الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1145 -
وفي السادس عشر من شهر ربيع الآخر توفي القاضي الأجل الوجيه
أبو الفتوح ناصر ابن الشيخ أبي الحسن علي بن خلف الأنصاري الشافعي العدل المعروف بابن صورة
، بمصر، ودفن بقرافتها.
سمع من الفقيه أبي القاسم عبد الرحمان بن سلامة القضاعي. وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك بن عيسى الماراني، ومن بعده، وكان سمسارا في الكتب بمصر وله في ذلك حظ كبير. وكان يجلس في دهليز داره لذلك، ويجتمع عنده في يومي الأحد والأربعاء أعيان الفضلاء والرؤساء وتعرض عليهم الكتب التي تحضر للبيع ولا يزالون عنده كذلك إلى انقضاء وقت السوق ملازمين لذلك. ولما توفي الحافظ أبو طاهر السلفي سافر إلى الاسكندرية لبيع كتبه.
اجتمعت معه وما علمته حدث بشيء.
1146 -
وفي ليلة العشرين من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأجل العالم
أبو أحمد عبد الوهاب ابن الشيخ الأجل الأمين أبي منصور علي بن علي بن عبيد الله البغدادي الصوفي المعروف بابن سكينة، وهي جدته أم أبيه
، ببغداد، ودفن من الغد بباب رباط الزوزني.
ومولده في ليلة العاشر من شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي سبط الشيخ أبي منصور الخياط، وعلى الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني وغيرهما، ورافق الإمام أبا سعد عبد الكريم ابن السمعاني، وسمع معه من جماعة. ثم قرأ هو بنفسه وحصل المسموعات، وسمع ببغداد من والده أبي منصور الأمين وجده لأمه شيخ
⦗ص: 202⦘
الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري، ومن آباء القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، ومن أبي منصور عبد الرحمان بن محمد بن عبد الواحد القزاز، ومحمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، والحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، والشريف أبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله. وسمع من القادمين عليهم: من الإمامين: أبي عبد الله محمد وأبي سعد عبد الصمد ابني حمويه بن محمد بن حمويه الجوينيين، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي وجماعة جمة. وسمع بالكوفة من الشريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي، وأبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة الحارثي، وسمع بمنى من والدته أم عبد الرحمان، وأم البنين آمنة بنت شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد الصوفي.
وخرج له صاحبنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود ابن النجار مشيخة في جزءين.
وحدث بمكة، والمدينة -شرفهما الله تعالى- وببغداد، والشام ومصر. ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد غير مرة. وحدث زيادة على أربعين سنة. وكان من الصالحين والعباد العاملين لازما لطريقة السلف الصالح مشتغلا بما ينفعه في الآخرة من المتجر الرابح.