الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المؤتمرات
ترجمة
محمد لقمان السلفي
المؤتمر العالمي بلندن
عن
حياة المسيح عليه السلام
يبدو أن القاديانيين قرروا أن ينقلوا مركز نشاطاتهم إلى لندن بعد أن غلبوا على أمرهم في باكستان؛ ففي يونيو 1978م ذهب المرزانا مرامن خليفة المتنبئ القادياني إلى لندن مع حوالي مائتين من أتباعه وعقد فيها مؤتمرا عن وفاة المسيح.
وقد بلغنا أنهم أعادوا فيه أقاويلهم الزائفة البالية عن وفاة المسيح وكونه مدفونا في كشمير والتي ردت على وجوههم من قبل علماء المسلمين قديما، وقد دونت تلك الردود في الكتب التي نقل بعضها إلى الإنجليزية وطبع ووزع قديما بين المسلمين، فالقاديانيون ليس لديهم الآن إلا ترديد ما قاله آباؤهم الأولون، وقد ردت عليهم كل تلك الأقاويل مرارا وتكرارا.
ولكن الجديد في الأمر أن الذين خاطبوهم من المسلمين في ذلك المؤتمر كانوا جيلا جديدا لا يعرف عن هذا الزيغ إلا القليل، ولا يدري عن تلك الردود التي قام بها علماء الإسلام على مزاعم المرزا غلام المتنبئ مستنيرين بكتاب الله وأحاديث رسوله وأقوال السلف الصالح. فظن القاديانيون أن الوقت موات للغارة الجديدة على رسالة الله الأخيرة؛ لذلك وجب على المسلمين أن ينهضوا مرة أخرى لمقاومة الفتنة ورد كيد الكافرين في ضوء الكتاب والسنة وأقوال الأئمة الكرام.
ولما بلغ الشيخ منظور أحمد شينيوتي الباكستاني أخبار المؤتمر المشئوم ونشر الدعايات الواسعة عنه في بريطانيا وغيرها من البلدان، اضطرب له اضطرابا شديدا، وقرر متوكلا على الله أن يقيم مؤتمرا مماثلا في لندن، وأن يدعو إليه علماء الإسلام للرد على مزاعم القاديانيين، فسافر فضيلته مع وفد من العلماء إلى لندن في اليوم السادس من شهر
يونيو واستقبل في مطار لندن من قبل لفيف من العلماء في تلك البلاد. وبعد استراحة قليلة واصل السفر إلى مدينة مانشستر للاشتراك في اجتماع الأكاديمية الإسلامية فيها الذي كان المقرر عقده في يومي الثامن والتاسع من شهر يوليو. وفيه قدم فضيلته الاقتراح عن عقد مؤتمر عن حياة المسيح الذي وافق عليه المشتركون بالإجماع وكونت لجنة في الحال لإعداد اللازم لهذا الغرض.
وقد رأى فضيلة الشيخ منظور أحمد بعد هذا القرار أن يتصل بمسلمي إنجلترا لمعرفة مرئياتهم في هذا الأمر فقام بأسفار طارئة إلى عدد من مدن إنجلترا الهامة، واتصل بالمسلمين المقيمين فيها، وشرح لهم أهداف المؤتمر وأهميته، كما اتصل بفضيلة الشيخ إنعام الحسن وفضيلة الشيخ مسبح الله اللذين أيدا فكرته ودعوا له بالتوفيق وللمؤتمر بالنجاح.
وبعد هذه الإجراءات الأولية أعلن فضيلته عن انعقاد المؤتمر في المسجد الجامع المركزي الكائن في حديقة ريجنت بلندن من يومي التاسع والعشرين والثلاثين من شهر يوليو. وقد صدر هذا الإعلان في جريدتي جنك وملت الصادرتين بالأردية، كما وضعت لافتات بارزة كثيرة في المساجد والجامعات والمصانع التي يعمل بها المسلمون. ووزعت كذلك بطاقات دعوة بالأردية والإنجليزية على ما يقارب ألف شخص من المسلمين البارزين. وقد أثمرت هذه الجهود المكثفة لإنجاح المؤتمر إذ حضر عدد كبير جدا من المستمعين من سائر مدن إنجلترا.
وقد أبدت رابطة العالم الإسلامي اهتمامها بالمؤتمر فتلقى فضيلة الشيخ منظور أحمد برقية من معالي أمينها العام الشيخ محمد علي الحركان تمنى فيها النجاح للمؤتمر، كما عين معاليه ممثل الرابطة في باريس للاشتراك في المؤتمر. وقد اشترك في المؤتمر فضيلة الشيخ مسبح الله الأمين العام لدار العلوم في جلال آباد بالهند، وهو خليفة الشيخ أشرف علي تهانوي العالم الهندي الحنفي المعروف رحمه الله. ومن الذين أيدوا اهتمامهم الخاص بالمؤتمر سماحة الشيخ عبد الله علي المحمود رئيس شئون الدعوة الإسلامية في الإمارات العربية المتحدة، فقد عين سماحته فضيلة الشيخ عبد الله عبد العزيز المصلح عميد كلية الشريعة بأبها بالمملكة العربية السعودية ليمثل سماحته في المؤتمر. وقد دعا لنجاحه فضيلة الشيخ إنعام الحسن ووعد بأنه سوف يدعو لنجاحه في الاجتماع الذي يعقد في باريس أيام انعقاد المؤتمر.
وكما علمتم أن الداعي إلى المؤتمر هو فضيلة الشيخ منظور أحمد شينيوتي رئيس الجامعة العربية في شينيوت، والأمين العام لإدارة الدعوة المركزية فيها. وتولى الإشراف على شئون المؤتمر الأكاديمية الإسلامية في مانشستر، وترأس جلساته الأستاذ الكبير دكتور زكي البدوي مدير مركز الثقافة الإسلامية في لندن، والشيخ عبيد الرحمن خليفة الشيخ عبد الرحمن كيملبوري رحمه الله. كما أن الشيخ محمد موسى أمين جمعية العلماء في بريطانيا والشيخ القاري بشير أحمد الخطيب بمسجد شاه جهان بمدينة ووكنج - توليا شئون أمانة المؤتمر وعاونهما الشيخ عبد الرشيد أرشد مدير مجلة " الرشيد " في باكستان.
ومن الذين خطبوا في المؤتمر: الشيخ تقي عثماني عضو المجلس الاستشاري الإسلامي في باكستان، والشيخ عبد الله عبد العزيز المصلح والدكتور خالد محمود، والشيخ المناظر منظور أحمد شينيوتي، وبروفيسور إبراهيم تركي، والدكتور سعيد الروس، والشيخ منير هاشم، والشيخ أبو المحمود نشتر، والمفتي عبد الباقي، والشيخ محمد بشير، والشيخ إمداد حسين. وقد صرح فضيلة الشيخ عبد الله المصلح في خطابه بأهمية المؤتمر وضرورته القصوى وطلب من مسلمي إنجلترا أن ينشروا تفاصيله داخل إنجلترا وخارجها.
وقد شوهد المدعو طفيل إمام الجماعة اللاهورية، وكذلك مندوب القاديانيين، يسجلان وقائع المؤتمر. وقد تحدث العلامة خالد محمود لمدة ساعتين، وألقى الضوء الكافي على مشكلة القاديانية، وفند مزاعمها الباطلة. ثم قام في الأخير فضيلة الشيخ منظور أحمد شينيوتي ودعا مرة أخرى الخليفة القادياني إلى المباهلة وقال: ولكنه لن يجرؤ لها أبدا. ثم استمر في حديثه فقال: إن صنيع الإنجليز عائد إلى أهله. فقد تأكد لدى القاديانيين أنهم لا يستطيعون إقامة مثل مؤتمرهم المشئوم في أي بلد إسلامي، لذلك اضطروا أن يعقدوه في إنجلترا.
وفي نهاية المؤتمر أعلن أن مؤتمرا مماثلا سوف يعقد في مسجد شاه جهان بمدينة ووكنج في يومي الخامس والسادس من شهر أغسطس، المسجد الذي كان لمدة ستين سنة تحت سيطرة القاديانيين. وقد انتهى بالدعاء والشكر لله على إنجاح المؤتمر ثم للعلماء والحضور الذين جاءوا من ديار بعيدة وتحملوا المشاق والمصاريف المالية الضخمة جهادا في سبيل الله ومشاركة في القضاء على هذه الفتنة.
ترتيب عبد الرشيد أرشد
عن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال:«يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف (1)» ثم قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم (2)»
متفق عليه
(1) صحيح البخاري الجهاد والسير (2966)، صحيح مسلم الجهاد والسير (1742)، سنن أبو داود الجهاد (2631).
(2)
صحيح البخاري الجهاد والسير (2966)، صحيح مسلم الجهاد والسير (1742)، سنن الترمذي الجهاد (1678)، سنن أبو داود الجهاد (2631)، سنن ابن ماجه الجهاد (2796)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 381).