الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم
من يقصر ثوبه ويطول سروآله
س: بعض الناس يقومون بتقصير ثيابهم إلى ما فوق الكعب ولكن السراويل تبقى طويلة فما حكم ذلك؟
ج: الإسبال حرام ومنكر سواء كان ذلك في القميص أو الإزار أو السراويل أو البشت وهو ما تجاوز الكعبين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «وما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار (1)» . رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب (2)» خرجه مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه:«إياك والإسبال فإنه من المخيلة» ، وهذه الأحاديث تدل على أن الإسبال من كبائر الذنوب ولو زعم فاعله أنه لم يرد الخيلاء لعمومها وإطلاقها، أما من أراد الخيلاء بذلك فإثمه أكبر وذنبه أعظم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة (3)» ، ولأنه بذلك جمع بين الإسبال والكبر نسأل الله العافية من ذلك.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لما قال له: «يا رسول الله إن إزاري يرتخي إلا أن أتعاهده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لست ممن يفعله خيلاء) (4)» ، فهذا الحديث لا يدل على أن الإسبال جائز لمن لم يرد به الخيلاء، وإنما يدل على أن من ارتخى عليه إزاره أو سراويله من غير قصد الخيلاء فتعهد ذلك وأصلحه فإنه لا إثم عليه.
(1) صحيح البخاري اللباس (5787)، سنن النسائي الزينة (5330)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 498).
(2)
صحيح مسلم الإيمان (106)، سنن الترمذي البيوع (1211)، سنن النسائي الزكاة (2563)، سنن أبو داود اللباس (4087)، سنن ابن ماجه التجارات (2208)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 162)، سنن الدارمي البيوع (2605).
(3)
صحيح البخاري المناقب (3665)، صحيح مسلم اللباس والزينة (2085)، سنن الترمذي اللباس (1731)، سنن النسائي الزينة (5335)، سنن أبو داود اللباس (4085)، سنن ابن ماجه اللباس (3569)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 67)، موطأ مالك الجامع (1696).
(4)
صحيح البخاري اللباس (5784)، سنن النسائي الزينة (5335)، سنن أبو داود اللباس (4085)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 147).
وأما ما يفعله بعض الناس من إرخاء السراويل تحت الكعب فهذا لا يجوز، والسنة أن يكون القميص ونحوه ما بين نصف الساق إلى الكعب عملا بالأحاديث كلها. والله ولي التوفيق.
س: إنني أحب الجهاد وقد امتزج حبه في قلبي. ولا أستطيع أن أصبر عنه، وقد استأذنت والدتي فلم توافق، ولذا تأثرت كثيرا ولا أستطيع أن أبتعد عن الجهاد. سماحة الشيخ: إن أمنيتي في الحياة هي الجهاد في سبيل الله وأن أقتل في سبيله وأمي لا توافق. دلني جزاك الله خيرا على الطريق المناسب.
ج: جهادك في أمك جهاد عظيم، إلزم أمك وأحسن إليها، إلا إذا أمرك ولي الأمر بالجهاد فبادر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«وإذا استنفرتم فانفروا (1)» .
وما دام ولي الأمر لم يأمرك فأحسن إلى أمك، وارحمها، واعلم أن برها من الجهاد العظيم، قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله، كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قيل له:«(يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله) قيل: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين) قيل ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) (2)» متفق على صحته. فقدم برهما على الجهاد، وجاء رجل يستأذنه، قال:«يا رسول الله: أحب أن أجاهد معك. فقال له صلى الله عليه وسلم: (أحي والداك؟) قال: نعم. قال: (ففيهما فجاهد) (3)» . متفق على صحته، وفي رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم:«ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما (4)» . فهذه الوالدة ارحمها وأحسن إليها حتى تسمح لك،
(1) صحيح البخاري الحج (1834)، صحيح مسلم الحج (1353)، سنن الترمذي السير (1590)، سنن النسائي البيعة (4170)، سنن أبو داود الجهاد (2480)، سنن ابن ماجه الجهاد (2773)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 316)، سنن الدارمي السير (2512).
(2)
صحيح البخاري الإيمان (26)، صحيح مسلم الإيمان (83)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (1658)، سنن النسائي مناسك الحج (2624)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 308)، سنن الدارمي الجهاد (2393).
(3)
صحيح البخاري الجهاد والسير (3004)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2549)، سنن الترمذي الجهاد (1671)، سنن النسائي الجهاد (3103)، سنن أبو داود الجهاد (2529)، سنن ابن ماجه الجهاد (2782)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 193).
(4)
سنن أبو داود الجهاد (2530)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 76).