الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإستار: أربعة مثاقيل ونصف مثقال، والمثقال: درهم وثلاثة أسباع، والدرهم ستة دوانق، والدانق ثمان حبات وخمسا حبة، وعلى هذا فالرطل تسعون مثقالا وهي مائة درهم وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم " (1) اهـ. ويمكن توضيح ما ذكره الفيومي رحمه الله بالتالي:
الرطل = 12 أوقية، والأوقية = 2 1 إستار، فيكون الرطل= 12 × 2 1 = 20 إستارا، والإستار= 4، 5 مثقال، فيكون الرطل= 20 × 4، 5 = 90 مثقالا، والمثقال= 3/ 7 1 درهم، فيكون الرطل= 90 × 3/ 7 1 = 4/ 7 128 درهما. وحيث إن المثقال= 4، 53 جراما، فيكون مقدار الرطل بالجرامات= 90 × 4، 53 =407، 7 جراما. أي ما يقارب 408 جرامات.
(1) المصباح المنير ص 230.
3 -
الصاع:
الصاع مكيال تكال به الحبوب وغيرها، وقد عرفته الأمم السابقة قال تعالى:{قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ} (1){قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} (2).
وارتبط المكيال بالمدينة المنورة، فلما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وسن نظام المكاييل والموازين، اعتبر صاع المدينة المرجع الأساسي الذي تقدر به الواجبات المالية الشرعية من زكاة وغيره (3).
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: " وجدت الآثار قد نقلت عن
(1) سورة يوسف الآية 71
(2)
سورة يوسف الآية 72
(3)
انظر: أحكام السوق في الإسلام ص 107.
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين بعدهم بثمانية أصناف من المكاييل: الصاع، والمد، والفرق، والقسط، والمدي، والمختوم، والقفيز، والمكوك، إلا أن عظم ذلك في المد والصاع " (1) اهـ.
والصاع يستعمل للكيل فقط، وقد يستشكل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه أعطى عطية بن مالك صاعا من حرة الوادي» .
وقد أجاب عن ذلك ابن الأثير رحمه الله حيث قال بعد عرضه للحديث السابق: " أي موضعا يبذر فيه صاع، كما يقال أعطاه جريبا من الأرض: أي مبذر جريب "(2). اهـ.
والصاع: يذكر ويؤنث. قال الفراء: أهل الحجاز يؤنثون الصاع ويجمعونها في القلة على " أصوع ".
وفي الكثرة على " صيعان "، وبنو أسد وأهل نجد يذكرون ويجمعون على " أصواع " وربما أنثها بعض بني أسد. قال الزجاج: التذكير أفصح عند العلماء. ويمكن أن يجمع على " آصع " كما نقله المطرزي عن الفارسي (3). و " الصواع " و" الصواع " و " الصوع " و " الصوع ": كله إناء يشرب فيه.
وفي القرآن قال تعالى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ} (4). ومما يدل على أنه إناء يشرب به الملك قوله تعالى: {جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} (5)(6).
(1) الأموال ص 688.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 60.
(3)
انظر: المصباح المنير ص 352.
(4)
سورة يوسف الآية 72
(5)
سورة يوسف الآية 70
(6)
انظر: لسان العرب 8/ 215.
مقدار الصاع النبوي بالمقاييس القديمة:
ذهب الجمهور من المالكية (1)، والشافعية (2)، والحنابلة (3)، وأبو يوسف من الحنفية (4)، إلى أن مقدار صاعه صلى الله عليه وسلم = أربعة أمداد. وكل مد= رطل وثلث بالبغدادي. فيكون مقدار الصاع= خمسة أرطال وثلث رطل.
وذهب أبو حنيفة ومحمد بن الحسن (5)، إلى أن مقدار صاعه صلى الله عليه وسلم أربعة أمداد، وكل مد رطلان، فيكون مقدار الصاع ثمانية أرطال.
مقدار الصاع بالمثاقيل:
أولا: على رأي الجمهور: تقدم سابقا (6) أن الرطل= 90 مثقالا، وأن مقدار الصاع= 1/ 3 5 رطل، فيكون مقدار الصاع بالمثاقيل= 90 × 1/ 3 5 = 480 مثقالا.
ثانيا: على رأي أبي حنيفة، تقدم سابقا (7) أن الرطل= 91
(1) انظر: مواهب الجليل 2/ 165.
(2)
انظر: المجموع شرح المهذب 6/ 128.
(3)
انظر: المغني لابن قدامة 3/ 59.
(4)
انظر: الهداية للمرغيناني 1/ 117
(5)
انظر: الهداية للمرغيناني 1/ 117.
(6)
انظر: بحث الرطل.
(7)
انظر: بحث الرطل.
مثقالا، وأن مقدار الصاع= 8 أرطال، فيكون مقدار الصاع بالمثاقيل =91× 8= 728 مثقالا.
مقدار الصاع بالدراهم:
أولا: على رأي المالكية والحنابلة:
تقدم سابقا (1) أن الرطل= 128 درهما، وأن مقدار الصاع = 1/ 3 5 أرطال، فيكون مقدار الصاع بالدراهم= 128 × 1/ 3 5 = 682، 66 درهما.
ثانيا: على رأي الشافعية: تقدم سابقا (2) أن الرطل= 4/ 7 128 درهما، وأن مقدار الصاع= 1/ 3 5 أرطال، فيكون مقدار الصاع بالدراهم= 4/ 7 128× 1/ 3 5= 682، 714 درهما. ويكون مقدار الصاع باللتر= 2، 75 لترا.
ثالثا: على رأي الحنفية: تقدم سابقا (3) أن الرطل= 130 درهما، وأن مقدار الصاع=8 أرطال، فيكون مقدار الصاع بالدرهم =130× 8 = 1040 درهما، ويكون مقدار الصاع بالجرامات= 3، 296، 8 جراما، ويكون مقدار الصاع باللتر= 4، 127، 30 لترا.
مقدار الصاع النبوي بالمقاييس الحديثة:
قال الأستاذ أحمد الدريويش نقلا عن صاحب كتاب " الميزان
(1) انظر: بحث الرطل.
(2)
انظر: بحث الرطل.
(3)
انظر: بحث الرطل.
في الأقيسة والأوزان ": " أنه توصل بعد بحث عميق ودقيق في هذا الموضوع إلى أن وزن المثقال الذي قدر به الرطل البغدادي يساوي 4، 53 جراما، وأن الدرهم بناء عليه يساوي 3، 17 جراما " (1) اهـ.
وعليه فإن مقدار وزن الصاع بالجرامات باعتبار أن وزن المثقال = 4، 53 جراما يكون = 480 × 4، 53 = 2174، 4 جراما أي 2175 جراما تقريبا.
ويكون مقدار وزن الصاع بالجرامات باعتبار أن وزن الدرهم = 3، 17 جراما يكون = 685، 714× 3، 17 = 2173، 7 جراما تقريبا.
وقد بحثت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية مقدار الصاع بالكيلو جرام وكان بحثها معتمدا على أن صاع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أمداد، وأن المد ملء كفي الرجل المعتدل، وكان منها تحقيق عن مقدار ملء كفي الرجل المعتدل، وتوصل هذا التحقيق إلى أن مقدار ذلك قرابة 650 جراما للمد، فيكون مقدار الصاع 2600 جرام. وفيما يؤيد ما اتجه إليه مجلس هيئة كبار العلماء في تقدير الصاع ما ذكره الدكتور محمد الخاروف أن المقريزي ذكر عن الشيخ العزفي ما نصه:" جربنا هذا المد المعتمد بالحفنات والأكف المختلفات فوجدناه بالكفين العريضين تزيد عليه، ووجدناه بالكفين الرقيقين المتوسطين كفوا له "(2) اهـ.
والذي عليه العمل والفتوى حسب ما صدر من سماحة شيخنا
(1) أحكام السوق في الإسلام ص 119.
(2)
الإيضاح والتبيان لابن رفعة بتحقيق الدكتور محمد الخاروف ص 56.