الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معنى حديث: كل لحم نبت من سحت
سؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به» ، ما شرح هذا الحديث يا فضيلة الشيخ؟
الجواب: أولًا: الحديث ضعيف، وهو مروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وله روايتان، الأولى:«كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به» ، والثانية:«كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به» . والسحت هو الحرام.
ومعنى الحديث: أن كل جسم ولحم تغذى بالحرام، فإنه يكون يوم القيامة في النار عقوبة له؛ لأن الله سبحانه وتعالى حرم الخبائث والمكاسب المحرمة وأمر بالأكل من الطيبات، وما أباح الله سبحانه وتعالى لعباده؛ لأن المحرم يغذي تغذية خبيثة، وأما الطيب فإنه يغذي تغذية طيبة وله آثار حميدة على جسم الإنسان، وعلى تصرفاته وأخلاقه، أما الخبيث فإنه يغذي الإنسان تغذية خبيثة، وينعكس ذلك على تصرفات الشخص وأعماله فإنها تكون خبيثة بتأثير طعامه الخبيث، فدل هذا على ما للمطعم من أثر على الإنسان، وأنه يتأثر به خيرًا إذا كان مطعمًا طيبًا، ويتأثر به شرًّا إذا كان مطعمًا خبيثا، وقد قال الله سبحانه وتعالى:{يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51] .
وقال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [النحل: 114] .
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة: 168] .
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172] .
فأمر الناس عمومًا بالأكل من الحلال الطيب، وأمر المؤمنين خصوصًا بالأكل من طيبات ما رزقهم الله عز وجل، وأن يشكروا الله على نعمته، هذا يدل على الاهتمام بالمطعم، وأن الإنسان يهتم بما يغذي به جسمه، ويتجنب الحرام، وقد صح في الحديث أن أكل الحرام يمنع من قبول الدعاء، كما في حديث المسافر:«أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يقول: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك» وهذا أمر مهم جدًّا.
***
سؤال: وجدت حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار، وتتشهد بين كل ركعتين، فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إني»
«بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يمينًا وشمالًا، قال: ولا تعلموها السفهاء، فإن يدعوا بها يستجاب لهم» أو ما معناه، رواه الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال أحمد بن حرب: قد جربته فوجدته صحيحًا، وقال إبراهيم بن علي: قد جربته فوجدته حقًّا، وقال الحاكم: قال لنا زكريا: قد جربته فوجدته حقًّا، أفيدونا جزاكم الله خيرًا، هل هذه الصلاة واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم حقًّا بهذه الصفة؟
الجواب: هذا الحديث لم أقف على أصل بين يدي من: كتب الحديث، كتب التخريج، ولا أدري عنه، مع ما فيه من الغرابة كما ذكر السائل من أنه شرع قراءة الفاتحة في غير القيام، في الركوع أو في السجود، وتكرار ذلك، وأيضًا فيه السؤال بمعاقد العز من العرش وغير ذلك، وكلها أمور غريبة، فالذي ينبغي للسائل أن لا يعمل بهذا الحديث، وفي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا إشكال فيها، وفيها من نوافل العبادات، الصلوات والطاعات ما فيه الخير والكفاية إن شاء الله.
وأما ما ذكر من أن فلانًا جربه فوجده صحيحًا، وفلانًا جربه فوجده صحيحًا، هذا كله لا يدل على صحة الحديث، يعني كون الإنسان يجرب الشيء ويحصل له مقصوده لا يدل على صحة ما قيل فيه، أو ما ورد فيه،
لأنه قد يصادف حصول هذا الشيء قضاءً وقدرًا، أو يصادف ابتلاءً وامتحانًا للفاعل، فحصول الشيء لا يدل على صحة هذا الأثر.
***
معنى حديث: إن لله تعالى عبادًا
سؤال: ما معنى الحديث الشريف في حال صحته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن لله تعالى عبادًا اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله» ؟
الجواب: الحديث رمز له السيوطي في الجامع الصغير بأنه حديث حسن.
ومعناه واضح: أن الله سبحانه وتعالى اختص بعض الناس بقضاء حوائج المحتاجين، واختصهم بأن مكنهم من قضاء حوائج المحتاجين، واختصهم بأن مكنهم من قضاء حوائج الناس بمالهم وبجاههم وبعلمهم، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، وهؤلاء العباد الذين اختصهم الله بهذه الخاصية، المراد حال وجودهم في الحياة الدنيا ومع الناس، لا بعد وفاتهم كما يظن المخرفون المتعلقون بالأموات، والله أعلم.
***