الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمور لتكفير سيئاته، بل يجب عليه أن يلزم التوبة دائما من سائر الذنوب، وأن يحاسب نفسه ويجاهدها في الله حتى يؤدي ما أوجب الله عليه، ويحذر ما حرم الله عليه، ويرجو مع ذلك من الله سبحانه العفو والغفران، وأن لا يكله إلى نفسه ولا إلى عمله، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«سددوا وقاربوا وأبشروا، واعلموا أنه لن يدخل الجنة أحد منكم بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل (1)» ، وبالله التوفيق.
(1) صحيح البخاري الرقاق (6463)، صحيح مسلم صفة القيامة والجنة والنار (2816)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5034)، سنن ابن ماجه الزهد (4201)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 514).
رجل مسلم أسعف رجلا غير مسلم هل يصبح أخا له
؟
س: رجل مسلم أسعف رجلا غير مسلم هل يصبح أخا له؟
جـ: إسعاف المسلم لغيره من المسلمين والكفار غير الحربيين لا يكون أخا له ولا محرما له إن كان المسعف امرأة، ولكنه يؤجر على ذلك لما فيه من الإحسان، ولو كان المسعف كافرا لقول الله عز وجل:{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (1) وقوله عز وجل:. . . {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (2) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه (3)» ، وقوله:«من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته (4)» ، وهذان الحديثان في حق المسلم، وفي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لها أن تصل أمها وكانت كافرة وذلك في وقت الهدنة التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل مكة، أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء، بل مساعدتهم على المسلمين
(1) سورة البقرة الآية 195
(2)
سورة الممتحنة الآية 8
(3)
صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2699)، سنن الترمذي القراءات (2945)، سنن أبو داود الأدب (4946)، سنن ابن ماجه المقدمة (225)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 252).
(4)
صحيح البخاري المظالم والغصب (2442)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2580)، سنن الترمذي الحدود (1426)، سنن أبو داود الأدب (4893).