الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن عالجت الجانب اللغوي من العسكرية الإسلامية في الكتاب العزيز بكتابي المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم، في جزأين كبيرين.
التدريب الفردي
التدريب الفردي للمسلم عسكريا، هو غرس الخصال العسكرية في خلق الجندي المسلم وسلوكه غرسا يجعل منه مقاتلا من الطراز الأول.
وقد جاء في كتاب الخدمة السفرية، وهو أوثق المصادر العسكرية: أن الجندي لا بد أن يتمتع بالطاعة والصبر والشجاعة والثبات، وأن يضحي بماله ونفسه في سبيل تحقيق أهداف أمته ومصلحتها العليا.
حث الإسلام على (الطاعة) وهي الضبط والنظام كما نطلق عليها في التعابير العسكرية الحديثة.
وقد وردت (طاع) ومشتقاتها في تسع وعشرين ومائة آية من آيات الذكر الحكيم.
قال تعالى: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (1).
وأشاع الإسلام معاني الخلق الكريم، ومنه الصبر الجميل، قال تعالى:{ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (2)، وقال تعالى:{اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ} (3) وقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ} (4).
وغرس الإسلام روح الشجاعة والإقدام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} (5){وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (6).
(1) سورة البقرة الآية 285
(2)
سورة النحل الآية 110
(3)
سورة آل عمران الآية 200
(4)
سورة البقرة الآية 177
(5)
سورة الأنفال الآية 15
(6)
سورة الأنفال الآية 16
والتولي يوم الزحف من الكبائر، كما نص على ذلك حديث رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام). . .
وأمر الإسلام بالثبات في ميدان القتال، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} (1).
ودعا الإسلام إلى الجهاد بالأموال والأنفس لإعلاء كلمة الله، قال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (2).
وقال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (3) وفي هذه الآية سبق المسلمون العالم إلى مفهوم الحرب الإجماعية التي تنص على: إعداد الأمة بطاقاتها المعنوية والمادية للحرب.
وبين الإسلام أن المصلحة العليا لا بد أن تكون لها الأسبقية على كل شيء في الدنيا، قال تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (4).
وجعل الإسلام مقام الشهداء من أعظم المقامات، وقال تعالى:{فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} (5). وقال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} (6)، وقال تعالى:{وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (7).
ولا أعلم عقيدة عسكرية في العالم، جعلت الحياة المستمرة الدائمة للشهيد غير العقيدة العسكرية الإسلامية.
(1) سورة الأنفال الآية 45
(2)
سورة الحجرات الآية 15
(3)
سورة التوبة الآية 41
(4)
سورة التوبة الآية 24
(5)
سورة النساء الآية 69
(6)
سورة البقرة الآية 154
(7)
سورة النساء الآية 74