الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو وضعنا مكان كلمة الذّريعة كلمة "بتعِلَّة" لاستقام الكلام. فالتعِلَّة في اللغة هي الجهْد في البحث عن علةٍ ما لتبرير أمر. وفِعْلُ تَعلَّل بالشيء يعني أن العِلّة أو السبب الذي يُجهد المرء نفسَه لتقديمهما غير مؤكدَيْن أو غير صحيحَيْن: "تعلّل التلميذ بالمرض لتبرير غيابه عن المدرسة.
قَبْر الانتفاضة أو إقبارها
يُستعمَل لفظ قَبْر مضافا إلى الانتفاضة على الشكل التالي:"يعمل "شارون" على قَبْر الانتفاضة" أي إيقافها والقضاء عليها.
وبالرغم من أن المعاجم اللغوية تتحدث عن وجود فعل ثلاثي لهذه المادة: قَبَر / يَقْبُر / قَبْرا، وأنه يستعمل للدلالة على دفن الميت، وعلى إخفاء الأمر حتى لا يبقى له أثر، فإني أفضل أن نترك الفعل الثلاثي للدلالة على دفن الميت، وأن نستعمل للدلالة على إخفاء الأمر الفعل الرباعي: أقبر / يُقبر / إقبارا. فنقول:" أقبر الموظفُ الملفَّ". ونقول:" هذه القضية أُقْبِرت ولم تعُدْ تُذكَر". ونقول:"شارون يعمل على إقبار الانتفاضة".
بهذا التمييز الذي أنصح به يكون لفظ القبْر الدال على مكان دفن الميت مشتقا من الفعل الثلاثي وجمعه قبور. والمقْبَرة: المكان الذي تجتمع فيه القبور مشتقة كذلك من الفعل الثلاثي.
وجاء في القرآن الكريم:"وأن الله يبعث من في القبور". وقوله تعالى: "ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر".
ومع ذلك يبقى استعمال "أقبر" في الدفن المادي صوابا بمقتضى أنه جاء استعماله كذلك في القرآن:"ثم أماته فأقبره". ولكني أفضل التمييز بين الكلمات حتى يكون لكل كلمة معنى خاص بها وهذه منهجيتي في هذه الحلقات التي يتألف منها هذا