الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يوجد على وقوع هذا الشيء دليل".
أما الخطأ فهو في استعمال أحدهما مكان الآخر. وهذا يقع كثيرا. فيقال مثلا:" هذا أمر مفتَرَضٌ ولا مناصَ منه" والصواب مفروض. ويقال: " قال ذلك لأنه فَرَضَ أن يكون ذلك قد وقع". والصواب لأنه افْتَرض.
فرْضية (بسكون الراء لا بفتحها)
فعل فرَض يَفرِض مصدره فَرْض بسكون الراء لا بفتحها. والأصل فيه أن يُطلق على ما لا يُستغنَى عنه أو ما لا يجوز تركه. فنقول: "الصلوات الخمس فَرْضٌ (أو واجب) على المسلمين". والجمع فُروض. (جمع فَعْل على فُعول قياسي مطرد بشروط يوجد تفصيلها في
كتب القواعد اللغوية) . ثم أدخلت ياء النسب وتاء التأنيث على فرْض فأصبحت الكلمة فرْضية بسكون الراء كما هي في المصدر قبل النسبة.
ومن معاني فَرض فَرْضا احتمال الشيء. وهنا تُستعمل مرادفة لافترض. ويقال: "لم يقع هذا الأمر، إلا أن الكثيرين فرضوا (أو افترضوا) وقوعه".
ونقول: "على فرْض (بسكون الراء) وقوع هذا الأمر فإن هذا لا يترتب عليه كذا أو كذا".
ومن قواعد علم المنطق أخذ الفرْض في الاعتبار. وهو يعني تصور أمر أو فكرة أو قضية ووضعها للنظر قبل التحقق من صدقها أو خطئها أو استحالة وقوعها، ثم اختبارها عن
طريق الملاحظة والتجربة لإثبات صحتها أو عدم صحتها.
وعليها نطلق كلمة الفرْضية (بسكون الراء) كما هي في المصدر: (الفرْض) . ونقول إذن: "هذه مجرد فَرْضية لا فرَضية (بفتح الراء) ، أو هذا مجرد فرْض لم يقم عليها أو عليه دليل".
وفي علم الفلسفة نطلق فَرْضية على قضية مسلَّمة أو موضوعة للاستدلال بها على غيرها.
وفي جميع استعمال اشتقاقات فعل فَرَض فَرْضا نجد أن تسكين الراء ثابت مما يجعل كلمة فَرَضية (بفتح الراء) خطأ شائعا خاصة على ألسنة بعض المثقفين في المشرق والمغرب العربيين على السواء.
لكن توجد أيضا كلمة فريضة بمعنى واجبة ونقول: "الصلاة فريضة بين الفرائض الأخرى" وجاء في القرآن الكريم: " فما اسْتَمْتَعتُم به مِنْهنَّ فأتوهن أجورهن فريضة. ولا جُناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة".
وتُطْلَق الفريضة أيضا على نِسَب الميراث التي فرضها الله للورثة في تركة الهالك. وعلم الفرائض هو علم قَسْم التَّركة بين الورثة حسبما جاء به الشرع. ويقال عن الفقيه الذي يتقن هذا العلم "فَرَضي" بفتح الراء. وفي هذا وحده تفتح الراء. لأن الفَرَضي منسوب إلى الفريضة. أَيْ قَسْم التركة. والنسبة إلى
فَعيلة هي فَعَلى (بفتح الفاء والعين) بشرط أن يكون المنسوب إليه صحيح عَيْنِ الكلمة وغير مضَعَّف. فنقول في النسبة إلى حنيفة حَنَفي، وإلى قبيلة قَبَلي. وإلى طبيعة طَبَعي، وإلى بَديهة بَدَهي، وإلى عَقيدة عَقَدي، وإلى صحيفة صَحَفِي. ٌّ وجميعها بفتح ثاني (عين) الكلمة لكن إذا نسبنا إلى الصحافة قلنا صَحَافِيٌّ.
لكنه شاع في الاستعمال طبيعي وبديهي وغيرهما على وزن فَعِيلي بدون إدخال أي تغيير على المنسوب إليه.