الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إنَّما الدنيا سرابٌ خادع
…
يصرف اللاهي به عَمَّا وراء (1)
كل لَذاتٍ بها موقوتة
…
شفي ثناياها بذور الانتهاء
فاصرف الإحساس عنها وانتظر
…
دائم اللذات في دار البقاء
إ-نه آتٍ -بلا رَيْب- فلا
…
تغمِضِ الأجفان عن آتي القضاء (2)
شهر الرضا والنور
(*)
ألا أقبِلْ هُدى ورضًا ونُورَا
…
وخيرًا عامرًا يغْشَى المَزُورَا
نُعِدُّ ليُمْن موسمك التّهاني
…
نَعُدُّ ليوم مقْدمك الشّهورا
لنملأ بالندا المُهَجَ الصَّوادِي
…
ونَرْوي من سنَا التّقوى الصّدورا
بنور تلاوةِ القرآنِ نُجْلِي
…
بصائرنا.. نضيء بها القُبورا
نصومُ.. -نقومُ في- شوق وجد
…
وعند الله نحْتسبُ الأجورا
بِكَ الأرواحُ ترشفُ وهْي ظمأى
…
شرابًا.. منكَ تسكُبه طهورا
تَلَقّاهُ.. فيُسكرها هيامًا
…
وتُسْقَاهُ.. فَتغمُرها سرورا
فُيوضاتٌ من المنّان تَتْرَى
…
مواكبُها.. نُعاينُها سُطورا
بآياتٍ من التنزيل تُحْيي
…
عزائمنا.. فتأَبى أن تخُورا
فتلك إشارَةٌ بالقُرْب تُسْدَى
…
فتدفَعُ عنكَ شرًا مستطيرا
وتلك إشارةٌ بالعفْو تُزْجَى
…
فأوقن أنّ لِي ربِّا غُفورا
(1) عما وراء: المراد به الآخرة التي تأتي بعد الدنيا والحياة.
(2)
مجلة منبر الإسلام.
(*) ديوان شعر لفريد قرني.
وتلك تشير للعُقبى.. لتخَشى
…
بها يومًا عبوسًا قمْطريرا
ويا رمضانُ يا كرمًا وجُودًا
…
تخوضُ البُشْريات بها بُحورا
بكَ الحسناتُ يا شهْر التجلّي
…
يضاعفُها لنا المولى.. كثيرا
وأرضُ المسلمين.. -لكل -برٍّ
…
تعجُّ مساجدًا.. وتموجُ دُورا
وأبوابُ الجنانَ.. مفتّحات
…
حُلاها ازيَّنَتْ.. غُرفا وحُورا
وأبواب الجحيم.. مغلقات
…
وتجتنب الشياطين.. الظهورا
وفيكَ بليلة القدْر العطايا
…
وإنَّ لشانها الأمرَ الخطيرا
هلالكَ.. حلوُ موعدِه ابتهاجٌ
…
يفيضُ على الجميع.. رضًا ونُورا (1)
أشرق.. يا رمضان (*)
أشرق على الأكوان يا رمضان
…
فلأنت فيها صبحها الريان
أشرق وفجر في البرية فجرها
…
إن الوجود إلى السنا ظمآن
أو ما حملت إلى الحياة حياتها
…
فهدى الحياة وروحها القرآن
ناديت كل العالمين لشرعة
…
في ظلها تتوحد الأكوان
لا لون بل لا جنس فيها سابقٌ
…
بل بالتقى فيها الفتى يزدان
فيها بلالٌ للشموس مزاحمٌ
…
والمسلمون بِظلها إخوان
وبنورها الإسلام عانق مجده
…
ولحكمه قد دانت التيجان
هي شرعة طلعت صباحًا زاهرًا
…
فالكون من نورٍ لها مزدان
بعثت حصا الصحراء فانتفض الحصا
…
قممًا بها كم يزدهي الشجعان
(1) مجلة منبر الإسلام.
(*) ديوان شعر للشيخ أبو زيد إبراهيم سيد.
والرمل أورق بالفوارس والقنا
…
وتفجر الإيمان والفرقان
والليل ليل الجاهلية قد هوى
…
وهوت على أقدامه الأوثان
والليل ليل الجاهلية قد هوى
…
وهوت على أقدامه الأوثان
والصبح يكتسح الظلام ضياؤه
…
ويرن في سمع الورى آذان
الله أكبر أي روحٍ قد سرت
…
فصحا على أنوارها الإنسان
إنَّ الحياة الحق في ظل الهدى
…
قرآن ربي إنه الفرقان
***
يا أيها الشهر الكريم ومن به
…
تسمو النفوس ويخشع الوجدان
فالصوم تزكية النفوس وطهرها
…
ولكبح كل زرية ميزان
والصوم تربية الضمير فمن سما
…
فيه الضمير تألق الإيمان
كم صائم والصوم منه مبرؤ
…
وبرجسه يتفاخر الشيطان
صوم الجوارح أن تكف عن الأذى
…
لا صوم في صوم به أضغان
والصوم صدق وانطلاق عزيمةٍ
…
في الله يكبو دونها الكسلان
والنصر في بدرٍ وجالوتٍ أما
…
أزكى عزيمة جنده رمضان
كم صاغ دين الله أعظم قادةٍ
…
بهم ازدهت وتفاخرت أوطان
في الليل رهبان قيامٌ سُجّدٌ
…
وإذا النهار أتى هم الفرسان
تلقاهم القرآن في أخلاقهم
…
وسلوكهم هم للهدى عنوان
سل أرض أندلس تجبك حضارة
…
وعدالةٌ غنَّت بها الأسبان
الفتح بالأخلاق قبل سيوفهم
…
كان الأساس وما بهم عدوان
يا أيها الشعر العظيم تحية
…
هل منك درسٌ يأخذ الإنسان
في عصرنا عصر الفضاء وذرة
…
يغلي بعالم عصرنا بركان
والعلم ما هو للسلام وإنما
…
هو في التقدم يسحق العمران
مقياس حسن الاختراع وخيره
…
كم من نفوسٍ تأكل النيران
إن الوحوش بغابها قد روعت
…
وخلا من الغاب القصي أمان
عجبا أيا رمضان ما أنا قائل
…
عيَّ البيانُ فهل لديك بيانُ
وكأنني بالصوت ملء مسامعي
…
وهديره رعدت به الآذان
عودوا لينبوع الضياء فإنه
…
فيه السعادة إنه القرآن (1)
شهر الصيام (*)
واحة أنت في صحاري الوجود
…
ونسيم يرف بين الورود
في زمان الجفاف أنت ربيع
…
وشعاع في حالكات العهود
فيك حارت قرائح ملهمات
…
تبعث الشعر من قرار الهمود
كل طرف البيان هو حسير
…
عن بلوغ المدى ودرك الشهود
شق سهم الضياء ستر الدياجي
…
فالضلالات هاويات البنود
حينما شع في الفضاء بريق
…
باسم الثغر من هلال السعود
فتح الكون صدره لحبيب
…
رحمة الله فيه بعض الوفود
لبس الكون حلة الطهر منه
…
حين وافى على ثنايا الوجود
نشر النور في دروب الحيارى
…
أطلق القلب من إسار القيود
يا حبيب القلوب أنت قريب
…
ما طواك الزمان خلف الحدود
(1) مجلة منار الإسلام.
(*) ديوان شعر لصالح أحمد البوريني.
إيه شهر الصيام أقبلت تسعى
…
صادق الوعود وافيًا بالعهود
مشفق القلب مخلص الود تبغي
…
وصل من كان مخلفًا للوعود
مشرق الوجه ما رجاؤك إلَاّ
…
أن تتوب الحشود إثر الحشود
زائر الخير أنت فينا كريم
…
ولطيف المقام حلو الورود
وافد البشر أنت ضيف عزيز
…
والمضيفون في شتات الجهود
جمع الشمل أيها الشهر إنا
…
في اشتياق لكسر طوق الجمود
وحد الصف ما أرى الناس إلَاّ
…
تتمنى زوال هذي الحدود
أيها الشهر أنت سفر المعالي
…
أنت شمس الزمان بين العقود
أول الحظ ر-حمة -تتلألأ
…
تزرع الحب في فؤاد الحقود
تنزع اليأس من قلوب عصاة
…
أمل العفو حظ أهل الجدود
بشر التائبين بشرى أمان
…
يا نعتاق من خزي نار الخلود
وهنيئًا للمتقين بشهر
…
يرف الجود من نداه بجود (1)
***
(1) مجلة منار الإسلام.
اعتذار إلى الشهر المبارك (*) .
جِئْتَ والجُرحُ غائرٌ في فُؤادي
…
وحَكايا بُطولَتي كالرَّماد
وأنا واقفٌ ألمْلِمُ أشْتاتي
…
وأَرْنو إلى وجوه العِبادِ
أتَّقِي الشمسَ باليدْينِ وأحْيَا
…
في زمانٍ يَنوءُ بالأصْفادِ
أيُّ شيء لم يقتلوهُ جِهارًا
…
أو يَبيعوه جُمْلةً في المزادِ؟
حملوا جُثَّةَ الضَمير إلى القبرِ
…
وعادوا في خَشْعةِ الزُّهادِ!!
***
أخْمدتَنْي ضراوَةُ الغزْو حتى
…
بِتُّ أغْزو منْ شِقْوَتي أولادِي
وعلى وقْع خُطوتِي نَبَتَ الإثمْ
…
وَضَجَّتْ في مِخلبي أحْقادِي
عصرنُا يَا شقِيقتي عصُر صَيْد
…
كمْ هتَفْنا لِجُرْأةِ الصيادِ
***
جئتَ يا شهرَنا العظيمَ فَإنّي
…
خَجِلٌ منكَ من خُطاي وزادي
جئتَ بالسيفِ والجوادِ ولكنْ
…
أيْن من أدْمنوا ظُهُورَ الجيادِ
هَا هُوَ السيفُ قد تَكَفَّنَ بالصمتِ
…
تَوارَي في عتْمة الأغْمَادِ
أكلتْهُ السُّنونُ.. بال عليه الدَّهـ
…
ـر.. أضْحى أُلعَوبةً للقُرادِ
فَقَدَ الشهوةَ الحميمةَ للضّرْبِ
…
تَوَارى عنْ مسرح الأمجادِ
وعَلَى بابنا يَمُوءُ جَوادٌ
…
لمْ أجِدْ فيها (مَلمَحا) للجواد
لمْ تُفجرْهُ عاصِفاتُ الليالي
…
لا وَلا هزَّه الأسَى في بِلادي
***
(*) محمود مفلح من ديوان "إنها الصحوة إنها الصحوة".
إيهِ يا شهرَنا العظيمَ فإنّي
…
سَقَطتْ أصْبُعي وضاع زِنادي!
مُنذُ قَرْن وفي فَمي أغْنِيات
…
لمْ تُحرِّكْ شرارة في الرمادِ
لَطَمَتْ وجهِيَ الأعاصيرُ هانَتْ
…
في عُروقي عَرَاقَةُ الأجْدادِ
بَيْنَ كأسٍ وقَيْنَة بِت أحيا
…
مُسْتَهَامًا بِقَدِّها المَيادِ
***
نحن يا شهرَنا العظيمَ غَدَوْنا
…
أرْنبات تَفر منْ صيادِ
وغَدَتْ خيمةُ الأخوةِ في الريح
…
بِلا أعْمُد (1) ولا أوْتادِ
كتَبتْنا الأيام في هامِشِ السطرِ
…
رَوَتْنا من غيرِ ما إسْنادِ
كمْ بَتَرْنا يَدَ الأثِيم فصِرْنَا
…
نَلثُمُ اليومَ خِنجر الجلاد
سيدا واحدًا عَبَدْنَا وَها نَحـ
…
ـنُ نُعَانِي من تُخْمةِ الأسْيادِ
***
عُفْوَ طُهْر الأنْفاسِ منكَ فَإني
…
قدْ فَقَدتُ النجيب منْ أولادي
ملعب، للنُّجوم أنتَ وفوق النجم
…
شَعَّت فيما مضى أعْيادي
فيكَ غَنَّتْ بمسْمَع الدهرِ "بَدر"
…
وحَدَا موكبَ الرجالِ الحَادي
وتَلَوْنا الأوْرادَ فيكَ فرَاحَ
…
النصرُ يَجْري على خُطَا الأوْرادِ
وهدَمْنا مَنَابرَ الشركِ حتى
…
فَقَدَ الشركُ ظله في بلادي
مَنحَتْنا الآياتُ وجْها فكنا
…
وانْبِلاجَ السَّنَى على مِيعادِ
***
إِيهِ يا شهرَنا العظيم شُموخا
…
قَدْ تَنَسمْتُ منْ شَميم الوادي
ضُمنَا
…
ضُمنا إليكَ فَإنا
…
لمْ نَزَلْ من بَنيكَ وَالأحْفادِ
أطلِقْ الرُّوحَ من عِقالِ التَوابيـ
…
ـتِ وزينْ أيَّامَنَا بالجِهادِ
(1) أعمُد: أعْمِدَةُ.
رمضان (*)
بالحب فيِك.. تلاقَتْ الأرواحُ
…
أتُرى.. عليها -إذ تبوحُ- جناح؟
تمضي شهورُ العام.. وهي مع الهوى
…
تمضي، وفي غبنِ الهوى تنداحُ
ويلوحُ طيفُك.. بعد غيبتك التي
…
سكنت بليل، لم ينرْهُ صباحُ
فإذا بهذا الحب.. يورقُ صحوةً
…
وإذا بِمَن ألِفُوا الكساحَ.. صِحَاحُ
وأذا بأفياء الهداية برزخ
…
يَلِجُ القلوبَ عطاؤُه الفوَاحُ
وإذا بصوتِ الحق يهتفُ: يا ربا
…
تيهي.. فكَمْ لكِ في الصيام فَلاحُ
***
رمضانُ.. منذُ وعيتُ.. أنتَ بخاطري
…
فوق البيان.. وإن زهَا.. فسماحُ
كل التصور دونَ قدرك روعة
…
كُل الموارد -إنْ أردتُ- شحاحُ
.. ماذا أقول، وفيكَ يعجزُ منطقي؟
…
أتراهُ يسبر غَوْرَكَ الملاحُ؟
يا زورقَ الحُث اتئد برغائبي
…
وأعِنْ.. فإن دمَ المُحَبِّ مباحُ
عُدْ بيَ إلى جزرِ العقيق.. وخلني
…
زمنًا.. تغازلُ رشفتي أقداحُ
عَلي إذا امتلكَ الطريقَ. توقدي
…
وهَفَا إلى نغم اليقينِ براحُ
أشدو.. بما لِمْ تَسْتَطِعْهُ مزاهر
…
صَدِئَتْ.. ولم ينهضْ بها إصلاحُ
عَلِّي أصوغُ من البَيَانِ يتيمةً
…
تزهو بها، وتفاخِرُ الألواحُ
أنا في رحابكَ.. تستحيل حقيقتي
…
ملأ.. عليه من الصفاء وشاحُ
قد يستبدُ الجوع بي، ويهُدني
…
ظمأ.. ويخفت في مداي كفاح
(*) ديوان شعر للشاعر يس الفيل.
لكنَّ تقوى الله.. تحفزُ همتي
…
ويشدُ من أزري لديكَ صلاحُ
وأراك يا رمضان.. رحلةَ مؤمن
…
ألِفَ الطريقَ، وآنستهُ بِطَاحُ
وأراك حينَ تجيءُ.. توقظُ مَا غَفَا
…
عامًا، بقلب أثخنتهُ جراحُ
فإذا بآلاء اليقين تُظِلُني
…
وإذا المحبةُ.. غدوةٌ ورواحُ
وإذا أنا روحٌ تحلِّقُ في المدى
…
لسنىً يلوحُ، وللصفاء يتاحُ
***
حسبي رضا.. أن أستظلَ بليلةٍ
…
هي للمُحَاسَبِ.. في الحسابِ.. نجاحُ
حسبي.. وحسبُ العمر.. أن جهادَنَا
…
بالعمر.. أوْرَقَ.. أمْ طَوَتْهُ رياحُ
والعمرُ.. في دَرَك الغِوَايَة رحلةٌ
…
تجتاحُها.. أنَّي مَضَتْ.. أشْبَاحُ
فإلامَ يا رمضان يَلفَحُنَا أسى
…
وبنا تدورُ.. على القلوبِ.. رِمَاحُ؟
جَمِّعْ قلوبَ المسلمين.. على الهُدَى
…
إن الصَفَاءَ علَى يَدَيكَ مُتَاحُ
وأنرْ لِمَنْ غُلِبُوا شِعَاب جهَادِهم
…
فالمتعَبُونَ علَى المروءةِ ناحُوا
إنا علَى الإيمانِ.. رَغمَ جِرَاحنا
…
نخطو.. ونأملُ.. أنْ يُطِل صَبَاحُ
رمضان (*)
رمضان.. في قلبي هما هم نشوة
…
من قبل رؤية وجهك الوضاء
وعلى فمي طعم أحس بأنه
…
من طعم تلك الجنة الخضراء
لا طعم دنيانا، فليس بوسعها
…
تقديم هذا الطعم للخلفاء
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله
…
أفلا أكون به من السعداء
***
(*) ديوان للشاعر الكبير: محمد حسن فقي.
قالوا بأنك قادم، فتهللت
…
بالبشر أوجهنا.. وبالخيلاء
وتطلعت نحو السماء نواظر
…
لهلال شهر نضارة ورواء
تهفو إليه، وفي القلوب وفي النهى
…
شوق لمقدمه، وحسن رجاء
لم لا نتيه مع الهيام.. ونزدهي
…
بجلال أيام.. ووحي سماء؟
بهما نحلق في الغمام، ونرتوي
…
من عذبه.. ونصول في الأجواء
ونشف أرواحًا فننهج منهجًا
…
نفضي به لمرابع الجوزاء
ونصح أجسادًا، فلا نشكوا الونى
…
أبدل ولا نشكوا من الأدواء
فنعود كالأسلاف أكرم أمة
…
وأعز في السراء والضراء
***
رمضان.. ما أدري ونورك غامر
…
قلبي فصبحي مشرق، ومسائي
أأنال بعد مثالبي ومساوئي
…
بك منهما، بعد القنوط شفائي
نفسي تحدثني بأنك شافع
…
عند المهيمين لي من الأسواء
وبأنني سأنال منك حمايتي
…
ووقايتي من معضل الأرزاء
ما أنت إلا رحمة ومحبة
…
للناس من ظلم قسا.. وعداء
فلقد كرمت من السماء بما أتى
…
من وحيها.. وشرفت بالإطراء
سدت الشهور فأنت سيد عامها
…
بل أنت سيد دهرها المتنائي
مهما أقول، فلن تطول مقالتي
…
شم الذرى، ولوامع الأسماء
***
رمضان.. من بعد الكدورة مسني
…
منك الجلال بحكمة ونقاء
قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي
…
في حضنه بتبذل وغباء
حتى لقيتك فارعويت عن الخنى
…
وكرهت كل ضلالة وعماء
شتان ما بين الخلاعة والتقى
…
أو بين عقل نابه وخواء
***
رمضان جئت وقومنا في محنة
…
والدين.. جازت حدها.. نكراء
زعماؤنا -إلا القليل- تورطوا
…
فيها، فشقوتنا من الزعماء
صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم
…
في الأرض، والأجواء والدأماء
تلك الدماء زكية يا ليتها
…
سالت لأجل كرامة وجلاء
وتنكروا للدين، فهو خرافة
…
في زعمهم جازت على الآباء
حتى غدونا في صميم بلادنا
…
شذاذ آفاق من الغرباء
إن الزعامة حين تخضع رغبة
…
في الحكم.. تصبح لعنة الشرفاء
كلا، فلا بالدين يعصف كيدهم
…
أبدًا، ولا العربية العرباء
الدين صرح شامخ متوسد
…
كنف الجبال، وهامة الصحراء
لم تجد فيهم حكمة ووداعة
…
بالهمس.. أو بصراحة الصرحاء
فإذا استحى أو خاف منهم خائف
…
من سوء دعوته.. دعا بخفاء
سخروا بكل مسالم.. وتهكموا
…
جهلاً وموجدة على الخلصاء
الفرد يعصف بالجماعة ضاربًا
…
صفحا عن التشريع والإفتاء
فإذا نصحت له تنفج وانتضى
…
سيفا يسيل دما على النصحاء
لو لم يكن نذلا لما حسب العلا
…
وقفا ولا إرثا من الآباء
مهلا.. فرب جريمة لم تنتقم
…
من ربها انتقمت من الأبناء
ولربما عجلت فراح بطعنة
…
ممن أسال دماءهم.. نجلاء
كم أرعن أوحت له نزغاته
…
بالموبقات.. فلج في الإفناء
ريعت به الدنيا وزلزل سمعها
…
وضميرها من أسوأ الأنباء
لكنه استخذي وقد لاحت له
…
نذر الصوارم أيما استخذاء
سحقا لطاغية إذا نزلت به
…
أقداره أمسى من الجبناء
يبكي الذي سفك الدماء بريئة
…
تعسًا له من سافك بكاء
من سامنا خسفًا ولاقى مصرعًا
…
لم يلق غير شماتة وهجاء
***
رمضان أثقلنا عليك ولم نكن
…
يومًا على أحد من الثقلاء
عفوًا، فإن نفوسنا في نشوة
…
تسري من الأعضاء للأعضاء
من بعد ما اصطبرت على لأوائها
…
رقصت وقد وافيت من لألاء
محبورة بثوابها.. مغمورة
…
بعطائها.. مسرورة بلقاء
لازلت فينا قادمًا ومودعًا
…
تسدي فنثني نحن خير ثناء
***
يا ذا الجلال.. وأنت خير مؤمل
…
للخاطئين.. وأنت خير وقاء
أوغلت في سبل الهوى فإذا الهوى
…
يمسي وطائي المشتهي وغطائي
وفناؤك الممتد أرحب ساحة
…
من أن يضيق بآثم خطاء
ضاقت علي منازلي ومرابعي
…
ومسالكي.. وجفا الجنوب كسائي
ودلفت في جنح الدياجر خائفا
…
ونكصت حين أبى عليّ فنائي
لم يبق لي إلاك فارحم آبقًا
…
من ناره.. بالروضة الغناء
إني أحن لزهرها وثمارها
…
وتحسن برد ظلالها أحشائي
سأطوف في أرجاائها متهللاً
…
متوسلاً بعقيدة سمحاء
رغم الأثام ثوت بصدري صخرة
…
شماء لذت بها من الأنواء
يا صخرتي الشماء.. إن تتوسلي
…
لله أشد بصخرتي الشماء
فأنا الفقير إليه في ملكوته
…
والفقر يقصد سيد الكرماء
ما أستريب بعدله وفضله
…
أو أستريب بتوبتي ودعائي (1)
***
(1) مجلة المنهل العدد (503) .
رمضان (*)
رمضان يا شهر الصيام الحـ
…
ـر من أسر الظلام
أطلق بأضواء الهدى
…
أسر النفوس من الحطام
وأنر بقدسي الصفاء
…
رؤى الحياة من القتام
وانضح عواطفنا تقى
…
وأكمر نوازعنا وئام
رمضان يا أمل النفوس
…
الظامئات إلى السلام
يا شهر بل يا نهر ينهل
…
من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة
…
كأسراب الحمام
بيض يجللها التقى
…
نورًا ويصقلها الصيام
رفافة كشذى الزهور
…
نقية كندى الغمام
شفافة الإحساس قانتة
…
مهذبة الكلام
عزت على الأهواء
…
وارتفعت على دنيا الرغام
وسمت إلى النور الذي
…
غمر الوجود به ابتسام
نور من الفرقان يرفعها
…
إلى أسمى مقام
آياته تشفى السقام
…
ولفظه يطفي الأوام
رمضان معذرة فإنا
…
لا وراء ولا أمام
نمنا وأسرى المدلجون
…
وما عسى يجد النيام؟
طال الطريق بنا وضل
…
وهذا منكبنا الزحام
(*) شعر محمد بن علي السنوسي.
ولوى الطموح عنانه
…
وانقد من يدنا الزمام
سخرت بنا الأهواء
…
وانطلقت تقهقه في عرام
وتخاذلت همم النفوس
…
فلا انطلاق ولا اقتحام
حال يغص بها الكرام
…
شجى ويبتهج اللئام
رمضان رب فم تمنع
…
عن شراب أو طعام
ظن الصيام عن الغذاء
…
هو الحقيقة في الصيام
وهوى على الأعراض
…
ينهشها ويقطع كالحمام
يا ليته إذ صام صام
…
عن النمائم والحرام
واستاك إذ يستاك عن
…
كذب وزور وإجرام
وعن (القيام) لو أنه
…
فيما يحاوله استقام
رمضان نجوى مخلص
…
للمسلمين وللسلام
تسمو بها الصلوات
…
والدعوات تضطرم اضطرام
لله جل جلاله
…
ذي البر والمنن الجسام
أن يلهم الله الهداة
…
الرشد في كل اعتزام (1)
***
(1) المنهل العدد (502) .
رمضان (*)
بشرى العوالم، أنت يا رمضان
…
هتفت بك الأرجاء والأكوان
والشعر والأفكار، وهي عتية
…
ينتابها لجلالك الإذعان
لك في السماء كواكب وضاءة
…
ولك النفوس المؤمنات مكان
***
الشرق، يرقب في هلالك طالعًا
…
يعنو لديه، الكفر والطغيان
وبك استهام فؤاد كل موحد
…
يسمو به الإخلاص والإيمان
سعدت بلقياك الحياة، وأشرقت
…
وانهل منك، جمالها الفتان
وتعلمت عنك الحصانة والحجى
…
فانجاب عنها، الهم والخذلان
وتذكرت فيك العروبة، مجدها
…
هل مجدها، إلا الذمار يصان
***
يا باعث الآمال، تخفق ثرة
…
بالخير، ليس يشوبها بهتان
ومحرر الأخلاق، من قيد الهوى
…
إن عمها من زيغه طوفان
بشراك، تفتر الثغور، لوقعها
…
جذلا، ويخفق خاطر وجنان
والبشريات صدى النعيم المرتجى
…
نصتْ به الآيات والأيان
ما إن تمرد عن نظامك معشر
…
إلا وحق عليهم الخسران
العبقرية فيك، جلجل صوتها
…
لما تنزل بالهدى القرآن
الدين عنها والحياة، تفردًا
…
مجدا، وفاض بنورها الوجدان
وتهلل الحق الصراح بنفحة
…
علوية، فيها هدى وبيان
(1) ديوان الشاعر الكبير حسين عرب.
يا مشعلا قبس الحقيقة، بعد أن
…
أعيت عن استقصائها، الأذهان
ومبددا حلك الضلالة، حينما
…
عم الدنا، من زيفها فيضان
كانت كما زعم الغواة (حضارة)
…
يختال فيها الفرس والرومان
ذلت وذل على المدى عُبّادهُا
…
في الغابرين، وشاه منها الشان
ولقد طلعت بشمسها، مدنية
…
قدسية، تعنو لها الأخدان
شيدت علي الحق القويم، فشيدت
…
مجدا، يسير بذكره الركبان
***
أشرق بنورك في الربوع، وكان لها
…
أملاً، يزول بلمحه العدوان
واذكر (فلسطين) الذبيحة، أرضها
…
مجلى الردى، وسماؤها نيران
فجر اليهود بها، وزاد فجورهم
…
مستعمر، بعهوده خوان
دارت عليها الدائرات فأصبحت
…
ينساب فيها، البؤس والأحزان
شيخ تخضب بالدماء، ومصلح
…
يُنفى وحام للذمار يهان
وفتى يعذب في السجون، وغادة
…
تسبي، وطفل دمعه هتان
تلك الحضارة تنجلي أسرارها
…
عنهم، فلا كانت ولا هم كانوا
تدمي العيون لها، ويرتاع النهى
…
من هولها، وتصدع الآذان (1)
**
(1) مجلة المنهل العدد (502) .
رمضان.. عدت ولم تزل (*)
رمضان بالحسنات كفك تزخر
…
والكون في لألاء حسنك مبحر
يا موكبًا أعلامه قدسية
…
تتزين الدنيا له وتعطر
أقبلت رحمى فالسماء مشاعل
…
والأرض فجر من جبينك مسفر
وبسطت بالقربات مائدة الهدى
…
تلقى بها الأرواح ما تتخير
هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت
…
من حوبها بدموعها تستغفر
لأمت بتوبتها جراح ذنوبها
…
والنفس تسمو بالصيام وتطهر
***
رمضان بالقرآن ليلك عاطر
…
ويطيب يومك بالدعاء ويزهر
كم للبطولة فيك من إشراقة
…
بالنصر تسحب ذيلها تتبختر
فجرت بي بدر ينابيع الفدا
…
كثبانها مسك يضوع وعنبر
أرض تربّي النبل في جنباتها
…
نشأت تسبح ربها وتكبر
أرض من الإيمان تنسج درعها
…
إن دق ناقوس الوغى تتفجر
عزفت سنابك خيلها أنشودة
…
أودى بها كسرى وجن القيصر
***
وحملت من حطين أروع لوحة
…
مازلت ذا شغف بها تستأثر
وشهدت معركة العبور صحيفة
…
في المجد تهزأ بالغزاة وتسخر
***
(*) ديوان شعر للشاعر أحمد سالم باعطب.
رمضان عدت ولم تزل خطواتنا
…
في كل منعطف بنا تتعثر
رمضان إنا الصابرون على الأذى
…
تدمي مشاعرنا ولا نتأثر
رويت سيوف عداتنا وسيوفنا
…
ببيض تكاد من الصدى تتكسر
رمضان عدت ولم تزل كلماتنا
…
يغتالها الصمت الرهيب فتقبر
رمضان عدت ولم تزل بسماتنا
…
تصلى العذاب على الشفاه فتصهر
لا النصح أخصب حين أجدب وعينا
…
أبدًا ولا عذر يقال فنعذر
يكفي عقوقًا أننا من غفلة
…
نختال في نعم الإله ونكفر
أرواحنا كلت بها عزماتها
…
جوعى تسحّر بالوعود وتفطر
رمضان عصر الظلم أخرج قيأة
…
في جعبتي صفاقة وتجبر
والسلم مهزلة يبيع فصولها
…
زمن بقانون الحجى متحجر
والعدل مات قبيل سن بلوغه
…
قتلته أطماع عليه تسيطر
هذي سراييفو تئن وما رأت
…
من أهلها من يستجيب وينصر
عقمت ديار المسلمين فلم يعد
…
زيد بن حارثة يصول وجعفر
***
رمضان إن أبصرتنا في غابة
…
أسرى وروض الطهر فينا مقفر
ورأيتنا أمما ممزقة الخطا
…
وشبابها بمصيرها مستهتر
وتبدلت أخلاقها وتحورت
…
فالخوف حلم والضياع تحرر
والغدر حزم والخيانة فطنة
…
والصبر أن تحيا وحقك مهدر
فارفع يديك إلى السماء لعلنا
…
بوسيلة من ربنا نتغير (1)
(1) مجلة المنهل العدد (513) .