الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بواجب، وإذا لم يوجد أحد أَثِمَ الجميعُ بعدم الإعداد وعدم الجهاد، لكن الأمر كما ترى في الوقت الحاضر، ليس هناك صدقٌ مع الله، لا بالنسبة للناس ولا بالنسبة لحكام الناس. فأمَّا الناس فتجد عامَّتهم وأكثرهم غافلين عن هذا إطلاقًا، وليس عندهم استعداد، فهم في غَفْلة، بل لا يحصل منهم حتى جهاد أنفسهم عن محارم الله.
وأَمَّا الحكام- فكما ترى فهم أيضًا- غافلون عن هذا، ولذلك أصبحت الأُمة الإسلامية الآن أمة مُمَّزقة متفرقة، وأصبح الكفار هم الذين لهم السيطرة على العالم، ولا يمكن أن يكون لنا سيطرةٌ على
العالم وعلى الكفار إلاّ بالرجوع إلى الدين الذي بُعِث به محمد صلى الله عليه وسلم وتطبيقه عقيدةً وقولاً وعملاً في عبادة الله وفي معاملة عباد الله، ولهذا لما قال أبو سفيان لهرقل ما يعلمه من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعاملته، قال له:" إن كانَ ما تقولُ حَقًّا فسَيَملِكُ مَوضِعَ قَدَمَيَّ هاتَينِ "(1) ، فنحن الآن في حالٍ يرثى لها في الواقع. نسأل الله أن يعيد للأمة
الإسلامية مجدها.
س 19: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: هل الإنسان إذا توفرت له الفرصةُ للجهاد في بلد من البلدان، هل يصبحُ في حقه
(1) رواه البخاري، كتاب بدء الوحي، باب (6) ، برقم (7) .
فرض عين أن يذهب؟
فأجاب بقوله: هو فرض كفاية، لا يكون الجهاد فرض عين إلا في أحوال معَّينة، عيَّنها العلماءُ:
الأول: إذا حَضَرَ الصفَّ لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ الله وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (1) . وأخبر النبي- صلى الله عليه وسلم - أن التولي يوم
الزحف من الموبقات (2) .
الثاني: إذا حاصر بلده العدو، فلابد أن يدافع لِفَكِ الحصار عن بلده، وفي هذا قال بعض العلماء: إنه يكون فرض عين؛ لأن هذا كتقابل الصفين.
الثالث: إذا استنفره الإِمام، لو قال: يا فلان اخرج؛ صار فرض عين، ولا يجوز أن يقول: مُر غيري، بل يجب أن يُطيع.
الرابع: إذا دعت الحاجة إليه بعينه، مثل أن يكون عارفًا بنوعٍ من السلاح ولا يستخدمه إلا مثله، فهنا يتعين عليه أن يُباشر القتال، بهذا السلاح الذي لا يعرفه إلا هو.
(1) سورة الأنفال، الآيتان: 15-16.
(2)
رواه البخاري/كتاب الوصايا/باب قوله تعالى: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى" ومسلم/كتاب الإيمان/باب بيان الكبائر برقم (129) برقم (2560) .