الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصاب جلل، ولكن انخدع به من انخدع ورآه تسلية وإذهابا للهموم ونحو ذلك، والتدخين لما خرج تكلم فيه من العلماء من تكلم فيه فبعضهم حرمه ومنعه لنتن ريحته، وما يحدثه من سواد في الشفتين، والأسنان ونحو ذلك، ورأوا أنه قبيح تنزه المساجد عنه.
ولكن من العلماء من لم يتصور تحريمه، ولم ير تحريمه، ولكن الاكتشافات الطبية الحديثة أثبتت للملأ أن هذا التدخين بلاء، وهادم للصحة، ومحدث لكثير من الأمراض الفتاكة.
فالمسلم إذا تأمله حق التأمل رأى أن تحريمه هو الموافق للقواعد الشرعية، والله سبحانه وتعالى يقول في حق نبيه:{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (1)، فهو خبيث في ريحته خبيث في آثاره مضعف عن الطاعة مكسل عن الخير. ومن ينظر إلى أهله وكيفا يسرع التدخين بهرمهم وما يحدثه لهم من الأمراض الفتاكة ما لا يخفى يتبين له بما لا شك فيه حرمة هذا البلاء؛ لأن كل أمر غلب ضرره على نفعه فالشريعة جاءت بالمنع منه.
(1) سورة الأعراف الآية 157
س: ما هو
الحكم الشرعي في تارك الصلاة
؟
ج: تارك الصلاة إن كان جاحدا لوجوبها ومنكرا لها فبإجماع المسلمين أن هذه ردة عن الإسلام، وأنه يعتبر مرتدا فيستتاب، فإن تاب وإلا قتل ردة، وهذا أمر لا إشكال فيه؛ لأن الصلاة أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهي قرينة التوحيد في كتاب الله، فالجاحد لها والمنكر لوجوبها، قد خرق إجماع الأمة وأتى بأمر عظيم، فلا
شك في كفره وضلاله. أما لو كان مقرا لوجوبها معترفا بها، ولكن تركها تكاسلا وتهاونا، فمن العلماء من يرى كفره ويقول: إن الأدلة الشرعية تدل بعمومها على كفره، مثل قوله صلى الله عليه وسلم:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر (1)» رواه الترمذي، وقوله صلى الله عليه وسلم:«بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة (2)» رواه مسلم، وظاهر القرآن قوله تعالى:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} (3)، وقوله تعالى:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (4)، ومثل قوله عن الكفار:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (5){قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (6){وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} (7){وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} (8){وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} (9). وظاهر القرآن والسنة وصف تارك الصلاة بالكفر. نسأل الله العفو والعافية.
(1) رواه الترمذي في (الإيمان) باب ما جاء في ترك الصلاة برقم 2621.
(2)
رواه مسلم في (الإيمان) باب إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة برقم 82.
(3)
سورة التوبة الآية 5
(4)
سورة التوبة الآية 11
(5)
سورة المدثر الآية 42
(6)
سورة المدثر الآية 43
(7)
سورة المدثر الآية 44
(8)
سورة المدثر الآية 45
(9)
سورة المدثر الآية 46
س: قد يترك الإنسان صلاة الوتر قائلا: عندما أنهض للصبح أصليها، ولكن قد يغلب عليه النعاس والنوم فلا يستيقظ إلا بعد الآذان. وهناك حالتان: الأولى: يستيقظ بعد الأذان، ولكن قبل أن تشرق الشمس. الثانية: يستيقظ بعد الأذان، وبعد أن تشرق الشمس.
فكيف يصلي الوتر في هاتين الحالتين، وهل يصلي؟
ج: الوتر سنة مؤكدة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يلازم الوتر حضرا وسفرا، فما كان يدع الوتر في حضره ولا في سفره، وكان يرغب فيه بقوله صلى الله عليه وسلم:«أوتروا يا أهل القرآن (1)» ، وبقوله صلى الله عليه وسلم:«من لم يوتر فليس منا (2)» فالوتر سنة مؤكدة، فلا ينبغي لمسلم أن يتركه، بل ينبغي له أن يواظب عليه، وهو ليس بواجب كالفريضة، ولكنه من السنن المرغب فيها، والنبي صلى الله عليه وسلم حافظ عليه، مما يدل على أهميته. ووقت الوتر بعد صلاة العشاء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم: الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر (3)» .
والمسلم الذي لا يستطيع القيام آخر الليل ينبغي له أن يوتر أول الليل، ومن يطمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل. فمن كان يغلب على ظنه ثقل نومه وعدم استطاعته القيام فليوتر أول الليل.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام (4)» .
(1) رواه النسائي في (قيام الليل وتطوع النهار) باب الأمر بالوتر برقم 1675، وأبو داود في (الصلاة) باب استحباب الوتر برقم 1416.
(2)
رواه الإمام أحمد في (مسند الأنصار) حديث بريدة الأسلمي برقم 22510، وأبو داود في (الصلاة) باب فيمن لم يوتر برقم 1419.
(3)
رواه الترمذي في (الصلاة) باب ما جاء في فضل الوتر برقم 452، وأبو داود في (الصلاة) باب استحباب الوتر برقم 1418.
(4)
رواه البخاري في (الصوم) باب صيام أيام البيض برقم 1981، ومسلم في (صلاة المسافرين وقصرها) باب استحباب صلاة الضحى برقم 721.
قالوا، لأن أبا هريرة كان يدرس الحديث والنبي صلى الله عليه وسلم أمره بالوتر خوفا أن ينام ويترك الوتر.
ولكن الوتر آخر الليل أفضل لمن قدر على ذلك، وإذا فاته الوتر وكان من عادته أن يوتر قبل الفجر لكنه غلب عليه النعاس وفاته الوقت فإنه يقضيه ما بين طلوع الشمس إلى صلاة الظهر شفعا، أي أنه إن كان يوتر ثلاثا قضاها أربعا، وإن كان يوتر خمسا قضاها ستا شفعا لأن محل الوتر هو في الليل.
س: قد يدخل الإنسان في صلاة الصبح فيجد الإمام يصلي الصبح، فكيف العمل؟ هل يصلي ركعتي الفجر ثم يدخل في صلاة الصبح أم يصلي الصبح إذا أقيمت الصلاة ومتى في هذه الحالة يصلي الفجر؟
ج: النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة (1)» فإذا وجدت الإمام قد أقام صلاة الفجر فادخل معه في الفريضة وصل الركعتين الراتبة بعد صلاة الفجر.
(1) رواه مسلم في (صلاة المسافرين وقصرها) باب كراهة الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن برقم 710.
س: هل من الأفضل الاشتغال بطلب العلم لسنوات عشر فما فوق مثلا؛ حتى يكتسب الطالب حسن الأدب، ويتمكن من أدوات العلم ليحسن تبليغ الدعوة وفق قوله تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} (1) الآية،
(1) سورة يوسف الآية 108