الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من السن الساقطة.
ومن أثر عبادتهم للكواكب: تسميتهم أبناءهم بأسماء مضافة إليها؛ نحو: عبد شمس، وعبد المشتري.
*
البرهمية في العرب:
اشتهر دين البرهمية في سكان عمان (1)، والبرهمية منسوبة إلى برهم، وهو المعبود الأول أو الأكبر عند أصحاب هذا المذهب المنتشر في الهند، ويصفون هذا المعبود بأنه أصل كل الموجودات، واحد أزلي (2).
وبرهما في الهند هيكل يعبده البراهمة (3)، ويتوجهون إليه بالدعاء، وهم يعبدون مع ذلك الشمس؛ بدعوى أنها ينبوع النور والحرارة، فهي أول المعبودات في زعمهم، ويستدل بعضهم بهذا على أن البرهمية فرع للمجوسية قبل ظهور زرادشت.
*
دين الصابئة في العرب:
من العرب من كانوا على دين الصابئة، ومذهب الصابئة يقوم على عبادة الملائكة، ذلك أنهم قالوا: إنا نحتاج في معرفة الله وأحكامه إلى متوسط روحاني، ولما لم يتيسر لهم مشاهدة الروحانيات، والتلقي منها، لجؤوا إلى الكواكب؛ بزعم أنها هياكل الروحانيات، وصاروا يعبدون الكواكب
(1)"خلاصة تاريخ العرب" لسيديو.
(2)
يريدون به: الطبيعة، ولهذا كانت لهم آلهة متعددة يمثل كل منها مظهراً من مظاهر الطبيعة.
(3)
انظر: كتاب محمود بن سبكتكين الذي بعث به إلى ديوان الخلافة عند فتح الهند في ترجمة ابن سبكتكين من "تاريخ ابن خلكلان".
تقرباً إلى الروحانيات التي تقربهم - فيما يزعمون - إلى الباري جل جلاله، والكواكب التي كانوا يعبدونها: السبع السيارات، أو بعض الكواكب الثابتة، فصابئة الروم تعبد السيارات، وصابئة الهند تعبد الثوابت (1).
ثم إن جماعة منهم قالوا: إن الهيكل السماوية لا ترى في كل الأوقات؛ لأن لها طلوعاً وغروباً، وظهوراً بالليل واحتجاباً بالنهار، فلا يمكن التقرب بها في كل وقت، وبدا لهم أن يقيموا أشخاصاً مبصرة لهم في كل وقت يتوسلون بها إلى الهياكل، فاتخذوا أصناماً على مثال الهياكل، ونصبوا كل صنم في مقابلة هيكل.
وقد بعث الله تعالى إبراهيم عليه السلام، فحاجَّ الفريقين: عباد الكو اكب، وعباد الأصنام.
ومن أثر ديانة الصابئة في بلاد العرب: اعتقادهم بالأنواء (2)، وييان ذلك: أن للقمر ثماني وعشرين منزلة، وتسمى هذه المنازل بأسماء كواكب تظهر فيها، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة، وطلوع ما يقابلها، يكون مطر، فيقولون: مُطرنا بنوء كذا، والنوء: الكوكب الطالع؛ لأنه إذا سقط الساقط بالمغرب، ناء الطالع؛ أي: نهض وطلع بالمشرق.
وقيل: النوء: اسم للكوكب الذي يغرب، وقد أشار الحديث الشريف إلى بطلان هذه العقيدة بقوله: "فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته،
(1) سميت ثوابت، وإن كانت متحركة؛ لأنها ثابتة الأبعاد، لا يقرب أحدها من الآخر، ولا يبعد عنه، ولا تتغير عن جهاتها.
(2)
وقيل: النوء: اسم لسقوط النجم في المغرب مع الفجر، وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق.