الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم 4849
س: ما هو القول الراجح في مسألة المياه الرجاء الإفادة بالتوضيح؟ وما هو
علاج الوسوسة في الطهارة
حيث إن لي صديقا يوسوس حتى أنه أحيانا يترك بعفي الملابس في رشاش قطرة الماء في الحمام عند الوضوء حتى إنه أخيرا ترك الصلاة وقد قمت بنصحه حتى صلى من جديد إلا أنه طلب مني أن أرشده إلى علاج هذه الوسوسة؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.
وبعد:
ج: أولا: الأصل في الماء الطهارة فإذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة فهو نجس سواء كان قليلا أو كثيرا وإذا لم تغيره النجاسة فهو طهور لكن إذا كان قليلا جدا فينبغي عدم التطهر به احتياطا وخروجا من الخلاف وعملا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه (1)» الحديث.
ثانيا: علاج الوسوسة بكثرة ذكر الله - جل وعلا - وسؤاله العافية من ذلك وعدم الاستسلام للوسوسة فيجب عليه رفضها فإذا
(1) صحيح البخاري الوضوء (172)، صحيح مسلم الطهارة (279)، سنن الترمذي الطهارة (91)، سنن النسائي المياه (338)، سنن أبو داود الطهارة (71)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (363)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 253)، موطأ مالك الطهارة (67).
تطهر طهارة صغرى أو كبرى وحصلت عنده وسوسة في أناء يغسل رأسه - مثلا - فلا يلتفت إلى ذلك بل يبني على أنه غسله وهكذا في سائر أعماله يرفض الاستجابة للوسوسة؛ لأنها من الشيطان ويكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان؛ لأنه الوسواس الخناس.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال التاسع من الفتوى رقم 5006
س: الإنسان الذي في معدته تنفس كثير ربما غازات ولكني وضوءه لم يتممه إلا بمشقة مثلا يصل إلى الوجه فيحس حسا رقيقا ويخاف من نقض الوضوء ثم يبدأ الوضوء من جديد وكذلك في الصلاة عندما يصلي فيحس كذا بدون أن يشم رائحة ما الحل لهذا؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.
وبعد:
ج: هذه الوسوسة من الشيطان ليفسد بها على المسلم عبادته والواجب تركها وألا يخرج المسلم من صلاته أو يعيد وضوءه إلا إذا سمع صوتا أو وجد ريحا؛ لما روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا
فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا (1)». والمقصود أن يتحقق خروج الحدث ومتى بقي معه أدنى شك فطهارته صحيحة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(1) صحيح مسلم الحيض (362)، سنن الترمذي كتاب الطهارة (75)، سنن أبو داود الطهارة (177)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 330)، سنن الدارمي الطهارة (721).
السؤال التاسع عشر من الفتوى رقم 8864
س: الله يكرمكم بعد ما أتبول " أي بعد نزول البول " الماء تبقى قطرات من البول في القضيب وأجلس حوالي ربع ساعة في الحمام كي أتنظف جيدا من البول طبعا هذا مرهق ومتعب لي بعدها أتوضأ للصلاة وذهبت إلى عدة أطباء وأجريت تحاليل واستعملت أنواع الأدوية بخصوص القضاء على هذه الظاهرة لكن دون جدوى وبعد ما أتنظف جيدا من قطرات البول المتبقية أتوضأ وأذهب إلى الصلاة وأثناء الصلاة أحس وكأن هناك قطرات متبقية في القضيب وتريد أن تخرج إلى الخارج طبعا هذا يسبب لي مشاكل وإحراجا خاصة إذا صليت جماعة وبعدها اكتشف أن هناك قطرات بول متبقية قد لا تنزل بسرعة أثناء جلوسي في
الحمام وأضطر إلى إعادة الصلاة أو أشك في أن صلاتي غير صحيحة. الرجاء إفادتي في هذا الموضوع بالفتوى الواضحة؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.
وبعد:
ج: إذا توضأت فالأصل الطهارة ولا تلتفت إلى ما يعرض لك من الشكوك والوساوس، فإن ذلك من الشيطان، نعم إن تيقنت أنه خرج منك شيء بعد الوضوء بطل وضوءك وعليك أن تتوضأ ثانية، وهكذا ما تحس به في الصلاة من بقايا شيء من البول في القضيب عليك أن تتشاغل عنه وتبني على أصل الطهارة ولا حاجة إلى التفتيش بعد ذلك؛ لأن ذلك مما يسبب بقاء الوسوسة عافاك الله من ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب رئيس اللجنة
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي
ومقدمة البوطي من الكذب الواضح والتضليل
لمعالي الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد اطلعت على ورقات كتبها الأستاذ / يوسف بن السيد هاشم الرفاعي بعنوان: (نصيحة لإخواننا علماء نجد)، وقدم لها الدكتور / محمد سعيد رمضان البوطي. ومضمون هذه النصيحة هو الحث على التخلي عن التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والأخذ بأقوال الفرق الضالة التي حذرنا الله سبحانه وتعالى منها بقوله تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (1)، وقوله:{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (2)، وقوله تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (3).
وحذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «فإنه من
(1) سورة آل عمران الآية 103
(2)
سورة آل عمران الآية 105
(3)
سورة الأنعام الآية 153
يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار (1)». وبقوله صلى الله عليه وسلم:«إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة (2)» . وبقوله صلى الله عليه وسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي (3)» .
إن الرفاعي والبوطي يدعوان إلى ترك ذلك كله، والأخذ بما عليه الفرق الضالة المنحرفة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:«وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة (4)» ، وهذه الواحدة هي الفرقة المتمسكة. بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخلاف غيرها من قبورية وصوفية وجهمية ومعتزلة وغيرها. وهذا الافتراق هو الذي سبب التناحر والشقاق بين الأمة.
والبوطي والرفاعي يريدان للأمة البقاء على هذا الافتراق تحت مظلة اسم الإسلام. إنني تذكرت بتآمرهما هذا على من تمسك بالسنة وترك البدعة قول الشاعر:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
…
والمنكرون لكل فعل منكر
وبقيت في خلف يزكي بعضهم
…
بعضا ليدفع معور عن معور
وأقول: لماذا خصا علماء نجد بنصيحتهما هذه مع أن المتمسكين بالسنة والحمد لله كثيرون في أقطار الأرض وفي مختلف البلاد، ما ذاك إلا ليوهما الأغرار أن أهل نجد أهل شذوذ وخروج عن الحق، على قاعدة من يرى أن كل متمسك بالحق فهو متطرف.
(1) سنن الترمذي العلم (2676)، سنن أبو داود السنة (4607)، سنن ابن ماجه المقدمة (44)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 126)، سنن الدارمي المقدمة (95).
(2)
صحيح مسلم الجمعة (867)، سنن النسائي صلاة العيدين (1578)، سنن ابن ماجه المقدمة (45)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 371)، سنن الدارمي المقدمة (206).
(3)
سنن الترمذي تفسير القرآن (3075)، سنن أبو داود السنة (4703)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 45)، موطأ مالك الجامع (1661).
(4)
سنن الترمذي الإيمان (2641).
ولكن هذا لا يضير، فالحق واضح يراه كل بصير، وأما الأعمى فلا حيلة فيه كما قال الشاعر:
وقل للعيون الرمد للشمس أعين
…
سواك تراها في مغيب ومطلع
وسامح عيونا أطفأ الله نورها
…
بأهوائها فلا تفيق ولا تعي
وقال الآخر:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
…
وينكر الفم طعم الماء من سقم
وإذا كانا يغاران على الأمة الإسلامية - كما زعما - فلماذا لا يحذرانها من البدع والانحرافات التي تفرقها وتصدها عن سبيل الله وتقضي على وحدتها وقوتها.
وخذ مثلا من عجرفة هذا البوطي في مقدمته لتلك النصيحة لتستدل به على مبلغ ما عنده من العلم؛ حيث قال في صفحة 19 - 20 يخاطب علماء نجد: " وإذا لأقلعتم عن ترديد تلك الكلمة التي تظنونها نصيحة وهي باطل من القول، وتحسبونها أمرا هينا وهي عند الله عظيم، ألا وهي قولكم للحجيج في كثير من المناسبات: إياكم والغلو في محبة رسول الله، ولو قلتم كما قال رسول الله: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم (1)» لكان كلاما مقبولا، ولكان نصيحة غالية ".
هذا كلامه بنصه، وقد بخل فيه أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكره، وعاب على أهل السنة إنكارهم للغلو الذي أنكره الله بقوله تعالى:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} (2).
وأنكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «وإياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو (3)» . ثم ما الفرق بين الغلو والإطراء الذي نهى عنه رسول الله
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3445)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 56).
(2)
سورة النساء الآية 171
(3)
سنن النسائي مناسك الحج (3057).
- صلى الله عليه وسلم في حقه. إن معناهما واحد إلا عند البوطي اختراعا من عنده، حمله عليه الحقد والبغضاء لأهل الحق.
والحمد لله أنه لم يجد على أهل الحق ما يعابون به سوى هذه الكلمة التي زعمها باطلا وهي حق، هذا وإن ما ذكره الأستاذ / يوسف الرفاعي في أوراقه التي سماها نصيحة ينقسم إلى قسمين: القسم الأول حق وعلماء نجد وغيرهم من أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا قائلون به. لكنه رآه باطلا ونصح بتركه لعمى بصيرته.
ومن أعمى الله بصيرته فإنه يرى الباطل حقا، والحق باطلا:{وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (1).
وما كل من تظاهر بالنصيحة يكون ناصحا، فإبليس قال لآدم وحواء حينما أغراهما بالأكل من الشجرة التي نهاهما الله عنها كما قال الله تعالى عنه:{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} (2) وفرعون قال لقومه حينما حذرهم من اتباع موسى عليه السلام: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (3).
فأحيانا يظهر العدو بصورة الناصح خداعا ومكرا، أو يخيل إليه أن عمله هذا إصلاح:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (4){أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} (5).
فيجب الحذر من
(1) سورة المائدة الآية 41
(2)
سورة الأعراف الآية 21
(3)
سورة غافر الآية 26
(4)
سورة البقرة الآية 11
(5)
سورة البقرة الآية 12
أمثال هؤلاء؛ لأنهم كما قال الشاعر:
وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه
…
وما كل مبد نصحه بلبيب
وقد رأيت الرد عليهما لأنه لو ترك الرد على المبطلين لالتبس الحق بالباطل ولتشجع أهل الباطل على باطلهم، والله تعالى قد رد في كتابه على أهل الباطل في مواضع كثيرة من القرآن.
ولما قال أبو سفيان يوم أحد للمسلمين: لنا العزى ولا عزى لكم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم (1)» .
وإليك نماذج مما قاله الرفاعي في نصيحته عن علماء نجد كذبا وزورا: قال: سلطتم من المرتزقة الذين تحتضنونهم من رمى بالضلالة والغواية الجماعات والهيئات الإسلامية العاملة في حقل الدعوة والناشطة لإعلاء كلمة الله - تعالى والآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، كالتبليغ والإخوان المسلمين والجماعات الديوبندية التي تمثل أبرز علماء الهند وباكستان وبنغلاديش، والجماعة البريلوية التي تمثل السواد الأعظم من عامة المسلمين في تلك البلاد، مستخدمين في ذلك الكتب والأشرطة ونحوها. وقمتم بترجمة هذه الكتب إلى مختلف اللغات وتوزيعها بوسائلكم الكثيرة مجانا.
كما نشرتم كتابا فيه تكفير أهل أبو ظبي ودبي والإباضية الذين معكم في مجلس التعاون. أما هجومكم على الأزهر الشريف وعلمائه فقد تواتر عنكم كثيرا.
وقال: إذا اختلف معكم أحد في موضوع أو أمر فقهي أو عقدي أصدرتم كتبا في ذمه وتبديعه أو تشريكه (كذا قال)، وقال: سمحتم للصغار وسفهاء الأحلام بمهاجمة السلف الصالح الأعلام لهذه الأمة. ومنهم حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله بعد التهجم بشتى
(1) صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير (3039)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 293).
وسائل مطبوعاتكم على الإمام أبي الحسن الأشعري وأتباعه من السواد الأعظم من المسلمين منذ مئات السنين، حيث وصفتموهم بالضالين المضلين. وقال: لا يجوز اتهام المسلمين الموحدين الذين يصلون معكم ويصومون ويزكون ويحجون البيت ملبين مرددين: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) لا يجوز شرعا اتهامهم بالشرك كما تطفح به كتبكم ومنشوراتكم. وكما يجأر خطيبكم يوم الحج الأكبر من مسجد الخيف بمنى صباح عيد الحجاج وكافة المسلمين، وكذلك يروع نظيره في المسجد الحرام يوم عيد الفطر بهذه التهجمات والافتراءات أهل مكة والمعتمرين فانتهوا هداكم الله. انتهى.
وكأن الرفاعي بهذا لا يرى أن عبادة القبور ودعاء الأموات وغيرهما من أنواع الشرك الذي يصدر من كثير ممن يصومون ويصلون ويزكون ويحجون لا يراه كفرا ولا شركا، ولا يرى أن ذلك يبطل الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر الأعمال. وإذا حذر المسلمين من الوقوع في الشرك والبدع خطيب المسجد الحرام أو غيره من الخطباء المسلمين من هذا الشرك والوقوع فيه نصيحة لهم فإن الرفاعي يراه تكفيرا لهم واتهاما لهم بالشرك، فما هذا الفهم المنكوس، والعقل المطموس؟ وقال أيضا: لقد كفرتم الصوفية ثم الأشاعرة وأنكرتم واستنكرتم تقليد واتباع المذاهب الأربعة: أبي
حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل. ونقول لهذا المفتري: بأي كتاب كفرنا هؤلاء وبأي كتاب أنكرنا اتباع المذاهب الأربعة، لكن الأمر كما قيل:
لي حيلة فيمن ينم
…
وليس لي في الكذاب حيلة
من كان يخلق ما يقول
…
فحيلتي فيه قليلة
ثم زاد في الكذب والافتراء فقال: تمنعون دفن المسلم الذي يموت خارج المدينة المنورة ومكة المكرمة من الدفن فيهما. وقال أيضا: تمنعون النساء من الوصول إلى المواجهة الشريفة أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه أسوة بالرجال، ولو استطعتما لمنعتم النساء من الطواف مع محارمهن بالبيت الحرام.
وقال: دأبتم على أن تحذفوا ما لا يعجبكم ويرضيكم من كتب التراث الإسلامي التي لا تستطيعون منع دخولها المملكة؛ لأن عامة المسلمين يحتاجون إليها، وفي هذا اعتداء شرعي وقانوني على آراء المؤلفين من علماء السلف الصالح - إلى آخر هرائه.
ولا يخفى ما في هذا من الافتراء؛ فنحن والحمد لله من أشد الناس محافظة على كتب السلف الصالح ونشرها وإحيائها. وقال - عامله الله بما يستحق على افترائه وكذبه - قال: إن ما يحصل من مذابح ومجازر ومآسي تشوه سمعة الإسلام وتفتك بالمسلمين خاصة كالتي في الجزائر ومصر أو التي حدثت في الحرم المكي ما هي إلا ثمرة خريجيكم وآرائكم وقراء كتبكم ومطبوعاتكم التي بنيت على التكفير والتشريك والتبديع وسوء الظن بالمسلمين.
وأقول له: لقد كذبت وافتريت، فعلماء نجد - والحمد لله - من أشد الناس إنكارا للغلو وسفك الدماء