الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرق أوراق المصحف
سؤال: هل يجوز حرق أوراق من المصحف الشريف إذا خيف عليها الامتهان؟
الجواب: نعم، إذا درس المصحف، وتمزق وخشي عليه من الامتهان أصبح في حالة لا يمكن الانتفاع به والقراءة فيه، فلا بأس أن يحرق وأن يدفن في أرض طاهرة؛ لأن كلا من الأمرين فعله الصحابة رضي الله عنهم، فقد دفنوا المصاحف، وكذلك حرقوا المصاحف لما جمعوا الناس على مصحف واحد، وهو مصحف عثمان رضي الله عنه، حرقوا ما عداه من بقية المصاحف.
فالمصحف إذا كان في حالة لا يمكن الانتفاع به لتمزقه، فإنه إما أن يدفن في مكان طاهر، وإما أن يحرق، وكلا الأمرين فعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
***
ضرب الأمثلة من القرآن
سؤال: نسمع كثيرا من الإخوان يستخدمون الآيات القرآنية لضرب أمثلة أو ما شابه ذلك، كقوله:{لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية: 7]، وقوله:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} [طه: 55] ، ومن تلك الآيات القرآنية الكريمة التي لا يمكن التلفظ بها إلا لما يفيد وينفع، لا للسخرية والاستهتار، كالدارج على ألسنة بعض الناس، وما نسمعه أو نقرأه، فهل هذا جائز أم لا؟
الجواب: لا بأس بالتمثل بالقرآن، إذا كان ذلك لغرض صحيح، كأن يقول: هذا الشيء لا يسمن ولا يغني من جوع، أو يقول: منها خلقناكم وفيها نعيدكم، إذا أراد التذكير بحالة الإنسان مع الأرض وأنه خلق منها ويعود إليها، فالتمثيل بالقرآن إذا لم يكن على وجه السخرية والاستهزاء لا بأس به، أما إذا كان على وجه السخرية والاستهزاء كما يقول السائل، فهذا يعتبر ردة عن الإسلام؛ لأن من استهزأ بالقرآن أو بشيء من ذكر الله عز وجل، فإنه يرتد عن دين الإسلام، كما قال تعالى:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66] ، فيجب تعظيم القرآن واحترامه، ولا يمنع هذا أن الإنسان يتمثل به على وجه نزيه، وعلى وجه طيب، لا مانع من ذلك، أما استعماله من باب السخرية والاستهزاء، فهذا ردة عن الإسلام، والله تعالى أعلم.
***
الحكمة من نزول سورة التوبة بدون بسملة
سؤال: نرجو من فضيلتكم تبيين الحكمة في نزول سورة التوبة بدون البسملة؟
الجواب: كل سورة من القرآن تأتي في بدايتها " بسم الله الرحمن الرحيم " إلا سورة التوبة، وقد أجاب العلماء عن هذا بجوابين:
أولًا: إن سورة التوبة مكملة لسورة الأنفال، ولذلك لم تأت في بدايتها "بسم الله الرحمن الرحيم" لأنها مكملة لسورة الأنفال.
والقول الثاني: أن سورة التوبة لم تأت قبلها البسملة؛ لأنها سورة ذكر فيها الجهاد وقتال الكفار، وذكر فيها وعيد المنافقين وبيان فضائحهم ومخازيهم، و "بسم الله الرحمن الرحيم" يؤتى بها للرحمة، وهذا الموطن فيه ذكر الجهاد وذكر صفات المنافقين، وهذا ليس من مواطن الرحمة، بل هو من مواطن الوعيد والتخويف.
***
ذو القرنين ملك صالح
سؤال: من ذو القرنين الذي ورد ذكره في سورة الكهف في القرآن الكريم؟ وما هي قصته؟
الجواب: ذو القرنين ملك صالح في أول الزمان، ملك المشارق والمغارب، كما ذكر الله خبره في آخر سورة الكهف، بلغ مشرق الشمس وبلغ مغرب الشمس، وكان يجاهد في سبيل الله ويدعو إلى الله، وبنى السد بين الصدفين، وهو سد يأجوج ومأجوج لأن هذه أمة خبيثة تفسد في الأرض لو تمكنت من السير فيها، والله عز وجل أعان هذا العبد الصالح وهذا الملك الطيب، فأقام هذا السد العظيم الذي حال بين هذه الأمة الخبيثة وبين الانسياح في الأرض، إلى أن يأتي وعد الله عز وجل عند قيام الساعة، فيندك هذا السد ويسيح هذا الخلق المفسد في الأرض، ويحصل فيها ما يحصل مما ذكر الله سبحانه وتعالى. {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف: 98، 99] .
الحاصل أن ذا القرنين ملك صالح مجاهد داعية إلى الله سبحانه وتعالى وأن الله مكن له في مشارق الأرض ومغاربها، ووسع له الملك في الأرض.
***
سورة الحشر
سؤال: سمعت أن من قرأ سورة الحشر في كل ليلة ومات من ليلته كان شهيدًا، ما صحة هذا، أفيدونا مشكورين؟
الجواب: لم أقف على هذا الحديث في فضل سورة الحشر، وسورة الحشر سورة عظيمة، لا شك تشتمل على أحكام عظيمة، وعلى تنزيه الله سبحانه وتعالى في أولها، وعلى أسمائه في ختامها، فهي سورة عظيمة، تشتمل كذلك على بيان صفة المهاجرين والأنصار، وما قدموه من أعمال جليلة في خدمة الإسلام ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم، تشتمل كذلك على التحذير من صفات المنافقين، وبيان شرهم ومكائدهم، فهي سورة عظيمة بلا شك، وفيها فضل عظيم، كغيرها من سور القرآن العظيم، أما هذا الحديث الذي ذكره السائل فقد بحثت عنه فلم أجده.
***
خيانة امرأة نوح وامرأة لوط
سؤال: قال الله تعالى في سورة التحريم: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10] ، في أي شيء كانت خيانتهما؟
الجواب: أولًا: هذه الآية الكريمة مثل ضربه الله لمخالطة الكافر للمسلم، وأن الكافر لا ينفعه مخالطة المسلم، ما دام أنه لم يدخل في الإسلام، فإنه في يوم القيامة يكون في النار، ولا تنفعه معاشرته للمسلم ومخالطته للمسلم، وإن توثقت الصداقة والعلاقة؛ لأنه ليس بمسلم.
أما الخيانة التي حصلت من امرأة نوح وامرأة لوط، فهي خيانة الملة؛ لأن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين فخانتاهما في الدين، حيث لم تدخلا في دين زوجيهما، فهذا يعتبر خيانة، وليس خيانة عرض؛ لأن فرش الأنبياء معصومة عليهم الصلاة والسلام، لا يمكن أن يتزوج نبي بامرأة خائنة في عرضها؛ لأنهم معصومون عليهم الصلاة والسلام من ذلك، وفرشهم معصومة.
فالمراد هنا بالخيانة خيانة الدين.
وقيل: إن خيانتهما أن امرأة نوح كانت تخبر الكفار بأسرار نوح عليه الصلاة والسلام، تصفه بأنه مجنون، وخيانة امرأة لوط أنها كانت تدل قومها على أضياف لوط، ليفعلوا بهم الفاحشة.
فهما خائنتان للأمانة التي بينهما وبين زوجيهما من ناحية حفظ السر وعدم الدلالة على ما عندهما من الأسرار، ومن الأضياف وغير ذلك، فهذا هو نوع الخيانة الواقع.
والحاصل: أن هذه الخيانة ليست خيانة في العرض، بل هي إما في الدين، وإما خيانة في عدم حفظ الأسرار.