الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 -
رقمت الآيات القرآنية.
5 -
خرجت الأحاديث النبوية، وأغلب الأحاديث التي استدللت بها في الصحيحين أو في أحدهما، وما لم يكن فيهما أو في أحدهما خرجته من كتب الأحاديث الأخرى، وذكرت من صححه أو ضعفه من أهل العلم.
هذا وقد بذلت غاية جهدي ليخرج هذا البحث على أحسن وجه، فإن كنت قد وفقت في ذلك فهذا من فضل الله وحده، وإن كنت قصرت في ذلك- ولا أدعي الكمال- فهو مني ومن الشيطان، وأستغفر الله من ذلك ومن كل تقصير.
وأسأل الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يوفقني والمسلمين للعلم النافع والعمل الصالح؛ إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تمهيد في تعريف الحج، وحكمه، وفضله، وشروط وجوبه:
تعريف الحج:
الحج بكسر الحاء وفتحها في اللغة: القصد (1).
وفي الشرع: عرف بتعريفات متقاربة، منها:
ما ذكره ابن أبي هبيرة في الإفصاح من أنه: أفعال مخصوصة في أماكن مخصوصة في زمان مخصوص
(1) المصباح المنير 1/ 121، والقاموس المحيط 234.
وقوله: أفعال مخصوصة، تشمل جميع ما يفعله المحرم وما يتجنبه، وقوله: في أماكن مخصوصة، تشمل المسجد الحرام والمشاعر، وقوله: في زمان مخصوص، أي وقت أداء أفعال الحج.
وعرفه فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنه: " التعبد لله عز وجل بأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
حكم الحج:
هو أحد الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام.
والأصل في وجوبه:
الكتاب والسنة والإجماع (1).
(1) المغني لابن قدامة 5/ 5.
أما الكتاب:
فقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (1).
وحرف " على " للإيجاب لا سيما إذا ذكر المستحق، فقيل: لفلان على فلان. وقد أتبعه بقوله: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (2)؛ ليبين أن من لم يعتقد وجوبه فهو كافر (3). وقال الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (4).
وأما السنة:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس (5)» ، وذكر منها الحج. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال: ذروني ما تركتكم (6)»
وأجمعت الأمة على وجوبه على المستطيع في العمر مرة واحدة (7).
(1) سورة آل عمران الآية 97
(2)
سورة آل عمران الآية 97
(3)
شرح العمدة 1/ 76.
(4)
سورة البقرة الآية 196
(5)
البخاري مع الفتح 1/ 49، ومسلم بشرح النووي 1/ 176.
(6)
مسلم بشرح النووي 9/ 100، 101.
(7)
المغني 5/ 6، والإجماع لابن المنذر ص 54، والإفصاح 2/ 262، والحاوي 4/ 6.
فضل الحج:
ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة صحيحة، منها:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ فقال: " إيمان بالله ورسوله " قيل ثم ماذا؟ قال: " جهاد في سبيل الله " قيل: ثم ماذا؟ قال: " حج مبرور (1)» .
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (2)» .
3 -
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: «يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: ولكن أفضل الجهاد حج مبرور (3)» .
والمبرور قيل: المقبول، وقيل: الذي لا يخالطه شيء من الإثم، وقيل: إن الأقوال التي ذكرت فيه متقاربة المعنى، وهي أنه الحج الذي وفيت أحكامه، ووقع موقعا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، والله أعلم (4).
(1) البخاري مع الفتح 3/ 381.
(2)
البخاري مع الفتح 3/ 382.
(3)
البخاري مع الفتح 3/ 381.
(4)
انظر: فتح الباري 3/ 382.
شروط وجوب الحج:
شروط وجوب الحج خمسة، هي:
الإسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والاستطاعة وهي متفق عليها بين الفقهاء.
وتنقسم هذه الشروط ثلاثة أقسام:
منها- ما هو شرط للوجوب والصحة؛ وهو الإسلام والعقل، فلا يجب على كافر، ولا مجنون، ولا يصح منهما؛ لأنهما ليسا من أهل العبادات (1) - ومنها ما هو شرط للواجب والإجزاء؛ وهو البلوغ والحرية،
(1) أي على هذه الحالة، فالكافر لا تصح منه حتى يسلم، والمجنون حتى يفيق.