع عشر في مراتبهم من كثرة الفتيا (6).
وكان كيسا فطنا عاقلا حاضر البديهة وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلسه رائحة من بعض جلسائه، فقال عمر:" عزمت على صاحب هذه الرائحة إلا قام فتوضأ فقال جرير: علينا كلنا يا أمير المؤمنين فاعزم، فقال عمر: عليكم كلكم عزمت، ثم التفت إلى جرير وقال له: ما زلت سيدا في الجاهلية والإسلام "(7).
وكان آلفا مألوفا: أحبه النبي صلى الله عليه وسلم قال جرير: «ما حجبني رسول الله
(1) الخلابة: القول.
(2)
الاستيعاب (1/ 139).
(3)
أسماء الصحابة الرواة - ملحق بجوامع السيرة (278) وخلاصة تهذيب، تهذيب الكمال (61).
(4)
خلاصة تذهيب تهذيب الكمال (61).
(5)
تهذيب التهذيب (2/ 73).
(6)
أصحاب الفتيا - ملحق بجوامع السيرة لابن حزم (319).
(7)
الاستيعاب (1/ 238).
صلى الله عليه وآله وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم» رواه الشيخان وغيرهما «ولما جالسه النبي صلى الله عليه وسلم بسط له رداءه وقال: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه (1)».
وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خرجت مع جرير في سفر، فكان يخدمني، فقلت له: لا تفعل فقال: إني رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء آليت ألا أصحب أحدا منهم إلا خدمته (2)» ، وكان جرير أكبر من أنس رضي الله عنهما (3).
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: جرير منا أهل البيت (4) ومناقبه كثيرة ومن مستطرفاتها أنه اشترى له وكيله فرسا بثلاثمائة درهم، فرآها جرير فتخيل أنها تساوي أربعمائة، فقال لصاحبها: تبيعها بأربعمائة؟ قال: نعم ثم تخيل أنها تساوي خمسمائة، فقال: أتبيعها بخمسمائة، قال: نعم، ثم تخيل أنها تساوي ثمانمائة ثم سبعمائة ثم ثمانمائة، فاشتراها بثمانمائة (5).
وبلغ مقدار حبه لقومه بجيلة، أن حصل على وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمعهم له وكانوا أشتاتا بين القبائل العربية الأخرى، فاستنجز أبا بكر الصديق رضي الله عنه هذا الوعد، إلا أن ظروفه لم تساعده على إنجازه، فطالب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بإنجازه، فجمعهم له وسيرهم إلى العراق بقيادته لحرب الفرس.
وكان يثق بنفسه ويعرف لها قدرها ولا يتخلى عن حق من حقوقها، فقد أراد عمر بن الخطاب أن يؤثر عرفجة بن هرثمة البارقي (6) على بجيلة ليسيرهم
(1) البداية والنهاية (8/ 56).
(2)
صحيح البخاري الجهاد والسير (2888)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2513).
(3)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 147).
(4)
الإصابة (1/ 243).
(5)
تهذيب الأسماء (1/ 243).
(6)
عرفجة بن هرثمة البارقي: انظر سيرته المفصلة في كتابنا: قادة فتح العراق والجزيرة (387 - 394).
إلى العراق، باعتبار عرفجة قد خالطهم وعاش بين ظهرانيهم ردحا طويلا، ولكن جريرا غضب وقال لبجيلة: كلموا أمير المؤمنين، فقالوا لعمر: استعملت علينا رجلا ليس منا، فأرسل إلى عرفجة، وقال له: ما يقول هؤلاء؟ قال: صدقوا أمير المؤمنين لست منهم، ولكنني من الأزد، كنا أصبنا في الجاهلية دما من قومنا، فلحقنا ببجيلة، فبلغنا فيهم من السؤدد ما بلغك، فقال عمر: فاثبت على منزلتك فدافعهم كما يدافعونك، فقال: لست فاعلا ولا سائرا معهم فأمر عمر جريرا على بجيلة، فسار بهم إلى العراق (1).
وكان شهما كريما وفيا جمع صفات العربي الأصيل ومزايا خلق المسلم الصادق، فلا عجب أن يكون نموذجا كاملا للمؤمن المجاهد الصابر المحتسب، الذي يبذل غاية جهده لخدمة عقيدته وأمته في السلم والحرب، ولا عجب أن يستحوذ على إعجاب الناس بمزاياه، فيقول فيه أحد الشعراء مرددا صدى إعجاب الناس بسجاياه الكريمة:
لولا جرير هلكت بجيله
…
نعم الفتى وبئست القبيله
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما مدح من هجا قومه (2).
ولست أشك في أن الشاعر لم يرد هجاء بجيلة نظرا لماضيها المشرف، ولكنه أراد أن يبرز أثر جرير الشخصي في رفع منزلة بجيلة ومكانتها بين القبائل العربية الأخرى، وإلا لكان هجاء بجيلة يغضب أول من يغضب جريرا قبل غيره من أفراد بجيلة.
لقد كان مخلصا لكل مسلم بدون استثناء، قال جرير: - كما في البخاري ومسلم -: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح
(1) الطبري (3/ 462 - 463).
(2)
الاستيعاب (1/ 278).
لكل مسلم (1)»، فصدق ما عاهد الله عليه في كل حياته، فقد نزل الكوفة ثم تحول إلى قرقيسياء فنزلها وقال:" لا أقيم ببلدة يشتم فيها عثمان "(2)، واعتزل عليا ومعاوية (3) فلم يقاتل مسلما، فهو تقي نقي، يخاف الله ويحاسب نفسه، فلا يحيد عن تعاليم الدين الحنيف أبدا.
يكنى أبا عمرو، وقيل: يكنى أبا عبد الله (4) وكان أولاده: عبد الله، وعبيد الله، والمنذر، وإبراهيم، وبشير (5)، وأيوب، وعمرو (6).
وكان جميل الصورة، وحين قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«إنه يقدم عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن، وإن على وجهه مسحة ملك، فلما دخل نظر الناس إليه، فكان كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبروه بذلك فحمد الله تعالى (7)» ، وكان عمر يقول:" جرير يوسف هذه الأمة " لجماله وكماله وحسن فعاله (8)، وكان طويل القامة يصل إلى سنام البعير، يخضب لحيته بزعفران بالليل ويغسلها إذا أصبح (9).
رآه عبد الملك بن عمير فقال: رأيت جريرا كأن وجهه شقة قمر (10)، فكان أحد المتعممين بمكة مخافة النساء على أنفسهم من جمالهم (11).
وكان أعور ذهبت عينه بهمذان (12)، فكان معدودا من العوران
(1) تهذيب الأسماء واللغات (1/ 147).
(2)
تهذيب التهذيب (2/ 73).
(3)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 147).
(4)
الإصابة (1/ 242).
(5)
جمهرة أنساب العرب (385).
(6)
تهذيب التهذيب (2/ 73).
(7)
البداية والنهاية (8/ 55).
(8)
البدء والتاريخ (5/ 103)، وانظر تهذيب الأسماء واللغات (1/ 147).
(9)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 147).
(10)
البداية والنهاية (7/ 56).
(11)
المحبر (232).
(12)
المعارف (586) والمحبر (261).
الأشراف (1)، وقد ذهبت عينه في ميدان الجهاد.
توفي بقرقيسياء سنة إحدى وخمسين الهجرية (2)، وهذا ما نرجحه، لأنه اعتزل في هذه المدينة، فلم يبرحها حتى توفاه الله.
وفي رواية أنه توفي بالسراة (3)، وهو جبل مشرف على جبل عرفة ينقاد إلى صنعاء (4) والأول أصح.
وهكذا مضى رجل من رجال العقيدة إلى ربه، بعد أن بيض صفحات من التاريخ بأعماله المجيدة.
(1) المحبر (302).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 147).
(3)
طبقات ابن سعد (6/ 22).
(4)
معجم البلدان (5/ 59).
القائد
لمسنا بوضوح في مزايا جرير الشخصية، بعض الصفات التي تؤهله لتولي قيادة الرجال في أخطر المواقف وأحرج الظروف، فهو قائد يتحلى بعقيدة راسخة، كريم النسب، شجاع مقدام، عالم ذكي، حاضر البديهة. لذلك أمره النبي صلى الله عليه وسلم في حياته المباركة حين وجهه لتحطيم صنم (ذي الخلصة)، هذا الواجب الذي لم يكن سهلا في تلك الأيام، وبخاصة أن جذور الشرك لم تكن قد اجتثت تماما من أصولها، وأن المشركين كانوا يسترخصون أرواحهم وأموالهم في سبيل الذود عن أصنامهم، كما أن هذا الصنم كانت بجيلة قوم جرير تعبده وتقدسه، لهذا لم يوجه النبي صلى الله عليه وسلم لمثل هذا الواجب الخطير غير الصفوة المختارة من أصحابه، أمثال علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وجرير.
وكان من قادة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حروب الردة وفي فتح بلاد الشام، ومن قادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معارك فتح العراق، وبلاد فارس، وكان أحد قادة الفتح الإسلامي العظيم.
لقد كانت له قابلية متميزة على إصدار قرار سريع صحيح، نظرا لتجربته العملية الطويلة في الحروب وحدة ذكائه وسعة بديهته، لذلك قادت قرارته الصائبة الحصيفة رجاله إلى النصر.
وكان متميزا بالشجاعة والإقدام، لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، لذلك اختاره خالد ليكون ضمن المائة الفدائيين الذين حطموا معنويات الروم في معركة اليرموك الحاسمة ببطولاتهم الفذة وإقدامهم المجيد.
وكان يتحلى بالإرادة القوية الثابتة التي لا تعرف التردد والخور، فكان إذا قرر أمرا واقتنع به، أقدم على تنفيذه دون تردد.
وكان يتحمل المسئولية ويحبها، ولا يتهرب منها أو يلقيها على عواتق الآخرين، لذلك أصر على جمع بجيلة وقيادتهم، ولم يرض بقيادة رجل ليس من قومه.
وكانت نفسيته رصينة قوية لا تتبدل في حالتي النصر والاندحار، فلا يغتر بالنصر ويركبه الطيش، ولا يضعف بالاندحار ويرديه الانهيار، فهو صابر في الحالتين.
وكان يتحلى بمزية سبق النظر، فيعالج المشاكل قبل وقوعها بتلافي الأسباب التي تثيرها، ويعد لكل أمر عدته قبل وقت مناسب.
وكان عارفا بنفسيات رجاله وقابلياتهم، لمعايشتهم بتماس شديد في السلم والحرب، فيوكل لكل رجل منهم الواجب الذي يناسب حالته النفسية وقابلياته العقلية والبدنية.
وكان يثق برجاله ويثقون به، وكان موضع ثقة الخلفاء وقادتهم، نظرا لكفايته واستقامته وحسن تدبيره.
وكان يحب رجاله ويبادلونه حبا بحب، وكان محبوبا من الخلفاء وقادتهم ومن الناس كافة، وكان محبوبا من النبي صلى الله عليه وسلم لاستقامته ورجاحة عقله وشجاعته.
وكان يتحلى بشخصية قوية تفرض احترامها على الآخرين، دون ظلم أحد أو استعباد أحد من الناس، ولعل خلقه الكريم فرض احترامه على قومه وغيرهم احتراما نابعا من القلوب.
وكان يتحلى بالقابلية البدنية المتميزة، لذلك استطاع تحمل أعباء القتال صيفا وشتاء وفي جميع الظروف والأحوال.
وكان ذا ماض ناصح مجيد، سيدا في الجاهلية، وسيدا في الإسلام، ثبت على الإسلام وقاتل الذين ارتدوا من قومه بخاصة ومن غيرهم بعامة. كما كان من أصحاب الأيام، أثبت شجاعة وإقداما في المعارك التي خاضها.
وعند تطبيق مزايا قيادة جرير على مبادئ الحرب، نجد أنه كان يطبق مبدأ اختيار المقصد وإدامته، فيضع مقصده من عملياته العسكرية نصب عينيه دوما، ويسعى بكل طاقاته المادية والمعنوية على تحقيقه.
وكان يطبق مبدأ التعرض، فكان قائدا تعرضيا في معاركه داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها، ولم يتخذ خطة الدفاع في تلك المعارك.
وكان يطبق المباغتة، وقد ظهر تطبيقه هذا المبدأ في معاركه التي خاضها في العراق وفارس على الفرس وحلفائهم.
وكان يطبق مبدأ تحشيد القوة، فقد ألح على جمع بجيلة قومه، حتى نجح في مسعاه، فقادهم إلى ميدان الجهاد، وما جمع هذه القبيلة بعد شتات إلا تحشيد القوة في المكان والزمان المناسبين.
وكان يطبق مبدأ الاقتصاد في المجهود، فلم يعرف عنه أنه أسرف في استخدام قوة من قواته دون مسوغ، بل لم يعرف عنه أنه أسرف في استخدام رجل من رجاله دون مسوغ. والحق أن القادة المسلمين تميزوا بتطبيق هذا
المبدأ الحيوي، لأنهم يخافون الله، فلا يبذرون بقطرة واحدة من دم رجل من رجالهم إلا لضرورة قصوى.
وكان يطبق مبدأ الأمن بحماية رجاله من العدو وحرمانه من الحصول على المعلومات الضرورية عنهم، لذلك لم يستطع العدو مباغتة رجال جرير أبدا، لأنه كان حريصا على أمنهم.
وكان يطبق مبدأ المرونة في خططه، وفي تطبيقها، وفي التعاون مع القادة المرءوسين والعامين الآخرين.
وكان يطبق مبدأ التعاون، فقد كان متعاونا تعاونا وثيقا مع القادة الذين عمل بإمرتهم أو الذين عملوا بإمرته فهو يعرف مسئوليته فيؤديها، ويعرف حقوقه على غيره فيطالبه بها.
وكان يطبق مبدأ إدارة المعنويات، فقد كان بشخصيته الفذة وشجاعته النادرة وعقليته الراجحة وإيمانه العميق كتلة من المعنويات العالية ينقلها إلى رجاله بالعدوى وبالأعمال المجيدة والمواقف المشرفة والأقوال الحكيمة.
وكان يطبق مبدأ الأمور الإدارية، فما شكا رجل من رجاله الجوع أو العطش أو العري أو التنقل، وكانت الأمور الإدارية لها الأسبقية الأولى في التطبيق العملي.
وبالإضافة إلى كل ذلك، كان يساوي نفسه برجاله، بل كان يستأثر بالخطر، ويؤثرهم بالأمن.
كما كان يتحلى بمزية الاستشارة، فكان يستشير رجاله، ويعمل بمشورتهم، ويعمل معهم فريقا واحدا متماسكا.
لقد كان جرير قائدا متميزا.
السفير
حين يدرس باحث سيرة جرير (الإنسان) يتمنى أن يكون لدى العرب والمسلمين أمثاله من السفراء. إذا لتبدل الحال في الحال.
فما هي مزاياه التي أهلته ليكون أحد سفراء النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد كان ينتمي بكل جوارحه لأمته الإسلامية ويسترخص في سبيلها روحه وما يملك من مال وعقار، وكان حافزه الأول والأخير لهذا الانتماء العضوي المصيري هو إيمانه العميق بتعاليم الدين الحنيف.
وبالرغم من أن إسلام جرير جاء متأخرا نسبيا قبيل انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، إلا أن إسلامه حسن بسرعة، فكان أكثر الناس أسلموا في أول الأمر، ثم آمنوا بالتدريج، ولكن جريرا آمن بعد إسلامه فورا، لذلك ثبت على الإسلام ثبات الراسيات، بالرغم من ردة أكثر قومه، وهدم ذا الخلصة صنم قومه قبل إسلامهم، وقاتل المرتدين كافة وبدأ بالمرتدين من قومه، وهذا دليل على إيمانه العميق الراسخ الذي جعله يحب لله ويكره لله، ولا دخل لنزوات الجاهليوعلي?بن أبي?طالبة في حبه من يحب وكره من يكره.
تلك هي مزيته الأولى: الانتماء المطلق العضوي لأمته، وإيمانه الراسخ العميق بالإسلام.
أما المزية الثانية التي قادته إلى النجاح في سفارته فهي الفصاحة والعلم وحسن الخلق.
لقد كان جرير شاعرا بليغا، وقد ذكرنا نماذج من أقواله في الحديث عنه إنسانا.
وكان عالما، استطاع أن يروي مائة حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صاحبه مدة قليلة جدا، بينما غيره من الصحابة الكرام لم يرووا عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا
العدد الكبير من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد صاحبوا النبي صلى الله عليه وسلم مدة أطول بكثير مما صاحبه بها جرير. وهذا دليل على ذكائه الخارق وشدة لهفته على تلقي العلم من منابعه الأصيلة.
كما أن العلماء اعتبروا جريرا من أبرز أصحاب الفتيا من الصحابة، وهم علماء المسلمين من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أما حسن خلق جرير فحدث عن البحر ولا حرج، وقد رأيت كيف كان يخدم أنسا خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم إكراما لرسول الله عليه الصلاة والسلام بخاصة والأنصار بعامة.
والأمثلة على حسن أخلاق جرير أكثر من أن تحكى، فقد جمع فضائل العرب ومزايا الإسلام في شخصه بشرا سويا يمشي على الأرض ويعايش الناس.
والمزية الثالثة هي الصبر والحكمة، فقد صبر وصابر في قتال المرتدين، حتى انتصر عليهم، وصبر وصابر في قتال الروم على أرض الشام حتى انتصر عليهم، وصبر وصابر في قتال الفرس على العراق وفارس حتى انتصر عليهم.
وصبر صبرا جميلا في محاولة جمع بجيلة، حتى نجح في محاولته على عهد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
لقد كان جرير بحق يتحلى بالصبر الجميل، أما حكمته فتظهر واضحة في حديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم والشيخين من بعده: أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وفي حواره مع عثمان ذي النورين وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، مما جعله يستحوذ على ثقتهم واحترامهم.
ولا أدل على حكمته من اعتزاله الفتنة الكبرى، فلم يشهر سيفه على مسلم، ولم يكن سببا مباشرا أو غير مباشر في نزف قطرة دم مسلم بسيف أخيه المسلم لا بسيف عدو من أعداء الإسلام والمسلمين، فليس من الحكمة أن يربح المرء هذه الدنيا ويخسر نفسه، وصدق الله العظيم:{أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (1)،
(1) سورة البقرة الآية 86
فخسر جرير باعتزاله مستقبله السياسي والإداري والعسكري، ولكنه ربح الآخرة، وما عند الناس لا يبقى، وما عند الله خير وأبقى.
إن اعتزال جرير الفتنة الكبرى كان مسلكا سليما بالنسبة لتعاليم الدين الحنيف الذي ارتضاه جرير لنفسه، وهو عين الحكمة بالنسبة لوجهة نظري وعين الصواب.
والمزية الرابعة التي قادت جريرا إلى النجاح في سفارته النبوية، هي مزية: سعة الحيلة، فقد كان ذكاؤه النادر وعقليته المتزنة الحاضرة وشخصيته القوية وعلمه وفصاحته وحسن تصرفه، هي الأدلة القاطعة على سعة حيلته ونفاذ بصيرته وسيطرته على المفاوضات سيطرة كاملة.
وليس هناك في المصادر المعتمدة نصوص محادثاته في سفارته، ولكن الأثر يدل على الأثير ومزايا جرير إنسانا تدل على سعة حيلته وأفقه أيضا.
والمزية الخامسة التي تحلى بها جرير، فاستحق - أن يتولى سفارة من السفارات النبوية، هي رواء المظهر.
فكما كان يتمتع برواء المخبر، كان يتمتع برواء المظهر، كان جميلا رائع الجمال، يلفت بجماله أنظار الرجال والنساء، كما يلفت طوله الفارع الأنظار إليه، فقد آتاه الله بسطة في الجسم. وكان رئيسا من رؤساء القبائل العربية في الجاهلية والإسلام، فلا بد من أن يهتم بمظهره الخارجي بما تضفي عليه شيئا من الروعة والبهاء.
تلك هي المزايا الخمس الرئيسة التي كان السلف الصالح يحرصون على أن يتمتع بها السفراء المسلمون، لذلك كانت السفارات الإسلامية غالبا نابهة جدا وتأتي بنتائج باهرة لصالح الإسلام والمسلمين.
ولا يتمنى كل عربي ومسلم أكثر من أن يحرص الحكام العرب والمسلمون اليوم على اختيار سفراء الدول العربية والإسلامية بالشروط التي كان السلف الصالح يختارون على هديها سفراءهم، لينجح السفراء العرب والمسلمون الجدد نجاح أسلافهم قبل قرون.
وبالإضافة إلى المزايا التي كان يتمتع بها جرير، فإنه كان رئيسا من رؤساء القبائل اليمانية ومن أهل اليمن ومعروفا في أرجائها، وكانت سفارته إلى ملكين أو حاكمين من حكام اليمن ومن رؤساء القبائل اليمانية أيضا، مما سهل على جرير مهمته في سفارته لمعرفته الوثيقة بالرجلين اللذين أوفد إليهما ولمعرفته الوثيقة باليمن وأهلها أيضا.
ولكن سفارة جرير لم تقتصر على اليمن وحدها، فقد كان القائد قديما يعمل قائدا لرجاله، وسياسيا في مفاوضة سكان البلاد المفتوحة وعقد المعاهدات معهم، وإداريا في إدارة البلاد المفتوحة، فكان جرير مفاوضا وشاهدا في معاهدة خالد بن الوليد أهل بانقيا وبسما في سواد العراق، كما كان مفاوضا وشاهدا في معاهدة النعمان بن مقرن المزني مع أهل (ماه)(1) في أرض فارس، كما كان مفاوضا رئيسا في البلاد التي فتحها قائدا مستقلا. لقد كان جرير من ألمع سفراء النبي صلى الله عليه وسلم
(1) ماه: هي مدينة نهاود انظر التفاصيل في معجم البلدان (7/ 375).
جرير في التاريخ
يذكر التاريخ لجرير أنه أسلم متأخرا، فنال شرف الصحبة ولم ينل شرف الجهاد تحت لواء الرسول القائد عليه الصلاة والسلام. ويذكر له أنه كان أحد سفراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والرؤساء العرب وغير العرب، فكان سفيره إلى ملكين من ملوك اليمن الخضراء.
ويذكر له أنه هدم صنم ذي الخلصة وحرقه، وكان صنم قومه والقبائل العربية القريبة من قومه نسبا، فاجتث جذور الشرك في تلك المناطق.
ويذكر له أنه ثبت على الإسلام وحارب المرتدين من قومه ومن غيرهم في اليمن، فأعاد الوحدة إلى الصفوف تحت لواء الإسلام.
ويذكر له أنه شهد فتح العراق التمهيدي تحت لواء خالد بن الوليد، وأنه شهد معه اليرموك في أرض الشام، وكان أحد الفدائيين المائة المنتخبين من جيش المسلمين، الذين حطموا معنويات الروم في عملياتهم الفدائية.
ويذكر له أنه سعى لجمع بجيلة قومه، وكانوا أشتاتا في القبائل العربية الأخرى، فنجح في مسعاه، وتولى قيادة قومه في ميدان فتح العراق بعد جمعهم، فقاتل تحت لواء المثنى بن حارثة الشيباني في العراق، وأبلى في فتوح المثنى أعظم البلاء.
ويذكر له أنه قاد بجيلة قومه تحت لواء سعد بن أبي وقاص في القادسية، فكان له ولقومه في النصر أثر عظيم. ويذكر له أنه شهد تحت لواء سعد بن أبي وقاص فتح مدينة (المدائن) عاصمة كسرى، وشهد فتح محور نهر ديالي تحت لواء هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، فكان له في تلك الفتوح شأن كبير.
ويذكر له، أنه فتح مدينة خانقين ومدينة حلوان ومدينة قرميسين ومدينة همذان.
ويذكر له، أنه شهد استكمال فتح الأهواز، كما شهد معركة فتح الفتوح في نهاوند بقيادة النعمان بن مقرن المزني.
ويذكر له، أنه اعتزل الفتنة الكبرى، وأنه اشترى دينه بدنياه، ولم يشتر دنياه بدينه، فاعتزل الناس في داره، غير مكترث بولاية أو قيادة أو جاه أو مال أو سمعة.
رضي الله عن الصحابي الجليل، المحدث الفقيه، المجاهد الصادق، القائد، الفاتح، جرير بن عبد الله البجلي