الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حربية، وهنا أليس يجب عليها الجهاد؟
فأجاب بقوله: لا يجب على المرأة الجهاد؛ لأنها وإن كانت قائدة لطائرة حربية، فإنها ربما تجبن عند اللقاء.
س 7: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: هل يجوز للمرأة أن تخرج مع المجاهدين في المعركة
؟
فأجاب بقوله: إن خرجت من أجل القيام بمداوة الجرحى وما أشبه ذلك فلا بأس، كما فعلته نساء الصحابة رضي الله عنهن (1) .
وأما خروجها للقتال فإنها تمُنع؛ لأنها لا تستطيع المواجهة والمقاومة، وإذا وُجد امرأة نادرة تستطيع ذلك فالنادر لا حكم له.
س 8: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله: هل طالب العلم يكون أعظم أجراً من الشهيد الذي قدم نفسه في سبيل الله عز وجل
؟
فأجاب بقوله: المجاهد في سبيل الله- عز وجل إذا قُتل فهو من الشهداء، وطالب العلم قد يدخل في الشهداء؛ لأن بعض العلماء ذكر أن قوله تعالى:(وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِم)(2) يشمل العلماء؛ لأنهم شهداء على
(1) رواه البخاري/كتاب الجهاد/باب مداواة النساء الجرحى في الغزو برقم (2669)، ولفظه: عن الربيع بنت معوذ قالت: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى".
(2)
سورة الحديد، الآية:19.
الأمة، فالذي يشهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلَّغ الرسالة هم أهل العلم. وهناك أمرٌ آخر وهو: أنه لا يلزم من كون الشهيد أعظم أجراً من طالب العلم في نيل الشهادة إذا قُتل في سبيل الله عز وجل، لا يلزم منه الفضل المطلق.
وهذه المسألة أشار إليها العلامة ابن القيم في (النونية) وهي: أن الإنسان إذا تميَّز بخصيصة لا يلزم منه أن يكون أفضل على الإطلاق.
مثاله: قول الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر: " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح أعطى الراية لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم "(1) . فهنا إعطاؤه عليه الصلاة والسلام الراية لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه هل يلزم منه أن يكون أفضل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟
والجواب: لا يلزم.
والفضل منه مطلق ومنه مقيّد.
ومثاله أيضاً: ما جاء في حديث أبي ثعلبة- رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بل تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحّاً مُطاعاً، وهوىً مُتَّبعاً، ودنياً مؤثرة، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر،
(1) رواه البخاري/كتاب الجهاد برقم (2724) .