الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما كانوا يستخدمون الكلاب المعلمة1 والبزاة للقبض على الصيد، أو تعطيل الحيوان حتى يصل إليه الصائد فيرميه بالسهم، أو يطعنه بالرمح، أو بالمعراض وهو خشبة محددة الطرف أويوضع في طرفها حديدة. كما كانوا يستخدمون الفخاخ والشباك والأشواك المنشورة، ومنها ما يدس تحت التراب من الحديد للبقر والحمير؛ فإذا تخطت فيه حطت أرجلها ولذعها فرمحت فيقطع أعصابها حتى لا يكون بها حراك ثم يدركها الصائد2.
أما صيد البحر فقد كان مزاولًا يزاوله سكان السواحل، وقد يزاوله أهل الحاضرة، ولا يستبعد أن يكون بعض أهل المدينة قد زاولوه في أسفارهم ورحلاتهم، وقد ورد ذكر الصيد بنوعيه في القرآن الكريم مما يدل على أن الناس كانوا يزاولونه، وينتفعون به ويعولون عليه في حياتهم ومعاشهم3.
1 البخاري 1/ 42.
2 نفسه 2/ 11- 13: الدلالات السمعية 669- 770.
النشاط التجاري
من البديهي ألا تشذ يثرب عن حياة المدن والقرى الاستقرارية التي تتحمل الأعمال الدائمة وتتلازم مع الأعمال الزراعية والصناعية والتجارية. وإذا كان أهلها -في الأغلب- يعيشون على غلات الأرض والبساتين، وكانت خصوبة التربة تغنيهم عن الضرب في مناكب الأرض ابتغاء الرزق؛ فإن طبيعة كونها مدينة وحولها القرى والأعراب لا بد أن تجعل فيها حركة تجارية، وأن يكون كثير من أهلها قد تفرغوا لأعمال التجارة. ولقد وردت في القرآن الكرريم آيات مدنية كثيرة فيها بعض الأوامر والنواهي والتشريعات1، بما يمكن أن يلهم أنه كان في المدينة حركة تجارية غير
1 انظر سورة البقرة 383. النساء 29. التوبة 241. النور 16. الجمعة9- 11.