الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكرى المولد النبوي
(1)
" قيلت في الاحتفال بالمولد النبوي سنة 1348 هـ "
حَيِّ ذاكَ الْبَدْرَ بالزَّهْرِ النَّظيمِ
…
وامْلإِ الجَفْنَ بِمَرْآهُ الوَسيمِ
إنَّهُ يَحْكي مُحَّيا المصْطَفَى
…
إذْ بَدا بَيْنَ المُصَلَّى والحَطيمِ (2)
إنْ تَكُنْ يا بَدْر تَزْهو بِسَناً
…
يُرْشِدُ السّاريَ في اللَّيْلِ الْبَهيمِ (3)
فَسَنا أحْمَدَ يَهْدي أُمماً
…
وُيريها سَنَنَ العِزِّ المُقيمِ
عُجْ بِرَوْضٍ باكَرَ الطَّلُّ بِهِ
…
دَوْحَ وَردٍ هَزَّهُ كَفُ النَّسيمِ (4)
تَلْقَ في الرَّوْضِ شَذاً يُشْبِهُ ما
…
لِنَبِيِّ اللهِ مِنْ خُلْقِ كَريمِ
إنْ تَكُنْ يا رَوْضُ يَزْهوكَ جَنًى
…
هُوَ زَهْوُ الْعَيْنِ أوْ عِطْرُ الشَّميمِ
فَلِطَهَ كَلِمٌ يَسْلو بِهِا
…
عاشِقُ الحِكْمَةِ عَنْ كُلِّ نَعيمِ
(1) ديوان الإمام محمد الخضر حسين "خواطر الحياة".
(2)
الحطيم: جدار حِجْر الكعبة.
(3)
الساري: الذي يسير عامة الليل. البهيم: الأسود.
(4)
عجْ: يقال عاج بالمكان: أقام به.
إنْ تَرَ العَضْبَ بِيُمْنى بَطَلٍ
…
هَزَّهُ بَيْنَ قَتيلٍ وَكَليمٍ (1)
فاذْكُرِ العَزْمَ الَّذي لاقى بِهِ
…
خاتَمُ الرُّسْلِ أَذى كُلِّ زَنيمِ (2)
غَيْرَ أنَّ العَضْبَ يَقْضي مُرْغماً
…
في الوَغى حاجَةَ جَبَّارٍ نَهيمٍ (3)
يا خَصيماً لِهُدى أحْمَدَ ما
…
لِخَصيمِ الحَقَّ مِنْ قَلْبٍ سَليمِ
دُونَكَ التَّاريخُ لا تُبْقي مدىً
…
في حَديث إنْ تَشَأْ أوْ في قَديمِ
هَلْ رَأى النَّاسُ كِتاباً عَجَباً
…
مِثْلَ ما يُتْلى مِنَ الذِّكْرِ الحَكيمِ؟
ويحَ قَوْمٍ سَحَرَتْ أعْيُنَهُمْ
…
هذه الدُّنيا بِمَرْعاها الوَخِيمِ (4)
غَرِقوا في لَهْوِها واتَّخَذوا
…
مِنْ مُوالاةِ الهوى أشْقى نَديمِ
نكًروا القُرآنَ بالذَّوْقِ الَّذي
…
يُؤْثِرُ الذَّرَّ على الدُّرِّ اليَتيمِ (5)
دَعَوُا الإلْحادَ إصلاحاً وَهَلْ
…
يَعْرِفُ الإصْلاحَ ذُو ذَوْقٍ سَقيمِ
ورَسولُ اللهِ هادٍ للعُلا
…
مُنْذِرٌ عاقِبَةَ الفِعْلِ الذَّميم
مَثَلٌ أعْلى لِنَفْسٍ جَمَعَتْ
…
سَطْوَةَ العادِلِ في أُنْسِ الحَليمِ
عِزَّةٌ قَعْساءُ في أسْنى تُقًى
…
هِمَّةٌ شَمَّاء في قَلْبٍ رَحيمِ (6)
(1) العضب: السيف القاطع. الكليم: الجريح.
(2)
الزنيم: الدعي اللئيم.
(3)
النهيم: ذو النهم: وهو إفراط الشهوة في الطعام.
(4)
ويح: كلمة ترحم وتوجع، وقيل: هي بمعنى: ويل. الوخيم: غير موافق.
(5)
الذر: صغار النمل.
(6)
عزة قعساء: أي: ثابتة منيعة.
هُوَ إذْ يُرْهِفُ حَداً لِلَّذي
…
عاثَ أوْ يأذَنُ في حَرْبِ الخَصيمِ (1)
لم يُرِدْ إلَّا سَلاماً سائِدًا
…
واعْتزِازاً لِذَوي الدِّينِ القَويمِ
إنْ تَكُنْ تَعْجَبُ فاعْجَبْ لِيَدٍ
…
لَبسَتْ قُفَّازَ أفَّاكٍ أثيمٍ (2)
كتَبَتْ تَزْعُمُ مِنْ شَقْوَتها
…
أنَّهُ لَمْ يَكُ بالشَخْصِ العَظيمِ
عَلِّموها أئهُ أعْظَمُ مَن
…
سارَ في النّاسِ على هذا الأديمِ (3)
صاحبَ الرَّوْضَةِ في طَيْبَةَ نَمْ
…
آمِناً طُغْيانَ ذا الخَطْبِ الجَسيمِ (4)
إنَّ في الشَّرْقِ رِجالاً نهَضوا
…
يَقْرَعُونَ الخَطْبَ بالعَزْمِ الصَّميمِ
لا يُبالونَ إذا ما جاهَدوا
…
غَضَبَ الغاشِمِ أوْ كَيْدَ اللَّئيمِ
قَدَّسَ اللهُ ثَرى قَبْرِكَ ما
…
نَفَحَ القُرآنُ بِالْهَدْيِ العَميمِ
وأقامَ العِلْمُ آياتٍ عَلى
…
أنَّهُ تَنْزيلُ خلَّاقٍ حَكيمِ
(1) عاث في الشيء: أفسده. الخصيم: المخاصم.
(2)
اليد: يريد بذلك ما كتبه علي عبد الرازق في جريدة "السياسة" بالقاهرة يوم 12 ربيع الأول 1346 هـ. وقد رد عليه صاحب الديوان بمحاضرة تحت عنوان: "العظمة". انظر الرد في هذا الكتاب.
(3)
الأديم: الأرض.
(4)
طيبة: اسم المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام -.