الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا الاتجاه الذي أصبح سائدا ليس ترجمة حتى لو أضفنا إلى كلمة ترجمة نعت حرفية، بل هو شَطَط لغوي غير مقبول.
ومما يدخل في هذا الشطط جعل ما هو مؤنث في اللغة المترجم عنها مؤنثا في العربية كذلك، وما هو مذكر في اللغة المترجَم عنها مذكرا كذلك، مما يُحدِث خَلْطا مَشينا في العربية.
وسنعطي فيما يلي أمثلة عن هذا الخلط غير المقبول.
المشكلُ يَفرض نَفْسَه
إنه ترجمة حرفية للتركيب الفرنسي: "Le problème se pose" وقد أصبحت المشكلة (بصيغة التأنيث) هي المشكل (بصيغة التذكير) ، لمجرد أن المشكلة في الفرنسية تصاغ
بصيغة التذكير (le problème) . وكاد تأنيث الكلمة (المشكلة) يضيع تحت هذا التأثير أو هذا الخلْط الذي لا داعي له.
لم يكن معروفا في اللغة العربية الحديث عن قَضية مُشْكِلَةٍ بلفظ المشكل، بل دائما بلفظ مشكلة:" مشكلة إصلاح التعليم""مشكلة ضحايا السير""مشكلة انقطاع الكهرباء". أما المشكل في الفقه فهو الذي يوصَف به الخُنْثَى. وهو إنسان يجمع بين خاصِيات الذكورة والأنوثة. وإذا كان لا يتمحَّص لنوع منهما يُنعَت بالمُشكل لأنه يبقى لغزا لا هو ذكر ولا هو أنثى. وقد قرأنا في كتاب الشيخ خليل الجامع لأحكام الفقه
: "إن بال الخُنْثى فلا إشكال". أي أن بوله من الذكر، أو بوله من الفرج يجعلانه يتمحص بدون إشكال للذكورة أو الأنوثة".
وأما تعبير "يفرض نفسه" فهو ترجمة من الفرنسية لتعبير."se pose" وهو في الفرنسية فعل ضميري "Pronominal"أي فعل يُصَرَّف مع ضمير الفاعل ويسبق فيه حرفُ (se) ضميرَ الغيبة في المفرد. فترجمه مرتكبو الشطط اللغوي بكلمة "نفسَه".
ومن الأفضل أن يقال في العربية: "المشكلة مطروحة". ونقول بناء على ذلك: "المشكلة النَّوَوية""ومشكلة التسلح النووي"، "ومشكلة الصراع العربي الإسرائيلي"، "والمشكلة