الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب
معجم تصحيح لغة الإعلام العربي
- للأستاذ الدكتور عبد الهادي بوطالب-
مقدمة المؤلف
يعنى هذا المعجم بتصحيح بعض أخطاء لغة الإعلام العربي، والمراد بالإعلام مدلوله الشامل لكل ما يُنشر ويُكتَب ويُبَثُّ عبر الإذاعة والتلفزة، وما تنطق به الألسنة وما لا تخلو منه بعض الكتب من أخطاء لغوية. خاصة منها الأخطاء الشائعة التي تُنوسي بتكرارها صحيح اللغة وصوابها بحيث أصبح معها الخطأ المشهور أكثر انتشارا من الصواب المهجور.
ويعتمد الكتاب في تصحيح هذه الأخطاء على أن تطبيق القواعد أفضل وأولى من استعمال الشاذ حتى لا تصبح اللغة لغتين. لذا أرجو أن يقبل مني علماء اللغة العربية هذا التوجه الذي أعتبره وحده الكفيل بالحفاظ على وحدة اللغة العربية من خلال وحدة قواعدها النحوية والصرفية، وألا يردوا عليَّ بأن الخطأ موجود في الشاذ من اللغة.
أقول هذا وأنا أستحضر أن اللغة العربية نشأت من مجموعة اللهجات العربية التي فرَّقتها، لكن جمعها القرآن الكريم الذي وحَّدها على لغة قريش وقال عنها إنها لسان عربي مبين. ولست ضد اقتباس اللغة
العربية كلماتٍ من لغات أخرى، بشرط أن يكون "المولَّد" مسايرا لبِنْيَات اللفظ العربي ومتقيِّدا بأوزان الأفعال المعروفة.
وقد تحدث عن المولَّد بتفصيل السيوطي في الجزء الأول من كتابه "المُزْهِر" ص.304، وذكر الكثير من الألفاظ المولَّدة التي جاءت إلى اللغة العربية من الفارسية، والرومية، والحبشية، والسريانية، والعبرية، والتركية القديمة. وجاء بعضها في القرآن فأصبحت بذلك كلمات عربية فصيحة.
اللغات الحضارية القديمة والحديثة لا تتعدد فيها التعابير الدالة على المعنى الواحد ولا تختلف أشكالها، وتقدِّمها
المعاجم في صيغة واحدة لأن اللغة لا يمكن أن تكون لغات. ولابد أن تَرْقَى اللغة العربية إلى هذا المستوى.
وفي جميع أقطار العالم تتأسس جمعيات للحفاظ على اللغة الوطنية وتحصينها من تسرب الدخيل إليها. توجد هذه الجمعية في فرنسا مثلا لحماية الفرنسية من غزو الإنجليزية، لأن حماية اللغة من الأخطاء والدخيل حماية للسيادة اللغوية التي هي جزء من السيادة الوطنية.
وفي كل أمة تحترم نفسها يعمل علماء اللغة على حماية لغتهم الوطنية من الفساد والتشويه. وقد أُثِر عن أحد أعضاء الكونغريس الأميريكي كان تقدم إلى هذا