الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والدَّلَاّل هو من يحترف الوساطة بين البائع والمشتري، أو من يُعلِن عن الأثمان في سوق الدِّلالة.
وفي المعنى الأول يصبح مقتربا من كلمة سمسار، أي الذي يتوسط لإنجاز صفقة البيع.
دَقْرَطَة لا دَمَقْرَطَة
أصبح شائعا خطأ دَمَقْرَطة، إذ يقال "دَمَقْرَطة" المؤسسات، والنُّظم. وهي ترجمة حرفية لنظيرة هذه الكلمة في اللغات الأخرى. ولا بأس في ذلك ما دامت كلمة الديمقراطية مستعملة في العربية.
بيد أن دَمَقْرطَة بهذا الميزان لا تدخل في الأوزان العربية. إذ ليس منها وزن فَعَلْلَلَ. والقواعد النحوية تقول: إن مزيد
الفعل الرباعي بما يجعل منه خمسة أحرف له وزنان: إما بزيادة التاء في أوله حيث يصبح الرباعي بَعْثَر، أو زَلْزَل مثَلاً خماسيا فنقول:"تَبَعْثَرت الأوراق، وتَزَلْزَلت الأرض والجبال". وهذا هو وزن تَفَعْلَلَ.
وإما بزيادة حرفين، ولهذا وزنان: زيادة الهمزة والنون: افْرَنْقَع أي تَفرَّق، ووزنه افْعَلْلَلَ ورباعيُّه هو فَرْقَع أي فَرَّق. ووزنه فَعْلَلَ.
أو زيادة الهمزة والتضعيف: "اقْشَعَرَّ". ووزنه على هذا هو افْعَلَلَّ. وليس للرباعي المزيد بحرفين إلا هذا الوزنان أو الصيغتان.
وبناء على ذلك فميزان فَعَلْلَلَ غريب عن العربية ولم يرِدْ في كلام العرب. فكيف إذن نشتق المصدر من كلمة الديمقراطية ونحافظ على وزنه العربي؟ أجاب النُّحاة على ذلك بوجوب حذف حروف الزيادة من الكلمة. وهي الحروف المضمَّنة في جُملة سألتمونيها. أي السين، والهمزة، والتاء، والميم، والنون، والهاء. وهي التي تُحذف من الكلمة لتبقى موازين الأفعال والمصادر في صيغ الموازين العربية الصحيحة.
وفي استخراج مصدر من كلمة الديمقراطية لا تُحذف إلا الميم، لأنها وحدها في الكلمة من حروف الزوائد. أما الدال، والميم، والقاف،
والراء، والطاء، فليست من حروف الزوائد. وتثبت في المصدر والفعل ولا تُحذف فيهما.
وعلى ذلك يكون الصواب هو "دَقْرَطَة"، في المصدر، و"دَقْرَطَ" في الفعل الرباعي ونقول:"الدستور دَقْرَط مؤسسات الحكم". و"نحن في حاجة إلى دَقْرَطة أكثر للمؤسسات".
وميزان دَقْرطة (العربي الفصيح) أسهل على النطق من ميزان "دَمَقْرَطة" غير العربي الذي يَثْقل النطقُ به على اللسان لتوالي فتحتين على فاء (أول) الكلمة، وعينها. (ثانيها)(دَمَـ) . وكثرة استعمال لفظ "دقرطة" سيزيد نطقه سهولة.