الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لذا أخصص فصلين من هذا الكتاب لتصحيح بعض تراكيب الإعلام العربي في هذا المجال الحساس:
العمليات الانتحارية
يستعمل البعض هذا التركيب للدلالة على العمليات التي يتسابق فيها الفلسطينيون للموت لأنهم استحبُّوه على الحياة وآمنوا أن الموت في سبيل الله جزءٌ من عقيدتهم فما لانوا ولا ضعُفوا ولا استكانوا، وإنما استرخصوا الروح طلبا للشهادة وفداءً لوطنهم لتحريره من الاحتلال.
والصواب استعمال نعت الاستشهادية بدلا عن الانتحارية التي تُستعمَل في حق "الكاميكاز" الذين لا تحركهم عقيدة دينية.
وعمليات التسابق إلى الموت في خضم الانتفاضة البَطَلة يراد بها وجه الله الذي حض المسلمين على القتال والموت في سبيله ليكونوا من الشهداء المغفور لهم بحكم وعده لهم بدخول الجنة بعد تكفير جميع ذنوبهم.
وفي ذلك وردت آيات عديدة في القرآن الكريم نقتصر منها على هاتين الآيتين:"ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزَقون فرِحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يَلْحَقوا بهم من خلفِهم ألَاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون". وقوله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسَهم
وأموالَهم بأن لهم الجنة يقاتِلون في سبيل الله فَيَقتُلون ويُقتَلون وعدا عليه حقا".
والسين والتاء في الاستشهاد تدل على الطلب، أي طلب الشهادة. وقد أجمع علماء الدين على أن الشهيد مغفور الذنوب ومخلد في الجنة تحقيقا لوعد الله. ولا كذلك المنتحر الذي ينحر نفسه وهو غير مؤمن بالله.
وقد أجمع علماء الدين على أن المنتحر مُدبِر ولا حظَّ له في الثواب.
وإذا كان الشهيد يُدفَن في ثيابه ودون غسل لأنه طاهر ويصلَّى عليه صلاة الشهداء، فإن المنتحِر لا يصلَّى عليه ولا يُدفَن في مقابر المسلمين، وذنبه بقتل نفسه غير