الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هي من قشور ثقافتهم، إلى بلاد الإسلام، حيث تلقف ذلك نفر من أبناء المسلمين، فدفعوه إلى بني جلدتهم بضاعة مزجاة، طغى أثره عند ذوي الثقافة المحدودة والقصور العلمي.
يوم الجمعة:
لكن لما كان يوم الجمعة في البيئة الإسلامية له مكانة راسخة مقترنة بما جاء في فضل هذا اليوم من نصوص شرعية، فإن المستعمرين من الغربيين لم يستطيعوا اقتلاع مكانته من قلوبهم سواء لدى الطبقة المتعلمة المرتبطة بهم أو لدى العامة والفلاحين وأبناء البوادي، واكتفوا في تخفيف مكانته، بجعله يوم عمل، ونقل الإجازة الأسبوعية إلى يوم الأحد الذي هو راحة النصارى في كل مكان، مما جعل بعض المرتبطين بهم ثقافة - من أبناء الإسلام - يتهاونون في أداء صلاة الجمعة مثلما حصل من مثقفي النصارى، بإهمالهم الذهاب إلى الكنائس يوم الأحد.
وأخذا من دلالة الآية الكريمة: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (1) تراهم يجدون ويجتهدون في التماس المداخل التي تزعزع عقيدة المسلم وتضعف الوازع الديني في قلبه شيئا فشيئا، مساهمة في نقض عرى الإسلام الذي أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويكبر فرق هذه الدائرة اتساعا كلما غفل المسلمون عن دينهم، وكلما تساهل المدركون عن مكافحة الأمور الوافدة على منهج الإسلام السليم، والخارجة عن إطار تعاليمه.
(1) سورة البقرة الآية 120
ولا شك أن مبعث ذلك ضعف الوازع الديني وقلة النهل من منبع العلم الشرعي.
فالنصارى عندما استعمروا بلاد المسلمين سكتوا عن التشاؤم من يوم الجمعة حتى لا يثيروا الرأي العام المسلم رغم أن هذا اليوم يمثل هزيمة لهم في كثيرا من معاركهم مع المسلمين، لأنه بشارة خير ترتبط بكل فتح إسلامي.
فصلاح الدين الأيوبي دخل القدس في يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب عام 583هـ (1)، بعد استسلامها، وإذلال الله للصليبيين، حيث عبر والمسلمون معه شكرهم لله جل وعلا على هذا النصر أن صلى بهم أول جمعة على منبر صنع لهذا الغرض قبل عشرات السنين، وجيء به من حلب لهذه الغاية.
كما كان دخول المسلمين لمدن الشام مع القائد أبي عبيدة بن الجراح، ثم بعد مجيء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاستلام القدس في أيام الجمع من عام 13هـ.
ثم فيما بعد كان دخول المسلمين لكبريات المدن في فلسطين من ديار الشام التي استرجعت من الصليبيين، حيث كانت صلاة الجمعة تمثل احتفالا جماهيريا وشكرا لله بنصرهم عليهم.
كما كان دخول محمد الفاتح القسطنطينية بعدما فتحها الله على يديه يوم الجمعة حيث صلى في أكبر كنائسها - أيا صوفيا - بعدما حولها إلى مسجد وطمس كل ما فيها من صور وتماثيل.
(1) راجع الكامل لابن الأثير في التاريخ عن أحداث ذلك العام.