الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولياء الله تعالى
سؤال: يطلق على بعض الناس صفة أولياء الله، فما هي صفتهم الحقيقية؟ وكيف وصلوا إلى هذه المرتبة، وهل لهم زمن محدود، أم أنهم يوجدون في كل زمان؟
الجواب: صفة أولياء الله، كما حددها الله تعالى بقوله:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62، 63] .
فأولياء الله هم: الذين آمنوا وكانوا يتقون، هذه صفتهم.
فمن اتصف بالإيمان والتقوى فهو من أولياء الله عز وجل، وهذه حاصلة لكل مسلم، بحسب إيمانه في كل زمان ومكان، والله أعلم.
***
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
سؤال: ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: «من رآني في المنام فقد رآني حقًّا فإن الشيطان لا يتمثل بي» ، يدعي بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في المنام وأعطاه وردًا يكرره كذا مرة، أي يتعبد به ويخبر به الناس، وهذا ينافي الآية الكريمة:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، فهل يصدق مثل هذا أم يكذب؟
الجواب: أما رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام فقد تحصل، والحديث الوارد فيها صحيح، لكن هذا في حق من يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان يعرفه في
اليقظة، ويعرف صفاته صلى الله عليه وسلم، فإن الشيطان لا يتشبه في صفاته وشخصيته عليه الصلاة والسلام، فمن كان يعرفه حق المعرفة ويميزه حق التمييز عن غيره، فهذا قد يراه في المنام.
أما الذي لا يعرف صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يميز شخصيته الكريمة عليه الصلاة والسلام، فهذا قد يأتيه الشيطان ويدعي أنه الرسول صلى الله عليه وسلم ويضلله في دينه، فليس الأمر على إطلاقه، لا بد لمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون رؤياه صادقة إذا كان يعرف النبي صلى الله عليه وسلم ويميزه عن غيره، أما إنسان لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف صفاته، ولا يميز صفة النبي صلى الله عليه وسلم وشخصيته عن غيره، فهذا قد يلبس عليه الشيطان، قد يأتيه ويدعي أنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما من الناحية الثانية: وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم علمه وردًا في الرؤيا، فهذا كما تفضل السائل، هذا أمر باطل؛ لأن التشريع قد انتهى بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] ، ولا يرد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم تشريع شيء وزيادة شيء على ما كان قبل وفاته عليه الصلاة والسلام، لا ورد، ولا غير ورد، فليتنبه لهذا.
***
الفرق بين النبي والرسول
سؤال: هل هناك فرق بين الرسول والنبي، وما هو؟
الجواب: الله تعالى يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] ، فذكر الرسول والنبي، والعطف يقتضي المغايرة، وأنهما نوعان، وقد عرف العلماء الرسول بأنه: من أوحي
إليه بشريعة وأمر بتبليغها، وإلزام الناس بما فيها والجهاد عليها، هذا الرسول.
وأما النبي فهو: من أوحي إليه بشرع، ولم يؤمر بتبليغه، مثل أنبياء بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام.
***
زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
سؤال: هناك الكثير من الأحاديث تحث، وقد توجب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو زيارة مسجده، فهل هي صحيحة أو موضوعة؟
الجواب: لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة قبره حديث، وإنما الأحاديث الواردة في خصوص زيارة قبره عليه الصلاة والسلام، كلها إما موضوعة ومكذوبة، أو ضعيفة متناهية الضعف لا يجوز العمل بها، وإنما الثابت الحث على زيارة القبور عمومًا، كما قال صلى الله عليه وسلم:«كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكر بالآخرة» .
فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحث على زيارة القبور لأجل الاعتبار والدعاء للأموات والاستغفار لهم، بدون سفر وبدون شد رحل.
أما زيارة قبره بخصوصه، فلم يثبت فيها حديث، وإنما الأحاديث الواردة فيها إما واهية ومتناهية الضعف أو مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك أئمة الإسلام، كالحافظ ابن حجر، وشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن عبد الهادي، وغيرهم من أئمة الحديث.
***