الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكن وزن تَهلِكة بكسر اللام ورد في مصدر هلك أيضا.
ولأن مصدر تفعُلة نادر فقد سماه بعض النحاة اسم مصدر وليس مصدراً فهذا وزنه هو تَفْعِلة.
وقرأ الخليل بن أحمد الفراهيدي مؤلف أول معجم عربي اسمه "العين" وواضع علم العروص التهلُكة في الآية أعلاه بكسر اللام.
تساقُطات ورَذَاذ
شاعت كلمة تساقُطات في النشرة الجوية للدلالة على نزول أمطار غير غزيرة.
ولم يدخل هذا اللفظ المعاجم العربية، ولا أعلم أنه أقرته مجامع اللغة العربية لحد الآن للدلالة على المطر الخفيف.
نعم إن فعل تَساقَط مَصُوغٌ على وزن تَفَاعَلَ الذي يفيد التتابع والتنامي. وبالتالي إذا قلنا تَساقَط المطرُ فذلك يعني أن المطر امتد سقوطه وتتابع وتنامى، أي كَثُر. وهو بذلك يدل على الكثرة لا على خفة المطر وقلته.
ونقول: "تساقَط الشخصُ وهو ماشٍ على قدميه" أي زلَّت قدماه وانهار، أي سقط على الأرض. وعليه فالصواب:"سقطت أمطار" ونُتبع الأمطار بنعت يكشف حجمها. فنقول "سقطت أمطارٌ غزيرةٌ، أو منهمرةٌ، أو خفيفةٌ. أو سقطت قطَراتٌ مَطَرِيَّة".
ويحسن عند استعمال تساقطات أن نَنعَتها على الأقل بنعت "مَطَرِيَّة" ليُفهم المراد منها. لكني أوصي بعدم استعمالها لما ذكرتُه من قبل. والأحسن القول: نزلت أمطار.
والعرب يطلقون على المطر الخفيف اسم كلمة رَذَاذ. ونقول. "هذا الرَّذاذ يُنذِر بمطر مُنْهمِر".
كما يُطلق لفظ غَيْث على المطر المفيد للحرث. لأنه يُغيث الله به عباده إذ ينعمون بآثاره الطيبة. وهو أيضا غَوْثٌ من الله.
وفي القرآن: "وهو الذي يُنَزِّل الغَيْثَ من بعد ما قَنَطوا وينشرُ رحمَته". ومن أقوال العرب: "وأول الغَيْث قَطْرٌ ثم
يَنْهَمِر". وهو نصف بيت شعري.
ومن دقائق اللغة العربية أن الغيث يُستعمَل في خير ما يَنزِل من السماء. أما استعمال "مطر" بصيغة الإفراد فكثيرا ما يأتي للدلالة على الماء الذي يأتي بالفيضانات والكوارث. ولا يفيد هذا المعنى بصيغة الجمع. فالأمطار على ذلك غير المطر. الأمطار محمودة العاقبة. والمطر له عواقب وخيمة. وفي القرآن الكريم: "فأمطرنا عليهم مَطَرًا فساء مطر الْمُنْذَرين". وفيه أيضا: "وأمطرنا عليهم حِجارة من سِجِّيل".