الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1- الأبناء الأصغر سنا فى الأسر ذوات الحيثية
ويمكن اعتبار خالد بن سعيد خير ممثل لهذه الطبقة (الفئة) ، لكن هناك عديدون غيره. انهم شباب من أسرات ذوات نفوذ من عشائر قوية، وكانوا أقرباء للمستحوذين على السلطة فى مكة الذين تزعموا المعارضة ضد محمد صلى الله عليه وسلم. والجدير بالذكر أنه فى غزوة بدر كان هناك أمثلة على أخ وأخيه، وأب وابنه، وعم وابن أخيه، كان أحدهما يحارب الاخر، اذ كان أحدهما الى جانب المسلمين والاخر الى جانب المشركين.
2- رجال- غالبهم شباب- من أسرات أخرى
هذه المجموعة غير منفصلة انفصالا حادا عن المجموعة السابقة لكن لأننا رجحنا كفة الميزان ناحية العشائر الأضعف، وللفروع الأضعف فى العشائر الرئيسية، فاننا نجد بين المسلمين رجالا ذوى نفوذ كبير فى عشائرهم أو أسراتهم، فهناك واحد أو اثنان كانا من كبار السن نسبيا مثل عبيدة بن الحارث الذى كان فى الحادية والسبعين من عمره عند الهجرة، لكن غالب المسلمين الأوائل ربما كانوا تحت الثلاثين عندما دخلوا الاسلام، وكان واحد أو اثنان فوق الخامسة والثلاثين.
3- رجال ليس لهم ارتباطات عشائرية قوية
هناك أيضا مجموعة صغيرة نسبيا كانوا بالفعل خارج النظام العشائرى أو القبلى رغم ارتباطهم الاسمى بهذا النظام. اما لأن العشيرة لم تعترف بدعوى الرجل أنه حليف لها (ربما كما حدث لخباب بن الأرت مع بنى زهرة) ، أو أنه كان ضعيفا جدا بحيث لم يعطه أحد حماية فعالة.
وليس مما يثير الدهشة أن بنى تيم لم تحم العبيد الذين حررهم أبو بكر، مادامت لم تحم أبا بكر نفسه وطلحة عندما ربطوا بينهما ربطا مخزيا.
واخرون يذكر ابن سعد أنهم اعتبروا ضعفاء، منهم: صهيب بن سنان.
وعمار بن ياسر اللذان كانا حلبفين لبنى تيم ثم لبنى عبد شمس.
ولا يشكل الحلفاء طبقة (فئه) منفصله. فمبدأ الحلف أو التحالف لا يعنى دونية أحد الطرفين، وانما يعنى مساعدة متبادلة وحماية. وعلى أية حال، فبالنظر الى وضع قريش المؤثر بين العرب، فان من يتحالف معها اذا اقام فى مكه فانه عادة ما يأخذ أكثر كثيرا مما يعطى، وبهذا المعنى فهو تابع. وبطبيعة الحال، فان وضع الشخص المتحالف كان يتوقف على ما يفعله مستغلا قدراته. وبشكل عام ربما كان الحلفاء فى مستوى قريب من مستوى الأسرات الأقل أهمية فى العشيرة، ولكن الأخنس بن شريق كان لفترة زعيما فى بنى زهرة، وكان اخرون على قدر نسبى من الثراء، وقد تزاوجوا بحرية مع قريش، ومعظم الحلفاء الذين دخلوا الاسلام كانوا يعدون من الطبقة الثانية، أما من اعتبر منهم من الطبقة الثالثة فذلك لأسباب عرضية.
هناك اذن تفسير واضح لعبارة (أحداث الرجال) التى وصف بها المسلمون الأوائل وهى تعنى أنهم شباب، وكذلك لعبارة (المستضعفين) أو (ضعاف الناس) ، فعبارة أحداث الناس تنطبق على الفئتين الأوليين اللتين ذكرناهما انفا، و (ضعاف الناس) تنطبق على الفئة الثالثة، والتى ذكرناها انفا أيضا. وقد شرح ابن سعد لفظ (المستضعفين) قائلا انهم الذين لا عشيرة لهم تحميهم «16» ، ولا بد أن الزهرى قد أخذ أيضا بهذا المعنى. ومن المقبول أن تنطبق كلمة (ضعيف) على أولئك الذين أسلموا من العشائر والأسرات قليلة النفوذ، وفى هذه الحال فقد تشير الى الفئتين الثانية والثالثة.
والنقطة الأكثر أهمية التى تظهر من عرضنا هذا هى أن الاسلام الشاب كان فى جوهره حركة شبابية كما ركز على ذلك الكاتب المصرى عبد المتعال الصعيدى «17» ، فالغالبية العظمى من الذين قد سجلت أعمارهم كان الواحد منهم أقل من أربعين عاما عام الهجرة، وبعضهم كان أقل من الأربعين بكثير، وكان كثيرون منهم قد أسلموا قبل الهجرة بثمانى
(16) ج 3، 117، ابن هشام 260، خباب، عمار، أبو فكيهة، ياسر، صهيب.
(17)
شباب قريش، القاهرة، 1947.