الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجهر بنية الصلاة
سؤال: ما حكم الجهر بالنية للصلاة وتسميتها أيضًا جهرًا كأن أقول: نويت أن أصلي العصر أربع ركعات لله تعالى وهكذا؟
الجواب: النية شرط من شروط صحة الصلاة، وكذلك سائر العبادات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» ، ولكن النية لا يتلفظ بها، النية محلها القلب وهي من أعمال القلوب، والله تعالى يعلم السر وأخفى، ولم يرد دليل على التلفظ بالنية، فالتلفظ بالنية للصلاة وكذلك سائر العبادات بدعة؛ لأنه إحداث شيء ليس عليه دليل من الشرع، ما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: نويت أن أصلي أربع ركعات فرض الظهر أو العصر، ولم يثبت هذا عن أحد من أصحابه وخلفائه الراشدين، فهو بدعة محدثة، والنيات محلها القلوب، والله تعالى يعلم ما في القلوب، ولو لم يتلفظ بها، قال تعالى:{قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [الحجرات: 16] ، فالعبادات مدارها على النص، لا يجوز أن يحدث شيئًا بها أو بصفاتها إلا بدليل؛ لأن مبناها على التوقيف والنص، وليس في التلفظ بالنية نص إلا ما ذكروا في موضعين عند الإحرام، أن يقول مثلًا: أريد الإحرام بكذا وكذا، أو نويت الإحرام بكذا وكذا، وعند ذبح الهدي أو الأضحية يقول: اللهم إن هذا عن فلان أو عني.
ففي هذين الموضعين ورد دليل على التلفظ بالنية، وما عدا هذين الموضعين، التلفظ بالنية بدعة، وليس من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي السلف الصالح، والله تعالى أعلم.
***
شروط الإمامة
سؤال: ما شروط الإمامة؟ ومن هم الذين لا تجوز الصلاة خلفهم؟ وهل من صلى خلفهم يعيد صلاته أم لا؟
الجواب: من أهم شروط الإمامة: العدالة، بأن يكون عدلًا في دينه غير فاسق.
ومن شروطها: أن يجيد القراءة المشروعة في الصلاة، يجيد قراءة الفاتحة بحيث لا يلحن فيها لحنًا يحيل المعنى.
ومن شروط الإمامة أيضًا: أن يعرف فقه صلاته، وما يعرض له، وما يحتاج إليه من معرفة أحكام الصلاة، وأحكام السهو في الصلاة وغير ذلك، هذه من أهم شروط الإمامة.
والذين لا تجوز الصلاة خلفهم، هم الذين لا تتوفر فيهم شروط الإمامة، كإمامة الفاسق وإمامة الأمي الذي لا يحسن قراءة الفاتحة، فهؤلاء لا تجوز إمامتهم إلا بمثلهم.
أما الإجابة عن بقية السؤال، وهو حكم من صلى خلف من لم تتوفر فيه شروط الإمامة؟
فالجواب: إذا صلى من يجيد قراءة الفاتحة خلف الأمي الذي لا يحسن قراءة الفاتحة، فإنه يعيد الصلاة، وكذلك إذا صلى خلف فاسق عند كثير من أهل العلم، أيضًا يعيد الصلاة، إلا إذا كان هذا الفاسق يترتب على عدم الصلاة خلفه مفسدة وفتنة، فإنه يصلي خلفه، أما إذا لم يكن هناك مفسدة، ولا يترتب على ترك الصلاة خلفه فتنة، فإنه لا يصلي خلفه.
***
الإمامة في الصلاة
سؤال: إمام المسجد عندنا في الحارة، يرتكب بعض الأخطاء أثناء الصلاة، وهي أخطاء لاصقة به لا يتخلص منها، ومنها أنه لا يقرأ القرآن جيدًا بمعنى: أنه لا يعطي كل حرف حقه، ولا يقف في الوقف، بل يقف في المنع، ويزداد هذا أكثر في رمضان أثناء صلاة التراويح، ومن الأخطاء كذلك أنه يعبث بأصابع يده ويحرك قدميه، ولا يتركهما ثابتتين على الأرض، وسؤالنا: هل نحن على حق عندما هجرنا المسجد، ولم نعد نصلي وراء هذا الإمام، أم أن صلاتنا وراءه صحيحة، رغم هذه الأخطاء، ولا ننسى نذكر أنه يكتب التمائم للناس بآيات قرآنية؟
الجواب: مما لا شك فيه أنه ينبغي أن يكون الإمام على صفة لائقة من العلم والتقوى، وإتقان الصلاة، وأن يكون قدوة حسنة يقتدى به في الخير؛ لأن الإمام ضامن، كما في الحديث، فهو يتولى مسؤولية
عظيمة، ويتولى أداء فريضة عظيمة، ويقوم بعمل جليل، فينبغي أن يكون على مستوى جيد من العلم والعمل، كما أن عليه أيضًا أن يهتم بأداء الصلاة على وجهها، ويحذر من العبث أثناء الصلاة كما ذكر من أن يكثر الحركة ويكثر العبث بيديه، هذا أمر لا يليق بالمصلي عمومًا إمامًا أو مأمومًا، فالمصلي مطلوب منه الخشوع في الصلاة والطمأنينة، قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2] ، والسكون في الصلاة وعدم الحركة دليل على خشوع القلب، والحركة والعبث دليل على عدم الخشوع في الصلاة.
أما من حيث ما ذكر السائل من أنه لا يجيد القراءة، كذلك ينبغي أن يكون الإمام على مستوى جيد في القراءة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله عز وجل» ، ولكن إذا كان ما ذكروا إنما هو أمر يسير، وأنه لا يجيد التجويد في القراءة فهذا لا يؤثر على صحة الصلاة، صلاته صحيحة، وإمامته صحيحة، وما دام أنه نصب من قبل المسؤولين إمامًا للمسجد فإنه لا ينعزل في ذلك، وإنما تبطل صلاته لو لحن لحنًا يحيل المعنى في قراءة الفاتحة، أو ترك منها تشديدة أو حرفًا، فإنه بذلك لا تصح إمامته، إلا بمن هو مثله.
أما بالنسبة للتكميلات في القراءة وتجويد القراءة على المستوى الرفيع، فهذا إن حصل فهو شيء طيب، وإن لم يحصل فإن الصلاة تصح بدونه.
وأما اعتزالكم المسجد فلا أرى له مبررًا إلا إذا كان هذا الإمام يلحن لحنًا يحيل المعنى، أو كان هذا الإمام فاسقًا يرتكب شيئًا من الكبائر.
أما ما دامت المسألة التي تلاحظ عليه أنه لا يجيد القراءة والإجادة التامة، فهذا لا يقتضي أن تعتزلوا المسجد من أجله.
وأما ما ذكرتم من كتابته للتمائم، فالتمائم فيها تفصيل.
إن كانت هذه التمائم فيها ألفاظ شركية، ودعاء لغير الله عز وجل وأسماء مجهولة، فهذه لا تجوز كتابتها ولا استعمالها بحال، بإجماع أهل العلم؛ لأنها شرك.
أما إذا كانت هذه التمائم مكتوبة من القرآن ومن الأدعية المباحة، والأدعية الواردة فهذه محل خلاف بين أهل العلم، منهم من أجازها، ومنهم من منعها، والمنع أحوط؛ لأن في فتح الباب لكتابتها وتعليقها، وسيلة إلى التمائم المحرمة؛ ولأن في كتابة القرآن على صفة تمائم وحروز، في ذلك تعريض لإهانته، ودخول المواضع التي لا يجوز دخوله فيها.
فالحاصل: أن كتابة التمائم إن كانت بألفاظ شركية، وبأسماء مجهولة، وبدعاء لغير الله وباستنجاد للشياطين والمخلوقين والجن، فهذه ألفاظ شركية وكاتبها الذي يستعملها ويعلم ما فيها يكون مشركًا.
أما إن كانت من القرآن فالأحوط تجنبها وتركها، وعدم استعمالها.
***