الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مفعولا به ثانيا لأعطى التي تنصب مفعولين.
ويقصد من يقولون: هذا الكتابُ إيَّاه استعمالَ كلمة إيَّاه للتوكيد. والصواب في هذه الحالة التوكيد بالاسْم أو العين، فنقول: الكتابُ نَفْسُه، أو عَيْنُه. ولا نقول إيَّاه.
وتوكيد المرفوع بإياه خطأ شائع بالأخص في لبنان. ويروج في الأحاديث والكتب والإعلام السمعي والإعلام المرئي وينطق به خطأ حتى بعض الجامعيين.
أَيُّ وأَيَّةُ
تأتي أَيُّ أداةَ استفهام فنقول: "أيَّ كتاب تدرس؟ " وجاءت في القرآن الكريم في عدة آيات منها قوله تعالي: "قل أيُّ شيء أكبرُ شهادة قُل
الله".
وتأتي أيّ أداةَ شرط جازمةً للفعلين المضارعين بعدها فنقول: "أياًّ تذهبْ أُرافِقْك". وقد جزمت هنا فعلي الشرط والجزاء.
وقد تزاد بعدها "ما" فنقول: "أيُّما رجل فعل كذا فهو مسؤول عن عمله". وجاءت في القرآن الكريم في حالة النصب: "أيّاً ما تدعو فله الأسماءُ الحُسنى".
وتأتي مفيدةً للإطلاق في الزمان أو المكان أو غيرهما. فنقول: "اجلِسْ في أيِّ مقعدٍ تشاء". و"مُرَّ عليّ في أيّ وقت تريد". وفي القرآن الكريم: "وما تدري نفسٌ بأيِّ أرض تموت"، وقوله تعالى:"في أيِّ صورةٍ ما شاء ركَّبك".
وتأتي صفةً للدلالة على الكمال فنقول: "إنه لعالمٌ أيُّ عالم" و"له شَأْنُ أيُّ شأْن".
وتكون للنداء في صيغة "أيُّها" يتبعها المعرَّف بأل: ووردت على هذه الصيغة كثيرا في القرآن الكريم: "يا أيُّها الناس""يا أيُّها الذين آمنوا".
أما عن التذكير والتأنيث للكلمة فقد اتفق اللغويون على تذكير أيُّها، وتأنيثها (أيتهما) في صيغة النداء لتصبحا مطابقتين للاسم الذي يأتي بعدهما تذكيرا أو تأنيثا:"أيُّها الرجلُ" و"أيتها المرأة". و"أيُّها السادةُ" و"أيَّتُها السيداتُ". وآيات القرآن شاهدة على ذلك منها قوله
تعالى: "يا أيُّها الرسول بلّغْ ما أُنزِل إليك من ربك". و"يا أيتها النفسُ المطْمَئِنَّة ارجعي إلى ربِّك راضيةً مَرْضِية". "يا أيها النبي جاهد الكُفّار والمنافقين". و"ثُمَّ أذَّن مُؤَذِّنٌ أيَّتُها الْعِيرُ إنكم لَسارقون".
وأرى أنه بعد أن وردت أيُّ في صيغة النداء مذكَّرة في نداء المذكّر، ومؤنَّثة في نداء المؤنث مما يفيد أنها قابلة للتذكير والتأنيث، فإن من الأفضل جعل جواز التذكير والتأنيث قاعدة تصبح به اللغة أكثر وضوحا وأجلى دَلالة، بدون أن يكون هذا واجبا، أي أني أقترح وجوب التذكير (حيث يجب
التذكير) والتأنيث (حيث يجب التأنيث) في صيغة النداء فقط. أما فيما عداها فيجوز أن نذَكِّر ونؤنث على حسب ما يأتي بعدها.
وقد أقرت هذا بعض المجامع اللغوية، واتبعته المعاجم الحديثة. وعلى ذلك نقول:"أيُّ رجل، وأيّةُ امرأة". و"أيُّ خطاب، وأيَّةُ فكرة".
وفي كتاباتي لا أتقيد بذلك بل أستعمل الوجهين، لكني لا أجعل من التذكير أو التأنيث واجبا بل أراه جائزا فقط. وذلك في غير صيغة النداء التي التزم فيها اللسان العربي بالتذكير في موضعه والتأنيث في موضعه.