الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما إذا كان خارج المسجد فلا يخرج لذلك، وقضاء حوائج المسلمين إذا كان هذا الرجل معنيا بها فلا يعتكف لأن قضاء حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف لأن نفعها متعدٍّ، والنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر، إلا إذا كان النفع القاصر من مهمات الإسلام وواجباته (1) .
رفض والده ولم يسمح له بالاعتكاف
- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:
ما حكم من لم يسمح له والده بالاعتكاف لأسباب غير مقنعة؟
فأجاب: الاعتكاف سنة، وبر الوالدين واجب، والسنة لا يسقط بها الواجب، ولا تُعارِض الواجب أصلاً لأن الواجب مقدم عليها.
وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: "مَا تَقَرَّب إِلَيَ عَبدِي بِشَيء أحَبُّ إِليَ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيه" فإذا كان أبوك يأمرك بترك الاعتكاف ويذكر أشياء تقتضي ألا تعتكف لأنه محتاج إليك فيها، فإن ميزان ذلك عنده وليس عندك، لأنه قد يكون الميزان عندك غير مستقيم وغير عدل؛ لأنك تهوى الاعتكاف، فتظن أن هذه المبررات ليست مبررا وأبوك يرى أنها مبرر.
فالذي أنصحك به ألا تعتكف؛ نعم. لو قال أبوك: لا تعتكف، ولم يذكر مبررات لذلك فإنه لا يلزمك طاعته في هذه الحال؛ لأنه لا يلزمك أن تطيعه في أمر ليس فيه ضرر عليه فى مخالفتك إياه وفيه تفويت منفعة لك (2) .
هل للمعتكف في الحرم أن يخرج للأكل أو الشرب
؟
- وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:
هل للمعتكف في الحرم أن يخرج للأكل أو الشرب وهل يجوز له الصعود إلى سطح المسجد لسماع الدروس؟
(1)"فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين"(1/550، 551) .
(2)
"فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين"(1/551) .
فأجاب: نعم.. يجوز للمعتكف في المسجد الحرام أو غيره أن يخرج للأكل والشرب، إن لم يكن في إمكانه أن يحضرهما إلى المسجد؛ لأن هذا أمر لابد منه، كما أنه سوف يخرج لقضاء الحاجة، وسوف يخرج للاغتسال من جنابة إذا كانت عليه الجنابة. وأما الصعود إلى سطح المسجد فهو أيضًا لا يضر لأن الخروج من باب المسجد الأسفل إلى السطح ما هي إلا خطوات قليلة ويقصد بها الرجوع إلى المسجد أيضًا، فليس في هذا بأس (1) .
ما الذي يباح للمعتكف؟
وسئل فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين -حفظه الله-:
نود أن نعرف ما الذي يباح للمعتكف؟
فأجاب: المعتكف كما أسلفنا يلتزم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل وعبادته، فينبغي أن يكون أكثر همَّه اشتغاله بالقربات من الذكر وقراءة القرآن وغير ذلك، ولكن المعتكف أفعاله تنقسم إلى أقسام: قسم مباحٌ، قسمٌ مشروع ومستحب، وقسمٌ ممنوعٌ.
فأما المشروع: فهو أن يشتغل بطاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته والتقرب إليه؛ لأن هذه هو لُبُّ الاعتكاف والمقصود منه، ولهذا قُيد في المساجد. وقسم آخر هو الممنوع: هو ما ينافي الاعتكاف، مثل أن يخرج الإنسان من المسجد بلا عذر، أو يبيع ويشتري، أو يجامع زوجته، أو ما أشبه ذلك من الأفعال التي تبطل الاعتكاف لمنافاتها لمقصوده.
وقسمٌ ثالث: جائز مباح، كالتحدث إلى الناس، والسؤال عن أحوالهم وغير ذلك مما أباح الله تعالى للمعتكف، ومنه: خروجه لما لابد له منه كخروجه لإحضار الأكل والشرب، إذا لم يكن له من يحضرهما وخروجه لقضاء الحاجة من بول وغائط، وكذلك خروجه لأمر مشروع واجب؛ بل هذا واجب عليه، كما لو خرج ليغتسل من الجنابة، وأما خروجه لأمر مشروع غير واجب، فإن اشترطه فلا بأس، وإن لم يشترطه فلا يخرج، وذلك كعيادة المريض، وتشييع الجنازة، وما أشبههما، فله ان يخرج لهذا إن اشترطه،
(1)"الفتاوى لابن عثيمين - كتاب الدعوة"(1/205، 206) .