الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا والأمثلة على أثر أسباب النزول في تفسير القرآن كثيرة وقد اكتفيت بما تقدم رغبة في الاختصار، وللمزيد من ذلك يمكن الرجوع إلى المؤلفات المتخصصة في أسباب النزول.
المؤلفات في أسباب النزول:
1 -
أسباب النزول، لأبي الحسن ابن المديني (ت 234 هـ). وهو أول من ألف في أسباب النزول ولكن كتابه لم يصل إلينا (1).
2 -
القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن، لأبي مطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسي بن فطيس القرطبي (ت 402 هـ)(2).
3 -
أسباب النزول، للواحدي (ت 468هـ) وهو أول كتاب يصل إلينا في أسباب النزول، فقد جمع فيه أسباب النزول مرتبة على ترتيب سور القرآن، مروية بالإسناد غالبا، وقد طبع عدة طبعات أحسنها طبعة (دار الكتاب الجديد) بتحقيق الأستاذ سيد صقر، كما قام بتحقيقه الشيخ عصام بن عبد المحسن الحميدان، وقد اعتمد على تحقيق الأستاذ سيد صقر، أثنى على دقة تحقيقه وقلة الأخطاء، إلا أنه لم يستوف تخريج الأحاديث، وهو الأهم، فكانت زيادته على هذا التحقيق هو استيفاء التخريج على طريقة المحدثين (3)، وقد اعتمد على كتاب الواحدي من جاء بعده ممن ألف في أسباب نزول القرآن.
4 -
أسباب النزول، لأبي المظفر محمد بن أسعد الحليمي (ت 567 هـ) وقد جمع فيه بين أسباب النزول والتفسير والقصص، ويقع في (152) ورقة وتوجد منه نسخة مصورة في جامعة الإمام محمد بن سعود
(1) راجع: الإتقان للسيوطي (1/ 28) وطبقات المفسرين للداودي (1/ 285).
(2)
راجع: الإتقان للسيوطي (1/ 28) وطبقات المفسرين للداودي (1/ 285).
(3)
راجع مقدمة تحقيقه لأسباب النزول للواحدي، طبع دار الإصلاح بالدمام عام 1411 هـ.
الإسلامية، ونسختان بجامعة أم القرى (1).
5 -
أسباب النزول لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت 597 هـ)(2).
6 -
تقريب المأمول في ترتيب أسباب النزول، لإبراهيم بن عمر الجعبري (ت 732 هـ) وقد اختصر فيه أسباب النزول للواحدي بحذف أسانيدها ولم يزد عليه شيئا، وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية (3).
7 -
العجب العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) قال عنه السيوطي: (إنه مات عنه مسودة فلم نقف عليه كاملا)(4)، ويوجد منه نسخة مصورة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في (201) ورقة، وقد وصل فيه إلى أوائل سورة النساء. وقد جمع فيه الأسباب التي ذكرها الواحدي مختصرة بحذف أسانيدها مع تخريجها والحكم عليها بالصحة والضعف، وزاد عليها كثيرا من الأسباب التي لم يذكرها الواحدي.
8 -
لباب النقول في أسباب النزول، للسيوطي، (ت 911 هـ) وقد جمع في كتابه ما ذكره الواحدي مع حذف الأسانيد وزاد عليه بعض الأسباب ويمتاز عليه بتبيين الصحيح من الأسباب من غيره، وعزوها إلى من خرجها من أصحاب الكتب المعتبرة، وهو مطبوع بدار التحرير للطبع
(1) راجع: أسباب النزول وأثرها في التفسير رسالة ماجستير للباحث عصام بن عبد المحسن الحميدان (ص 178).
(2)
راجع: مقدمة تحقيق أسباب النزول للواحدي ص (23). كشف الظنون (1/ 76).
(3)
راجع: الإتقان (1/ 28). ومقدمة تحقيق أسباب النزول للواحدي (ص 23).
(4)
راجع: الإتقان (1/ 28). ومقدمة تحقيق أسباب النزول للواحدي (ص 23).
والنشر بالقاهرة سنة 1382 هـ.
9 -
إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن لعطية الله الشافعي الأجهوري (ت 1190 هـ) يوجد منه نسخة مصورة في جامعة الملك سعود بالرياض، وهو كتاب جامع لأسباب النزول وغيرها مما هو مذكور في عنوانه، وقد اختصر فيه مؤلفه كتاب الواحدي بحذف أسانيده وضم إليه كتاب السيوطي " لباب النقول " حتى يكمل بعضهما الآخر، ولم يضف إلى ذلك شيئا جديدا إلا مجرد النقل والجمع.
10 -
أسباب التنزيل لأحمد بن علي بن أحمد الحنفي المصري، يوجد منه نسخة مخطوطة في دار الكتب المصرية، وهو اختصار لكتاب الواحدي وذلك بحذف أسانيده، ولم يزد عليه شيئا فهو قليل الفائدة.
11 -
مع نزول القرآن لمحمد محمد خليفة، تحدث في أول الكتاب عن نزول القرآن من حيث المكان والزمان، وأول ما نزل وآخر ما نزل، وكيفية الإنزال وطريقته وصور الوحي، وقد اختص معظم الكتاب بذكر أسباب النزول ورتبها حسب موضوعاتها، فبدأ بذكر الأسباب التي تدور حول مواقف المنافقين، ثم الأسباب التي تدور حول مواقف اليهود والنصارى والكفار، ثم ما دار حول أحكام شرعية، أو مبادئ اجتماعية أو سياسية، وهكذا. ويذكر الأسباب بدون أسانيد ولا يشير إلى المراجع، ولم يذكر في كتابه المصادر التي رجع إليها وهو مطبوع بمكتبة النهضة المصرية سنة 1971 م.
12 -
أسباب النزول عن الصحابة والمفسرين للمرحوم الشيخ عبد الفتاح
القاضي رئيس لجنة مراجعة المصاحف بالأزهر، وقد بدأه بتمهيد بين فيه معنى أسباب النزول وفوائدها، وبعض القواعد المتعلقة بها، ثم شرع في ذكر أسباب النزول مرتبة على ترتيب سور القرآن بدون إسناد، وقد اقتصر على الصحيح منها الملائم لروح الآيات وسياقها ولا يصادم أصلا من أصول العقيدة ولا يعارض نصا من نصوص الشريعة كما قال في التمهيد.
13 -
أسباب نزول القرآن للدكتور حماد عبد الخالق حلوة، تحدث فيه عن تاريخ أسباب النزول ومصادرها ومناهج المؤلفين في الحديث والتفسير والتاريخ في عرض أسباب النزول والحديث عنها، ويقع هذا الكتاب في جزأين، الناشر له مكتبة الطليعة بأسيوط بمصر سنة 1980م.
14 -
الصحيح المسند من أسباب النزول لمقبل بن هادي الوادعي وهو بحث مختصر خرج فيه بعض أسباب النزول ورتبه على ترتيب سور القرآن، وقدم له بمقدمة قصيرة ذكر فيها أهمية أسباب النزول وبعض قواعدها باختصار، وقد طبع سنة 1400 هـ، والناشر له مكتبة المعارف بالرياض.
15 -
جامع النقول في أسباب النزول وشرح آياتها لابن خليفة عليوي، بدأ كتابه بمقدمة بين فيها معنى أسباب النزول وفوائدها وبعض القواعد المتعلقة بها، ثم شرع في جمع أسباب النزول بدون أسانيد، مرتبة على ترتيب سور القرآن وقد اعتمد في ذلك على كتاب الواحدي، وعضده بالنقل من (لباب النقول) للسيوطي. وكتب التفسير، وفي جمعه لهذه الأسباب لم يفرق بين الصحيح منها من الضعيف وقد اقتصر على جمع ما في الكتب دون تمحيص، مع ذكر أقوال المفسرين
في الآية والأحكام المستنبطة منها بأدلتها، وهو مطبوع في جزأين بمطابع الإشعاع بالرياض سنة 1404 هـ.
16 -
أسباب النزول، أسانيدها وأثرها في التفسير. رسالة دكتوراه، لجمعة سهل، تقدم بها إلى جامعة أم القرى، وتوجد بمكتبتها المركزية مطبوعة بالإستنسل.
17 -
أسباب النزول وأثرها في التفسير، لعصام بن عبد المحسن الحميدان حصل به على درجة الماجستير. سنة 1406 هـ من كلية أصول الدين بالرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تقع هذه الرسالة في مجلدين، تناول الباحث فيها أهمية أسباب النزول وقواعدها وأثرها في التفسير، واختص القسم الأكبر من الرسالة بذكر الصحيح والضعيف من أسباب النزول مرتبا حسب ترتيب سور القرآن، معتمدا في ذلك على كتابي " أسباب النزول " للواحدي " ولباب النقول " للسيوطي، مع تخريج ما ذكره من الأسباب والحكم عليها، وهي رسالة جيدة ومفيدة وأسلوبها شيق.
هذه المؤلفات الخاصة بجمع أسباب النزول - حسب علمي - وبجانبها أبحاث عن أسباب النزول ضمن كتب علوم القرآن، كما فعل الزركشي في كتابه " البرهان في علوم القرآن " فقد ضمنه بحثا مختصرا عن أسباب النزول. تحدث فيه عن معناها وفوائدها، وطريق معرفتها والتعبير عنها، وتعدد النازل والسبب واحد وعكسه، وهل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب، وقد سبقه إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير، وقد نحا هذا النحو من ألف فيما بعد في علوم القرآن، كالسيوطي في " الإتقان " والشيخ محمد علي سلامة في " منهج الفرقان " والشيخ الزرقاني
في " مناهل العرفان " والدكتور الكومي والدكتور القاسم في " مذكرات في علوم القرآن " والدكتور صبحي الصالح في " مباحث علوم القرآن " والشيخ مناع القطان في " مباحث في علوم القرآن " كما تحدث عنها الشاطبي في " الموافقات " والشيخ القاسمي في مقدمة تفسيره " محاسن التأويل "، والشيخ ابن عاشور في مقدمة تفسيره " التحرير والتنوير ".
حاجة أسباب النزول إلى التمحيص:
وهذه المؤلفات الخاصة بجمع أسباب النزول قد حوت ثروة كبيرة من أسباب نزول القرآن تحتاج إلى دراسة وتمحيص من جهة الإسناد، لأنه قد اختلط فيها الصحيح بالضعيف، ودخلت فيها بعض الإسرائيليات والموضوعات، كما تحتاج إلى دراسة متنها لوجود تعارض في بعضها يحتاج إلى توفيق بين الروايات المختلفة، كما أن بعضها يحتوي على أخبار وحوادث غير صحيحة ولا تتفق مع الآية ولا تصلح سببا لنزولها، كما في قصة ثعلبة بن حاطب، وقد ذكرها أكثر المفسرين وملخصها «أن ثعلبة بن حاطب قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يرزقني مالا، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه "، ولكن ثعلبة كرر الطلب على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم ارزق ثعلبة مالا فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود، وأنزل الله على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} (1) التوبة [103] فأرسل رجلين إلى ثعلبة ليأخذا منه الصدقة، فتردد في الدفع وقال: ما هذه إلا أخت الجزية فأنزل الله فيه قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} (2){فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} (3) الآيات من التوبة [75، 77] فلما علم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله أن يقبل منه صدقته فلم يقبلها، فمات الرسول صلى الله عليه وسلم فأتى أبا بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم فلم يقبلوها، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان»،
(1) سورة التوبة الآية 103
(2)
سورة التوبة الآية 75
(3)
سورة التوبة الآية 76
فهذه الرواية رواها أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه، وقد رواها عنه الطبري في تفسيره (14/ 370 - 374) والواحدي في الأسباب (ص 252) والبغوي في تفسيره (3/ 124) وفي أسانيدهم علي بن يزيد الألهاني قال عنه أبو حاتم:" ضعيف الحديث حديثه منكر "، وقال أبو زرعة " ليس بالقوي " وقال البخاري:" منكر الحديث "(1).
وقد ضعف ابن حزم إسناد هذه القصة وأبطل معناها فقال: " وهذا باطل لا شك، لأن الله تعالى أمر بقبض زكوات أموال المسلمين وأمر عليه الصلاة والسلام عند موته أن لا يبقى في جزيرة العرب دينان، فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلما ففرض على أبي بكر وعمر قبض زكاته ولا بد ولا فسحة في ذلك، وإن كان كافرا ففرض أن لا يقر في جزيرة العرب فسقط هذا الأثر بلا شك وفي رواته معان بن رفاعة والقاسم بن عبد الرحمن وعلي بن يزيد - وهو أبو عبد الملك الألهاني - وكلهم ضعفاء. ومسكين بن بكير ليس بالقوي (2) كما ضعفها السيوطي (3).
فهذه القصة باطلة، لأن ما ورد فيها من معنى مخالف لأصل من أصول الشريعة، وهو أن التائب تقبل توبته ولو بلغت ذنوبه عنان السماء، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والإسلام يجب ما قبله، قال تعالى:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (4)(الأنفال: 38) ثم كيف يأتي بزكاة ماله للنبي صلى الله عليه وسلم فيردها ثم لأبي بكر فيردها ثم لعمر فيردها، فهل يعقل أن يحصل مثل هذا والله قد أمر بقبض زكاة المسلمين {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (5) (التوبة: 103). وهذه القصة يرددها أهل الوعظ والإرشاد دون
(1) راجع: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 208) وميزان الاعتدال للذهبي (2/ 161).
(2)
راجع كتابه المحلى (11/ 208).
(3)
راجع كتابه: لباب النقول في أسباب النزول (ص 97).
(4)
سورة الأنفال الآية 38
(5)
سورة التوبة الآية 103
نظر إلى بطلان سندها ومتنها ومخالفتها لأصل من أصول الشريعة، وقد ذكرتها هنا حتى يتنبهوا إلى ذلك.
من هذا وغيره يتبين لنا أن أسباب النزول تحتاج إلى كثير من الدراسة والتمحيص والمناقشة، فليس كل ما جمع من الأسباب صحيحا وقد قام بعض الباحثين بدراسة بعض أسباب النزول سندا ومتنا والحكم عليها، كما فعل الوادعي في بحثه، والحميدان في رسالته للماجستير، وأملي أن تتوسع هذه الدراسة المفيدة حتى تغطي جميع ما روي في أسباب النزول ففي ذلك خدمة عظيمة لكتاب الله وفائدة كبيرة لدارسي تفسيره.