الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظرية الجهاز
لتبسيط معرفة نظرية الجهاز، نفرض أن شخصا ما يقيم في مدينة الرياض ويريد تعيين اتجاه القبلة بالنسبة إليه، كما نفرض أنه يريد استعمال الإبرة المغناطيسية لذلك. فإذا رجعنا إلى الشكل رقم (1) نجد أن الاتجاه الدائري الذي تعينه الإبرة المغناطيسية من الرياض إلى مكة المكرمة هو الزاوية " هـ1 " وهذه الزاوية تقاس دائما من الشمال وفي اتجاه دوران عقرب الساعة، أي إلى ناحية اليمين. بينما يظهر الرسم كذلك أن زاوية الانحراف من مكة المكرمة إلى الرياض تساوي المقدار " هـ2 " ونلاحظ أن العلاقة بين هذين الانحرافين هي: هـ1 ± هـ2 = 180? دائما.
الشكل رقم (1)
ولما كانت أم القرى موضوعة في مركز الخريطة، بينما جعلت جميع بلدان العالم من حولها، وكان المؤشر الذي يعين اتجاه القبلة في الجهاز يدور حول مكة المكرمة، ثم يتجه إلى أي بلد آخر حسب الرغبة في ذلك، أي أن الاتجاه الذي يعينه المؤشر في الجهاز هو الاتجاه الدائري من مكة المكرمة إلى البلد الذي يمر به المؤشر، انظر الشكل رقم (2)، بينما المقصود تعينه هو عكس الاتجاه تماما وهو الاتجاه من البلد الذي نقيم فيه إلى موضع القبلة في مكة المكرمة. وقد سبق أن علمنا أن الفرق بين هذين الاتجاهين مقداره 180? دائما، انظر الشكل رقم (1).
شكل رقم (2)
وعلى ذلك لكي نجعل مؤشر اتجاه الصلاة في الجهاز يتجه نحو القبلة تماما، يجب علينا أن نغير زاوية الانحراف الدائري بمقدار 180? سواء بالإضافة أم بالحذف، وهذا يعني إدارة الخريطة بمقدار 180? حول مدينة مكة المكرمة، وعندئذ نجد أن الإبرة المغناطيسية تتجه إلى الزوال الجنوبي لمدينة مكة المكرمة بدلا من اتجاهها السابق إلى الزوال الشمالي لها، انظر الشكل رقم (3). وفي هذه الحالة يكون اتجاه مؤشر الصلاة إلى مدينة الرياض، هو الاتجاه الصحيح للقبلة في هذا البلد الذي نقيم فيه مع الجهاز.
شكل رقم (3)
ومثل هذا الوضع الذي ينطبق على مدينة الرياض بالنسبة إلى مدينة مكة المكرمة، ينطبق كذلك على جميع بلدان العالم المبينة على الخريطة الموضحة بالجهاز بالنسبة إلى مدينة مكة المكرمة، حيث إنها سبق أن وضعت مركزا للعالم في هذه الخريطة. ولقد روعي في تصميم هذا الجهاز تحقيق الشروط السابق ذكرها، كما أنه روعي في رسم الخرائط المرفقة مع الجهاز تحقيق شرط المحافظة على صحة الاتجاهات بين جميع بلدان العالم، بمعنى أن زاوية الانحراف الدائري بين أي مكانين عند قياسها من الخريطة، نجد أنها تساوي تماما الانحراف الدائري بين هذين المكانين على الطبيعة.
وقد وضعت مع الجهاز مجموعة من الخرائط المختلفة من حيث مقياس الرسم، وذلك لأنه كلما اقتربنا من مدينة مكة المكرمة كانت الحاجة إلى تدقيق الاتجاه أكثر بالنسبة إلى كل بلد. أما في الأماكن البعيدة جدا عن
مدينة مكة المكرمة مثل الأمريكتين أو أستراليا فإننا نجد أن منطقة واسعة من الأرض تشترك مع بعضها في اتجاه واحد تقريبا نحو القبلة. والخرائط المرسومة على الجهاز هي على التوالي، بالنسبة إلى مقياس الرسم كالآتي:
1 -
منطقة الحرم حول مدينة مكة المكرمة شكل رقم (4)
2 -
المملكة العربية السعودية شكل رقم (5)
3 -
بلدان الشرق الأوسط شكل رقم (6)
4 -
بلدان الأمة العربية ووسط آسيا شكل رقم (7)
5 -
بلدان الأمة الإسلامية شكل رقم (8) والشكل رقم (9) الذي يمثل خريطة الدنيا، المستعملة في هذا الجهاز مرسوم بهذا الإسقاط المذكور أعلاه، مع إدخال تعديل جديد عليها لصالح هذا الجهاز. وهذا التعديل عبارة عن إعادة إسقاط الأمريكتين إسقاطا مركزيا بالنسبة إلى مدينة مكة المكرمة، بحيث تصيران قريبتين منها مع عدم المساس بصحة الانحرافات الدائرية بين هذه الأمكنة وبين مدينة مكة المكرمة، وعندئذ يمكن رسم خريطة الدنيا جميعها بمقياس رسم أكبر داخل حدود الجهاز الصغيرة، وهذا التعديل على حساب المحيط الأطلنطي فقط، وهو يكاد يكون خاليا من السكان.
وعند استعمال الجهاز نضع الخريطة المناسبة فوق مجموعة الخرائط الأخرى، ويتم ذلك بسهولة بعد فتح غطاء علبة الجهاز. وإعادة ترتيب هذه الخرائط حسب الرغبة، وحسب قربنا من مدينة مكة المكرمة.