الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: "وجزاء سيِّئةٍ سيّئةٌ مِثْلُها" وقوله: "أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورةٍ مِثْلِه".
وبعض المعاجم الحديثة أدخلت تعبير مثل "هذا الشيء" خطأً وكان عليها أن تتلافاه. ومن أمثال العرب: "مِثْل النَّعامة لا طيرٌ ولا جمل". وهذا شطر بيت شعري.
مَثَلُه كَمَثَلُ
هذه صيغة أخرى تستعمل للتشبيه، يفتح فيها الميم والثاء من كلمة مَثَل بخلاف سابقتها (مِثْل) . والمثَل هو نظير الشيء وشِبْهه.
وقد ورد هذا التعبير كثيرا في آيات القرآن الكريم. ومن بينها قوله تعالى: "فمَثَلُه كَمَثَل الكَلْب إن تحمِلْ عليه
يَلْهث أو تتركْه يَلْهَثْ". "فمثَله كمثَل صَفْوانٍ عليه تراب". "مَثَلهم كَمَثَل الذي استَوْقَد نارا".
ويلاحَظ في هذه الآيات تكرار لفظ المثل (بفتح الميم والثاء) مسبوقا بكاف التشبيه لكن ورد في آيات أخرى الاقتصار على لفظ مَثل مبدوءا بحرف كاف التشبيه بدون تكرار لفظ مَثَل وذلك في قوله تعالى: "إنما مَثَل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء" وهذا يعني "مَثَل ماءٍ أنزلناه" وقوله: "مَثَل الذين كفروا بربهم أعمالُهم كَرَمادٍ"(أي مَثَل رماد) وقوله: "واضرب لهم مَثَل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من
السماء".
وأقترح أن لا يعوض في هذه التراكيب لفظ مِثْل بلفظ مَثَل اتباعا لنهج القرآن وتوحيدا للغة العربية.
وقد يردُّ عليَّ البعض فيقول ولماذا لا نقول في هذه التراكيب مِثْلُه مِثْلُ كذا لأنه لم يرد في المعاجم اللغوية التفريق بينهما، وأقول رغم ذلك يحسن التفريق بين التعبيرين لتوحيد اللغة ما أمكن ولنبتعد بها عن الفوضى. وهذا هو منهجي في هذا الكتاب.
وما دمنا نتحدث عن المِثْل والمَثَل فلْنذكر أن المثل بفتح الميم والثاء يطلق على "جملة مفيدة من المقولات تُقتَطع من كلام وتُنقَل مما وردت فيه إلى مشابهه
بدون تغيير". ومن هذه الأمثال العربية مثال: الجارَ قبل الدار" ولا يجوز النطق بالجار مرفوعا لأنه مفعول به منصوب بتقدير فعل احترِم الجارَ. والأمثال لا يتغير فيها لا لفظها ولا شكل حروفها.
ومن أمثال العرب: "الصيفَ ضيَّعْتِ اللَّبَنَ (بفتح الفاء دائما في آخر كلمة الصيف على أنه ظرف زمان) وبكسر التاء في ضيَّعْتِ لأن الخطاب في الأصل كان موجها لأنثى. والمطلوب المحافظة على المَثَل كما كُتب أو نُطق به من صاحبه.
والمِثْل، والمَثَل، والمِثال ليس لها معنى واحد. فالمِثال هو القالَب الذي يُقدَّر على مِثْله ونقول:"أعطى مثالا ساميا". و"فلان تلميذ فلان يُعمَل على مثاله"(ولا نقول على مَثَله بالفتح أو مِثْله بالكسر والسكون) . ونقول: "ضرب مثلا" ولا نقول مثالا. ففي القرآن الكريم: "وضرَب لنا مثَلا ونسِيَ خَلْقه".
وحينما نتحدث عن المَثَل بمعنى المقولة العربية نقول: "أورد مَثَلا من أمثال العرب"، ولا نقول من أمثلتهم. فهذا جمع مثال، ونقول:"فلان أصبح في الذكاء مَضْرِب الأمثال" أي يُضرَب به الْمَثل.