الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأوصاف التي تنم عن ديانة فهذه إنما حدثت أخيرًا، وقد تصدق على من تسمى بها، وقد لا تصدق، والذي أرى العدول عن هذه الألقاب، كما أن فيها مفسدة أخرى وهي أن الملقب قد يزهو بنفسه ويعجب بها، ويترفع بهذا اللقب على غيره.
س187: سئل فضيلة الشيخ رحمه الله: ما خير الأسماء
؟
فأجاب بقوله: خير الأسماء بل أحب الأسماء إلى الله عبد الله، وعبد الرحمن، وأما حديث (خير الأسماء ما حمد وعبد)(1) فهذا حديث ليس بصحيح، بل هو موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:"أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام"(2) .
س188: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: عن رجل عنده موظف اسمه عبد الرسول فقام بتعديل اسمه في سجلات
(1) المقاصد الحسنة برقم (425) ..
(2)
أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في تغيير الأسماء (4950) وعند مسلم بلفظ:"إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن". كتاب الآداب، باب النهي عن التكني باب القاسم، وبيان ما يستحب من الأسماء (2132) .
العاملين إلى عبد رب الرسول فهل عمله صحيح؟
فأجاب بقوله: هذا العمل لا شك أنه صحيح من حيث الجملة؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يعبد أحدًا لغير الله، كما نقل الإجماع على ذلك ابن حزم- رحمه الله لمن قال: (اتفقوا على تحريم كلل
اسم معبد لغير الله حاشا عبد المطلب) ولكن تغيير الاسم الذي اشتهر به الشخص لا يمكن من حيث الوضع النظامي إلا بمراجعة الأحوال المدنية حتى يتبين الأمر ولا يحصل التباس، وعندي أنه لو
حصل التغيير فإن الأفضل أن نغير الاسم تمامًا فلا نقول: عبد رب الرسول، بل نقول: عبد الله، أو عبد الرحمن أو عبد الوهاب، أو عبد الحميد، أو عبد المجيد، وما أشبه ذلك.
أما عبد رب الرسول ففيه طول كما هو ظاهر. ثم إن كل من سمع هذا التعديل عرف أنه فيه شيئاً من التكلف، ثم إن من سمع هذا التغيير سينقدح في ذهنه أن أصل هذا الاسم عبد الرسول، وربما
يكون عنده عناد، ولاسيما إذا كان من أولئك الذين يعظمون الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعظمون الله أو أكثر، فيستمر في عناده فيبقى الاسم على أوله على: عبد الرسول، فإذا غير أصلاً واجتث هذا الاسم أعني: عبد الرسول إلى تعبيد الله عز وجل: كعبد الله، أو عبد الرحمن، أو عبد العليم، أو عبد الوهاب، وما أشبه ذلك كان أحسن وأفضل.