الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجرور إذا كان مفردا وليس جملة أو شبيها بها.
سوف يكون. ولن يكون، وسوف لن يكون
سوف أداة تسبق الفعل المضارع فتخصصه للاستقبال البعيد. نقول: "سوف أراك الشهرَ المقبل". أما الاستقبال القريب فتستعمل له أداة "سَـ""سأسافر" أي في زمن قريب.
بعض المعاجم لا تحدد فرقا بينهما. ومنهجيتي هي العدول عن المترادف لتكون اللغة واحدة لا لغتين أو لغات.
وتقتضي البلاغة أحيانا أن يعبَّر بأحدهما عوضا عن الآخر بحسب اعتبار المتكلم الذي يريد أن يقول: إن البعيد قريب، أو إن القريب بعيد.
ففي القرآن الكريم: "ولسوف يُعطيك ربك فترضَى"، وجاء فيه:"وسَيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلَب ينقلبون". فالتعبير الأول بسوف يفيد المستقبل البعيد، لكن المراد به المستقبل القريب، والتعبير الثاني بالسين يبدو بعيدا وهو في الحقيقة قريب.
والبعد والقرب مسافتان نسبيتان. فما يراه البعض قريبا يراه البعض بعيدا. وجاء في القرآن: "إنهم يَرَوْنه بعيدا ونراه قريبا".
ويدخل في هذا اعتبارُ ما هو متوقَّع (أو مؤكَّدٌ) أي حصولُه في المستقبل فيصبح أمرا واقعا أو وَقَع فعلا". وفي هذا تُسْتَعْمَل صيغة الماضي لا
المستقبل. لأن المتوقَّع كالواقع. وهذه قاعدة بلاغية. مثال ذلك قول الله في كتابه: "اقتربت الساعة وانشَقَّ القمر". أي وسوف ينشقُّ القمر، ولكن لتأَكُّد الوقوع استُعمِل الماضي.
وكثيرة هي القواعد البلاغية التي يُعطَى فيها لمقاييس الزمان أبعاد مغايرة. كأن نتحدث عن الماضي بصيغة المضارع في المستقبل. ويسمَّى هذا فعل المضارع المتجدِّد الذي يأتي في صيغة الحاضر المستمر. ويمثلون لذلك بهذا البيت الشعري الشاهد، أي الذي هو من بين شواهد اللغة وهو:
أَوَ كُلَّما وردتْ عُكاظَ قبيلةٌ
بعثوا إليَّ عريفَهم يَتَوَسَّمُ؟
فالشاعر هنا استعمل المضارع في صيغة الحاضر بعد ذكره الماضي في عبارة بعثوا. لأن هذا التوسم يقع ويتجدد كلما وردت قبيلةٌ على عكاظ. فلم ينحصر في زمان. واقتضى هذا استعمال فعل المضارع المتجدد.
أفضل وأنصح أن تستعمل السين (سَـ) للمستقبل القريب، وسوف للمستقبل البعيد. ففي ذلك إغناء للغة الضاد وتدقيق للمفاهيم. وعندما نريد نفي الفعل المضارع ونصبه نستعمل تعبير:"لن يكون هذا الأمر". ولن حرف نصب واستقبال، ولا نحتاج إلى أن نضيف بعد حرف لن عبارة "في المستقبل"، حتى لا يكون في