الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِوَحْدِها أو لِوَحْدِنا
في الأغاني المصرية الجميلة أغنية يتردد فيها: "عايْشِين لِوَحْدِنا" وأخرى تقول: "بَاحِبَّكْ لِوَحْدَك". والتعبيران يَرِدان -لا محالة- في لغة الأشرطة المصرية ويؤخذان على أنهما عربيان فصيحان.
لكن استعمال الإعلام العربي الفصيح لهما خطأٌ يجب تصحيحه. إذ يقال "جلستُ وَحْدي" بدون لام. و"نعيش وَحْدَنا"(أو مع بعضِنا) . و"أحبُّكِ وَحْدَكِ".
ولفظ وَحْد يأتي منصوبا إما لأنه مفعول مطلق لفعل: وحَد يَحِد وَحْدا، وإما لأنه حال: جلست وحْدي (أي منفردا) .
وقد يتعدى بعَلَى فنقول: "جلس عَلَى وَحْدِه" وفي الغالب يبقى في صيغة المفرد لا يُثنَّى ولا يُجمع. ولذلك أوصي توحيدا للغتنا أن نقتصر على تعبير: "جلست وحْدي" بدون إدخال أي حرف جر عليه لا اللام ولا على وذلك بغرض توحيد اللغة، وبدون تثنية. ولو أن التثنية جاء في بعض اللهجات أو اللغات. فلا نقول جلسا وحدَيْهِما وهو صواب، ولكن الأصوب أن نقول جلسا وحدهما، وجلسوا وحدهم.
لكن تجوز إضافة وحْد بصيغة المفرد في التعابير التالية أو ما شابهها فنقول: "هو نسيج وَحْدِه"، وهي "نسيج وَحْدِها"، وهما نسيج وَحْدِهما،
وهم نسيج وَحْدِهم، وهنّ نسيج وحدِهن. وهكذا. وتعني هذه التعابير أن المتحدَّث عنه لا نظير له، وأنه متميز بسمات الخير التي لا يضاهيه أو يفوقه فيها غيرُه.
وتُستعمَل كلمة النسيج في الغالب في الثوب، لأنه إن كان نسيجا ممتازا فلا يُنسَج على مِنْواله غيرُه. والمِنْوال هو الخشبة التي يحوك عليها الحائك الثوبَ، أي ينسج عليها الثوب.
وكلمة مِنْوال تعني أيضا نفس النَّسَق والأسلوب، ونقول:"إن الكاتب في كتابه الجديد نسج على منوال الكاتب الفلاني". أي على طريقته ومنهجيته وأسلوبه.