الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهكذا تتحدد معاني الكلمات أكثر، وتزداد دلالتها وضوحا. وإن ورد خلاف ذلك في بعض المعاجم فلْنهْجُره لتستقيم لغتنا ويسهل فهمُها أكثر.
وستكون لي فرصة توضيح للمنهجية التي التزمتُ بها في هذه الحلقات بعد وصولها نهايتها، حيث سأكتب عن هذه المنهجية مؤخَّرة، وليست مقدَّمة أو مقدِّمة.
مختلِف، ومختلَف فيه أو عليه
لا يفرق الكثيرون بين مختلِف (بكسر اللام) ومختلَف (بفتح اللام) ويضعون كل واحد منهما موضع الآخر.
والصواب كسر اللام حين يكون اللفظ دلالة على اسم فاعل وفتحها حين يكون دالا على اسم مفعول.
والأصل في ذلك أن فعل اختلف لازم ويمكن تعديته بحرف من حروف الجر. والتعدية بحرف الجر (من) أو (على) مثلا قاعدة لغوية. وقد وضحنا هذا في حرف الخاء عندما تحدثنا عن اختلف فيه واختلف عنه، ونعود إلى ذلك فيما يلي:
نقول: "اختلف الأمرُ". فالأمر مختلِفٌ. ونقول:" يختلِف النهارُ عن الليل والليلُ عن النهار". ونقول:"كلٌّ منهما مُختلِفٌ عن الآخر"
لكن عندما نقول:" اختُلِف في صحة هذا الخبر" نقول:" الخبر مختلَف في صحته أو عدمها".
وقد جاء في القرآن الكريم:" وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه". والفعل هنا لازم فنقول:" الذين أوتوه مختلِفون فيه"
وجاء لفظ مختلِف بكسر اللام في آيات عديدة من القرآن عندما يكون لازما. وذلك مثلا في قوله تعالى:"يخرج من بطونها شرابٌ مختلِف ألوانُه"، وقوله:" والسماء ذات الحُبُك إنكم لفي قول مختلِف". وورد في القرآن استعمال مختلِف في صيغة الجمع كقوله: "يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلِفون".
وكثيرا ما يقع الخطأ عندما يأتي لفظ مختلِف مضافا إلى ما بعده كمختلِف الأمور، ومختلِف الحاجات، ومختلِف