الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
برفع تلك النازلة عن المسلمين، إما مداهمة عدو أو أي نازلة من النوازل التي تصيب المسلمين، فإن القنوت في الصلوات مشروع، أما في غير النوازل، فإن القنوت في الفرائض غير مشروع، بل يعتبره بعض العلماء بدعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ثبت عنه أنه كان يقنت في النوازل كما قنت ودعا للمستضعفين بمكة، وكما دعا على الذين قتلوا قراء الصحابة في بئر معونة وفي غيرها، فدعا عليهم شهرًا عليه الصلاة والسلام، فدل هذا على أن القنوت خاص بالنوازل.
وذهب الإمام الشافعي رحمه الله إلى أن القنوت مشروع في صلاة الفجر دائمًا، ولكن الجمهور على خلافه، والحديث الذي تمسك به الإمام الشافعي، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم ما زال يقنت حتى فارق الدنيا، هذا حديث في سنده مقال، لا يصلح للاستدلال.
والأحاديث الصحيحة على خلافه، فإن الأحاديث الصحيحة تدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يداوم على القنوت في الفرائض، وإنما فعله في وقت النوازل فقط، وكذلك الخلفاء الراشدون من بعده لم يكونوا يفعلونه، فدل على أنه ليس بمشروع، ولما سئل بعض الصحابة عنه، قال: محدث يعني أنه أمر حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا يدل على أن
القنوت في صلاة الفجر
غير مشروع، وإن قال به من قال من أهل العلم، والله أعلم.
***
سؤال: أسمع كثيرًا من الأئمة، وخاصة المتمسكين منهم بالمذهب الشافعي، لهم دعاء راتب بعد الرفع في الركوع في الركعة الثانية من صلاة الفجر، فهل لهذا الدعاء في هذا الوقت أصل في السنة؟
الجواب: نعم، هو كما ذكرت أن الشافعية يقنتون في صلاة الفجر بعد قيامهم من الركوع في الركعة الثانية، ولكن الجمهور على خلاف ذلك.
الجمهور لا يرون القنوت في صلاة الفجر، وإنما يرون القنوت في الصلوات المفروضة عند النوازل، فإذا حصل بالمسلمين نازلة، فإنهم كانوا يقنتون، ويرون القنوت اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان يقنت في النوازل.
أما في غير النوازل فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بطريق صحيح أنه داوم على القنوت في صلاة الفجر، بل اعتبره بعض الصحابة مبتدعاًَ ومحدثًا لما سئل عنه فقال: إنه أمر محدث، وهذا دليل على أن القنوت وملازمة القنوت في صلاة الفجر أنه بدعة؛ لأنه ليس منه سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما سنته أنه يقنت في الفرائض عند النوازل فقط.
***
السنن الرواتب
سؤال: ما السنن الرواتب التي تؤدى قبل وبعد الصلوات المفروضة؟
الجواب: السنن الرواتب التي تفعل مع الفرائض، هي كما بينها حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال:«حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات، ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل»