المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الباب الحادي والعشرونفتاوى الصيام

-

- ‌ما هي أركان الصيام:

- ‌ما حكم من رأى الهلال وحده عند دخول الشهر أو خروجه

- ‌ما هي الطريقة التي يثبت بها أول كل شهر قمري

- ‌هل يجوز للمسلم الاعتماد في بدء الصوم ونهايته على الحساب الفلكي

- ‌سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:عن أهل المدينة رأى بعضهم هلال ذي الحجة، ولم يَثْبُت عند حاكم المدينة؛ فهل لهم أن يَصُوموا اليوم الذي في الظَّاهر التاسع

- ‌للقاضي إذا تحقق من خبر الإذاعة إعلان دخول الشهر

- ‌وما حكم من سمع الخبر من الإذاعة ولم يأخذ به

- ‌ كتاب الحكم برؤية الهلال

- ‌الصيام برؤية واحدة

- ‌كيف يصوم المسلمون في بعض بلاد الكفار التي ليس فيها رؤية شرعية

- ‌إذا رؤي الهلال في المملكة هل يجب الصيام على أهل البلاد الأخرى

- ‌رؤية الهلال في بلد هل تلزم البلاد الأخرى بالصيام

- ‌أهل القرية يلزمهم رؤية العاصمة

- ‌كيف يصوم الناس إذا اختلفت المطالع

- ‌الصوم مع الدولة التي تقيم فيها

- ‌كل مسلم يصوم ويفطر مع مسلمي بلده

- ‌هل يمكن لأهل أفريقيا أن يصوموا برؤية أهل مكة

- ‌اختلاف مطالع الأهلة وأي الجهات أولى بالاتباع

- ‌صيام من يطول نهارهم جدًا وكذا من يقصر نهارهم

- ‌حكم صوم من لا تطلع عندهم الشمس أيام الشتاء مطلقا

- ‌العبرة في ابتداء الصيام في البلدة التي سافر منها وفي نهايته في البلدة التي قدم إليها

- ‌ما الحكم في قوم يصومون رمضان ثلاثين يوما باستمرار

- ‌متى قامت البينة على دخول رمضان وجب الصوم

- ‌رأى هلال رمضان ورد القاضي شهادته مخافة الخطأ هل يصوم

- ‌لا يجوز للمسلم صيام يوم الثلاثين من شعبان إذا لم تثبت رؤية الهلال

- ‌نِيّة الصِّيام

- ‌صائم رمضان هل يفتقر كل يوم إلى نية

- ‌تَبيِيتُ النِّيَّة في الصوم

- ‌ النية الجازمة للفطر دون أكل وشرب هل يفطر

- ‌لا يجوز لمن نوى صوم القضاء وشرع فيه أن يقطعه

- ‌حكم تعليق النية في صيام النفل

- ‌هل يصح أن ينوي الصائم -صيام نفل- نية الصيام بعد الزوال

- ‌هل يثاب الصائم نفلاً على الوقت الذي سبق نيته:

- ‌هل من نوى الإفطار يفطر

- ‌وقت الإمساك، والأكل بعد طلوع الفجر

- ‌الأكل والشرب بعد الأذان

- ‌الكف عن السحور عند بدء أذان الفجر

- ‌لا يمسك عن الطعام حتى نهاية الأذان

- ‌هل للصائم الفطر بمجرد الغروب

- ‌هل يتابع الصائم المؤذن في الأذان أم يستمر في فطره

- ‌بلاد يتأخر فيها الغروب كيف يفطر أهلها

- ‌الإفطار بغروب الشمس

- ‌راكب الطائرة متى يفطر

- ‌لا يلزمه الإفطار

- ‌كيف يفطر من يؤذن المغرب في بلده وهو في الطائرة يرى الشمس لم تغرب

- ‌من أسلم وسط نهار رمضان

- ‌إذا أفطر لعذر وزال العذر في نفس النهار هل يواصل أم يمسك

- ‌إذا رؤي صائم يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسيا فهل يذكر أم لا

- ‌هل يؤمر الصبي المميز بالصيام

- ‌حكم صيام من يعقل زمنًا ويُجَن زمنًا آخر

- ‌فاقد الذاكرة والمعتوه والصبي والمجنون هل يجب عليهم الصوم

- ‌كلما أراد أن يصوم أغمى عليه هل له الفطر

- ‌صيام المرأة الكبيرة التي يشق عليها الصوم

- ‌متى يسقط صيام رمضان عن الكبير

- ‌صيام المريض الذي لا يرجى برؤه

- ‌قبول خبر الطبيب المسلم العدل. وغير المسلم والمسلم غير العدل

- ‌سفر القصر، وسفر الطاعة والمعصية، والسافر في رمضان هل ينكر عليه

- ‌السفر المبيح للفطر

- ‌متى يبدأ المسافر بالفطر

- ‌الصيام في السفر بالوسائل المريحة

- ‌نوى الصيام ثم سافر في أثناء النهار هل له أن يفطر

- ‌حكم من جامع زوجته في نهار رمضان وهو على سفر

- ‌المقيم في بلد أكثر من أربعة أيام يصوم

- ‌هل للفطر في السفر أيامًا معدودة

- ‌ المسافة التي يجب عندها الإفطار

- ‌مسافر وصل إلى أهله قبيل العصر مفطرًا هل يمسك بقية اليوم

- ‌إذا رجع المسافر إلى بلده مفطرًا هل يستمر في فطره أم يمسك

- ‌المبتعث مسافر يفطر ولو امتد ابتعاثه سنوات

- ‌هل السائقون خارج المدن بصفة مستمرة ينطبق عليهم حكم السفر

- ‌لا يجوز الفطر في رمضان إلا لعذر

- ‌حكم السفر في شهر رمضان تحايلاً على الإفطار

- ‌حكم صيام الحائض النفساء

- ‌جاءها الحيض في سن الحادية عشرة هل يلزمها الصوم

- ‌النفساء والصوم

- ‌الدم الخارج بعد السقط هل يفطر

- ‌حكم صيام من أجهضت

- ‌حكم صيام من أسقطت في الشهر الثالث

- ‌متى طهرت النفساء فإنها تصوم وتصلي

- ‌صيام الحامل والمرضع

- ‌حكم الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما

- ‌صيامك وأنت حامل ومعك نزيف لا يؤثر على الصيام

- ‌حكم المرأة الحامل التي لا تطيق الصوم

- ‌لم تصم ثلاث رمضانات بسبب الولادة والحمل

- ‌حكم من رؤي مفطرًا في مكة في رمضان

- ‌هل يفطر من يعمل في الأفران

- ‌صوم العاملين في مجال الحديد والصلب

- ‌من أخذ شيء من ماله ولا يقدر عليه إلا بالفطر

- ‌يفطر لإنقاذ غيره من مهلكة

- ‌الفطر بسبب الامتحانات لا يجوز

- ‌حكم من جامع زوجته في نهار رمضان وهي حائض

- ‌حكم الصائم إذا جامع وهو مسافر

- ‌استعمال العادة السرية في نهار رمضان مفسد للصوم

- ‌خروج المني في نهار رمضان

- ‌حكم من قبَّل أو لمس وهو صائم فأمنى أو أمذى

- ‌حكم من سحب منه دم وهو صائم

- ‌هل الفصاد في نهار رمضان يفسد الصوم

- ‌حكم تغيير الدم لمريض الكلى وهو صائم

- ‌قلع الضرس وبلع الريق هل يفطر الصائم

- ‌حكم أخذ الحقنة الشرجية للصائم

- ‌استعمال الإبر في الوريد وفي العضل هل يفطر الصائم

- ‌الكحل هل يبطل الصيام

- ‌استخدام مراهم للأنف للصائم

- ‌حكم القطرة والمرهم في العين للصائم

- ‌القطرة في الأنف والأذن والعين في نهار رمضان

- ‌شرب الدخان حرام ومن المفطرات

- ‌بلع البلغم هل يفطر الصائم

- ‌ابتلاع النخامة هل يفطر الصائم

- ‌حكم من ترك القضاء حتى رمضان الذي بعده

- ‌القضاء لمن لم يصم رمضان سنوات عديدة

- ‌قضاء رمضان لمن أفطر بغير عذر جهلاً بوجوب الصيام

- ‌قضاء الصوم على الترتيب ولو لسبع سنوات

- ‌من برئت ذمته بالإطعام لم يجب عليه الصيام

- ‌إذا تعدد الجماع في اليوم أو في الشهر هل تتعدد الكفارة

- ‌جامع زوجته وهو لم يعلم أن ذلك اليوم من رمضان

- ‌باشر زوجته معتقدًا بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر

- ‌جامع زوجته وهو جاهل هل تلزمه الكفارة

- ‌إذا لم يجد الإطعام هل تسقط عنه الكفارة

- ‌هل تسقط كفارة الوطء عن هذا الرجل

- ‌أفطر رمضان متعمدًا ثم جامع هل يلزمه القضاء والكفارة

- ‌جامع زوجته بعد أن أفطر بالأكل هل عليه الكفارة

- ‌قدم مسافرًا وهو مفطر ووجد امرأته تغتسل من الحيض هل يجوز أن يجامعها

- ‌حكم من مات وعليه صيام واجب

- ‌من مات وعليه قضاء من شهر رمضان

- ‌مات وعليه كفارة

- ‌إذا مات الشخص وعليه صيام من رمضان

- ‌يشرع ذلك أن تصوم عن والدك من الأيام مما يغلب على ظنك أنه أفطرها

- ‌حكم من مات وعليه خمسة أيام وله خمسة أبناء

- ‌صم عن نفسك أولاً ثم صم عن قريبك

- ‌الأوْلى أن تتولى أمها القضاء عنها

- ‌من الأحق بالقضاء عن المرأة زوجها أو أولادها

- ‌مات على نية قضاء الصوم ولم يقض

- ‌لا شيء على من لم يفرط في قضاء ما عليه

- ‌أصيبَتْ باختلال عقلي فلم تصلي ولم تصم ثم ماتت هل يصام عنها

- ‌هل القضاء عن الميت خاص بصوم النذر فقط

- ‌موجبات القضاء والكفارة

- ‌لا يجزيء دفع نقود عن الإطعام

- ‌إطعام المساكين هل يكفي في مكان واحد

- ‌الإطعام هل يجوز لغير السلمين

- ‌حكم قراءة آيات الصيام أول ليلة من رمضان في العشاء

- ‌حكم السهر في ليالى رمضان لتلاوة القرآن بأجرة

- ‌هل الإفطار الجماعي من محدثات الأمور

- ‌الاعتكاف هل له أقسام

- ‌هل تكفي النية إذا شرط في اعتكافه شيئًا لابد منه ولم ينطق به

- ‌بعض أحكام الاعتكاف

- ‌متى يبدأ دخول المعتكف المسجد في العشر الأواخر ومتى ينتهي

- ‌متى يخرج المعتكف من اعتكافه

- ‌حكم الاعتكاف في الغرف التي داخل المسجد

- ‌يجوز الاعتكاف في أي وقت دون العشر الأواخر

- ‌هل يجوز الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة

- ‌الاتصال بالتليفون للمعتكف هل يجوز

- ‌رفض والده ولم يسمح له بالاعتكاف

- ‌هل للمعتكف في الحرم أن يخرج للأكل أو الشرب

- ‌جواز تنقل المعتكف في جميع أنحاء المسجد

- ‌ما يستحب وما يكره للاعتكاف

- ‌هل يَلْزَم من نذر أن يعتكف الوفاء به

- ‌نذر أن يعتكف في مسجد معين هل يجوز له أن يعتكف في غيره

- ‌صيام الثلاثة أشهر والاعتكاف فيها

- ‌نذر أن يصوم الاثنين والخميس ثم بدا له أن يصوم يومًا ويفطر يومًا

- ‌نذرت أن تصوم سنة -لوجه الله- لشفاء زوجها

- ‌حكمة إباحة الصوم في أيام التشريق للمتمتع والقارن مع عدم الهدي

- ‌حكم الإستكثار من صيام شعبان وحكم صوم النصف الأخير منه

- ‌التهنئة بقدوم رمضان

- ‌الموت في رمضان

- ‌هل يضاعف الصوم في الحرم

- ‌الكافر لا يجاهر بالفطر في رمضان

- ‌التدرج في الصوم

- ‌هل يَكْفُر تارك الصوم

- ‌صيام بعض الأيام بلياليها هل يجزيء عن صيام الشهر

- ‌حكم من أفطر في رمضان

- ‌أيهما أفضل ليلة القدر أم ليلة الإسراء

- ‌هل يجوز إهداء ثواب الصيام للميت

- ‌هل أصوم وأصلي عن والدي المتُوفَّى

- ‌حكم الاعتكاف للرجل والمرأة

- ‌هل يجوز الاعتكاف بلا صوم

- ‌ليس له أن يخص يومًا بعينه يعتاد الاعتكاف فيه

- ‌هذا الحديث لا يصح في فضل الاعتكاف

- ‌إخراج زكاة الفطر عن الأخت

- ‌هل تلزم صدقة الفطر الرجل عن أهل بيته

- ‌هل يلزم إخراج الفطرة عن الولد الغائب

- ‌هل يلزم إخراج الفطرة عن الولد الغائب

- ‌هل الأنواع التي تخرج في صدقة الفطر محددة

- ‌الأطعمة التي يجوز إخراج زكاة الفطر منها

- ‌هل يجوز إخراج زكاة الفطر لحمًا

- ‌حكم من يُجْبَر على إخراج زكاة الفطر دراهم

- ‌حكم إخراج زكاة الفطر أثناء الخطبة بعد صلاة العيد

- ‌هل تسقط زكاة الفطر عمن لم يخرجها قبل العيد

- ‌نسي إخراج زكاة الفطر قبل العيد

- ‌حكم وضعها عند الجار حتى يأتي الفقير وتأخرت عن يوم العيد

- ‌لا يجوز إعطاؤها إلا للفقير من المسلمين

- ‌حكم إخراج زكاة الفطر للمجاهدين

- ‌زكاة الفطر توزع بين فقراء البلد

- ‌هل أخرج زكاة الفطر في بلدي أم في مكان العمل الذي أقيم فيه

- ‌هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد لآخر

- ‌زكاة الفطر تتبع الإنسان أينما كان

- ‌تزيين المساجد بالأنوار في أيام الفطر

- ‌من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌من فتاوى الشيخ ابن باز

- ‌الصوم والإفطار يتبعان بلد الإقامة

- ‌من فتاوى اللجنة

- ‌حكم صوم يوم عاشوراء

- ‌استنشاق الدواء هل يفطر

- ‌صيام رمضان 28 يومًا

- ‌هل نصوم 31 يومًا

- ‌قطرة العين هل تفطر

- ‌من أكل وقت الأذان

- ‌توضيح من سماحة الشيخ الفاضل عبد العزيز بن باز علم الحساب لا يعتمد عليه في إثبات الصوم والفطر والأحكام الشرعية بإجماع سلف الأمة

- ‌من فتاوى الشيخ ابن عثيمين حفظه الله

- ‌صيام القضاء والنافلة بنية واحدة

- ‌أقسام الناس في الصيام

- ‌السفر المبيح للفطر

- ‌سائق الشاحنات كيف يصوم ومتى

- ‌فاقد الذاكرة والمعتوه والصبي والمجنون هل يجب عليه الصوم

- ‌الإفطار من أجل الامتحانات هل يجوز

- ‌استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم لا يفطر

- ‌سريان البنج في الجسم هل يفطر

- ‌معجون الأسنان هل يكره للصائم

- ‌دواء الغرغرة هل يبطل الصوم

- ‌الحقنة الشرجية للصائم هل تفطر

- ‌الحقن والإبر المغذية هل تفطر الصائم

- ‌حقنة العروق وحقنة العضل هل تفطر

- ‌اعتكف وترك الوظيفة

- ‌من فتاوى الشيخ محمد مخلوف مفتي مصر سابقًا

- ‌ خبر الطبيب غير المسلم

- ‌ صيام رمضان في شمال أوربا

- ‌الباب الثاني والعشرونالصوم ورمضان في واحة الشعر

- ‌شهر الرضا والنور

- ‌هلال الرحمة

الفصل: ‌شهر الرضا والنور

إنَّما الدنيا سرابٌ خادع

يصرف اللاهي به عَمَّا وراء (1)

كل لَذاتٍ بها موقوتة

شفي ثناياها بذور الانتهاء

فاصرف الإحساس عنها وانتظر

دائم اللذات في دار البقاء

إ-نه آتٍ -بلا رَيْب- فلا

تغمِضِ الأجفان عن آتي القضاء (2)

‌شهر الرضا والنور

(*)

ألا أقبِلْ هُدى ورضًا ونُورَا

وخيرًا عامرًا يغْشَى المَزُورَا

نُعِدُّ ليُمْن موسمك التّهاني

نَعُدُّ ليوم مقْدمك الشّهورا

لنملأ بالندا المُهَجَ الصَّوادِي

ونَرْوي من سنَا التّقوى الصّدورا

بنور تلاوةِ القرآنِ نُجْلِي

بصائرنا.. نضيء بها القُبورا

نصومُ.. -نقومُ في- شوق وجد

وعند الله نحْتسبُ الأجورا

بِكَ الأرواحُ ترشفُ وهْي ظمأى

شرابًا.. منكَ تسكُبه طهورا

تَلَقّاهُ.. فيُسكرها هيامًا

وتُسْقَاهُ.. فَتغمُرها سرورا

فُيوضاتٌ من المنّان تَتْرَى

مواكبُها.. نُعاينُها سُطورا

بآياتٍ من التنزيل تُحْيي

عزائمنا.. فتأَبى أن تخُورا

فتلك إشارَةٌ بالقُرْب تُسْدَى

فتدفَعُ عنكَ شرًا مستطيرا

وتلك إشارةٌ بالعفْو تُزْجَى

فأوقن أنّ لِي ربِّا غُفورا

(1) عما وراء: المراد به الآخرة التي تأتي بعد الدنيا والحياة.

(2)

مجلة منبر الإسلام.

(*) ديوان شعر لفريد قرني.

ص: 344

وتلك تشير للعُقبى.. لتخَشى

بها يومًا عبوسًا قمْطريرا

ويا رمضانُ يا كرمًا وجُودًا

تخوضُ البُشْريات بها بُحورا

بكَ الحسناتُ يا شهْر التجلّي

يضاعفُها لنا المولى.. كثيرا

وأرضُ المسلمين.. -لكل -برٍّ

تعجُّ مساجدًا.. وتموجُ دُورا

وأبوابُ الجنانَ.. مفتّحات

حُلاها ازيَّنَتْ.. غُرفا وحُورا

وأبواب الجحيم.. مغلقات

وتجتنب الشياطين.. الظهورا

وفيكَ بليلة القدْر العطايا

وإنَّ لشانها الأمرَ الخطيرا

هلالكَ.. حلوُ موعدِه ابتهاجٌ

يفيضُ على الجميع.. رضًا ونُورا (1)

أشرق.. يا رمضان (*)

أشرق على الأكوان يا رمضان

فلأنت فيها صبحها الريان

أشرق وفجر في البرية فجرها

إن الوجود إلى السنا ظمآن

أو ما حملت إلى الحياة حياتها

فهدى الحياة وروحها القرآن

ناديت كل العالمين لشرعة

في ظلها تتوحد الأكوان

لا لون بل لا جنس فيها سابقٌ

بل بالتقى فيها الفتى يزدان

فيها بلالٌ للشموس مزاحمٌ

والمسلمون بِظلها إخوان

وبنورها الإسلام عانق مجده

ولحكمه قد دانت التيجان

هي شرعة طلعت صباحًا زاهرًا

فالكون من نورٍ لها مزدان

بعثت حصا الصحراء فانتفض الحصا

قممًا بها كم يزدهي الشجعان

(1) مجلة منبر الإسلام.

(*) ديوان شعر للشيخ أبو زيد إبراهيم سيد.

ص: 345

والرمل أورق بالفوارس والقنا

وتفجر الإيمان والفرقان

والليل ليل الجاهلية قد هوى

وهوت على أقدامه الأوثان

والليل ليل الجاهلية قد هوى

وهوت على أقدامه الأوثان

والصبح يكتسح الظلام ضياؤه

ويرن في سمع الورى آذان

الله أكبر أي روحٍ قد سرت

فصحا على أنوارها الإنسان

إنَّ الحياة الحق في ظل الهدى

قرآن ربي إنه الفرقان

***

يا أيها الشهر الكريم ومن به

تسمو النفوس ويخشع الوجدان

فالصوم تزكية النفوس وطهرها

ولكبح كل زرية ميزان

والصوم تربية الضمير فمن سما

فيه الضمير تألق الإيمان

كم صائم والصوم منه مبرؤ

وبرجسه يتفاخر الشيطان

صوم الجوارح أن تكف عن الأذى

لا صوم في صوم به أضغان

والصوم صدق وانطلاق عزيمةٍ

في الله يكبو دونها الكسلان

والنصر في بدرٍ وجالوتٍ أما

أزكى عزيمة جنده رمضان

كم صاغ دين الله أعظم قادةٍ

بهم ازدهت وتفاخرت أوطان

في الليل رهبان قيامٌ سُجّدٌ

وإذا النهار أتى هم الفرسان

تلقاهم القرآن في أخلاقهم

وسلوكهم هم للهدى عنوان

سل أرض أندلس تجبك حضارة

وعدالةٌ غنَّت بها الأسبان

الفتح بالأخلاق قبل سيوفهم

كان الأساس وما بهم عدوان

يا أيها الشعر العظيم تحية

هل منك درسٌ يأخذ الإنسان

ص: 346

في عصرنا عصر الفضاء وذرة

يغلي بعالم عصرنا بركان

والعلم ما هو للسلام وإنما

هو في التقدم يسحق العمران

مقياس حسن الاختراع وخيره

كم من نفوسٍ تأكل النيران

إن الوحوش بغابها قد روعت

وخلا من الغاب القصي أمان

عجبا أيا رمضان ما أنا قائل

عيَّ البيانُ فهل لديك بيانُ

وكأنني بالصوت ملء مسامعي

وهديره رعدت به الآذان

عودوا لينبوع الضياء فإنه

فيه السعادة إنه القرآن (1)

شهر الصيام (*)

واحة أنت في صحاري الوجود

ونسيم يرف بين الورود

في زمان الجفاف أنت ربيع

وشعاع في حالكات العهود

فيك حارت قرائح ملهمات

تبعث الشعر من قرار الهمود

كل طرف البيان هو حسير

عن بلوغ المدى ودرك الشهود

شق سهم الضياء ستر الدياجي

فالضلالات هاويات البنود

حينما شع في الفضاء بريق

باسم الثغر من هلال السعود

فتح الكون صدره لحبيب

رحمة الله فيه بعض الوفود

لبس الكون حلة الطهر منه

حين وافى على ثنايا الوجود

نشر النور في دروب الحيارى

أطلق القلب من إسار القيود

يا حبيب القلوب أنت قريب

ما طواك الزمان خلف الحدود

(1) مجلة منار الإسلام.

(*) ديوان شعر لصالح أحمد البوريني.

ص: 347

إيه شهر الصيام أقبلت تسعى

صادق الوعود وافيًا بالعهود

مشفق القلب مخلص الود تبغي

وصل من كان مخلفًا للوعود

مشرق الوجه ما رجاؤك إلَاّ

أن تتوب الحشود إثر الحشود

زائر الخير أنت فينا كريم

ولطيف المقام حلو الورود

وافد البشر أنت ضيف عزيز

والمضيفون في شتات الجهود

جمع الشمل أيها الشهر إنا

في اشتياق لكسر طوق الجمود

وحد الصف ما أرى الناس إلَاّ

تتمنى زوال هذي الحدود

أيها الشهر أنت سفر المعالي

أنت شمس الزمان بين العقود

أول الحظ ر-حمة -تتلألأ

تزرع الحب في فؤاد الحقود

تنزع اليأس من قلوب عصاة

أمل العفو حظ أهل الجدود

بشر التائبين بشرى أمان

يا نعتاق من خزي نار الخلود

وهنيئًا للمتقين بشهر

يرف الجود من نداه بجود (1)

***

(1) مجلة منار الإسلام.

ص: 348

اعتذار إلى الشهر المبارك (*) .

جِئْتَ والجُرحُ غائرٌ في فُؤادي

وحَكايا بُطولَتي كالرَّماد

وأنا واقفٌ ألمْلِمُ أشْتاتي

وأَرْنو إلى وجوه العِبادِ

أتَّقِي الشمسَ باليدْينِ وأحْيَا

في زمانٍ يَنوءُ بالأصْفادِ

أيُّ شيء لم يقتلوهُ جِهارًا

أو يَبيعوه جُمْلةً في المزادِ؟

حملوا جُثَّةَ الضَمير إلى القبرِ

وعادوا في خَشْعةِ الزُّهادِ!!

***

أخْمدتَنْي ضراوَةُ الغزْو حتى

بِتُّ أغْزو منْ شِقْوَتي أولادِي

وعلى وقْع خُطوتِي نَبَتَ الإثمْ

وَضَجَّتْ في مِخلبي أحْقادِي

عصرنُا يَا شقِيقتي عصُر صَيْد

كمْ هتَفْنا لِجُرْأةِ الصيادِ

***

جئتَ يا شهرَنا العظيمَ فَإنّي

خَجِلٌ منكَ من خُطاي وزادي

جئتَ بالسيفِ والجوادِ ولكنْ

أيْن من أدْمنوا ظُهُورَ الجيادِ

هَا هُوَ السيفُ قد تَكَفَّنَ بالصمتِ

تَوارَي في عتْمة الأغْمَادِ

أكلتْهُ السُّنونُ.. بال عليه الدَّهـ

ـر.. أضْحى أُلعَوبةً للقُرادِ

فَقَدَ الشهوةَ الحميمةَ للضّرْبِ

تَوَارى عنْ مسرح الأمجادِ

وعَلَى بابنا يَمُوءُ جَوادٌ

لمْ أجِدْ فيها (مَلمَحا) للجواد

لمْ تُفجرْهُ عاصِفاتُ الليالي

لا وَلا هزَّه الأسَى في بِلادي

***

(*) محمود مفلح من ديوان "إنها الصحوة إنها الصحوة".

ص: 349

إيهِ يا شهرَنا العظيمَ فإنّي

سَقَطتْ أصْبُعي وضاع زِنادي!

مُنذُ قَرْن وفي فَمي أغْنِيات

لمْ تُحرِّكْ شرارة في الرمادِ

لَطَمَتْ وجهِيَ الأعاصيرُ هانَتْ

في عُروقي عَرَاقَةُ الأجْدادِ

بَيْنَ كأسٍ وقَيْنَة بِت أحيا

مُسْتَهَامًا بِقَدِّها المَيادِ

***

نحن يا شهرَنا العظيمَ غَدَوْنا

أرْنبات تَفر منْ صيادِ

وغَدَتْ خيمةُ الأخوةِ في الريح

بِلا أعْمُد (1) ولا أوْتادِ

كتَبتْنا الأيام في هامِشِ السطرِ

رَوَتْنا من غيرِ ما إسْنادِ

كمْ بَتَرْنا يَدَ الأثِيم فصِرْنَا

نَلثُمُ اليومَ خِنجر الجلاد

سيدا واحدًا عَبَدْنَا وَها نَحـ

ـنُ نُعَانِي من تُخْمةِ الأسْيادِ

***

عُفْوَ طُهْر الأنْفاسِ منكَ فَإني

قدْ فَقَدتُ النجيب منْ أولادي

ملعب، للنُّجوم أنتَ وفوق النجم

شَعَّت فيما مضى أعْيادي

فيكَ غَنَّتْ بمسْمَع الدهرِ "بَدر"

وحَدَا موكبَ الرجالِ الحَادي

وتَلَوْنا الأوْرادَ فيكَ فرَاحَ

النصرُ يَجْري على خُطَا الأوْرادِ

وهدَمْنا مَنَابرَ الشركِ حتى

فَقَدَ الشركُ ظله في بلادي

مَنحَتْنا الآياتُ وجْها فكنا

وانْبِلاجَ السَّنَى على مِيعادِ

***

إِيهِ يا شهرَنا العظيم شُموخا

قَدْ تَنَسمْتُ منْ شَميم الوادي

ضُمنَا

ضُمنا إليكَ فَإنا

لمْ نَزَلْ من بَنيكَ وَالأحْفادِ

أطلِقْ الرُّوحَ من عِقالِ التَوابيـ

ـتِ وزينْ أيَّامَنَا بالجِهادِ

(1) أعمُد: أعْمِدَةُ.

ص: 350

رمضان (*)

بالحب فيِك.. تلاقَتْ الأرواحُ

أتُرى.. عليها -إذ تبوحُ- جناح؟

تمضي شهورُ العام.. وهي مع الهوى

تمضي، وفي غبنِ الهوى تنداحُ

ويلوحُ طيفُك.. بعد غيبتك التي

سكنت بليل، لم ينرْهُ صباحُ

فإذا بهذا الحب.. يورقُ صحوةً

وإذا بِمَن ألِفُوا الكساحَ.. صِحَاحُ

وأذا بأفياء الهداية برزخ

يَلِجُ القلوبَ عطاؤُه الفوَاحُ

وإذا بصوتِ الحق يهتفُ: يا ربا

تيهي.. فكَمْ لكِ في الصيام فَلاحُ

***

رمضانُ.. منذُ وعيتُ.. أنتَ بخاطري

فوق البيان.. وإن زهَا.. فسماحُ

كل التصور دونَ قدرك روعة

كُل الموارد -إنْ أردتُ- شحاحُ

.. ماذا أقول، وفيكَ يعجزُ منطقي؟

أتراهُ يسبر غَوْرَكَ الملاحُ؟

يا زورقَ الحُث اتئد برغائبي

وأعِنْ.. فإن دمَ المُحَبِّ مباحُ

عُدْ بيَ إلى جزرِ العقيق.. وخلني

زمنًا.. تغازلُ رشفتي أقداحُ

عَلي إذا امتلكَ الطريقَ. توقدي

وهَفَا إلى نغم اليقينِ براحُ

أشدو.. بما لِمْ تَسْتَطِعْهُ مزاهر

صَدِئَتْ.. ولم ينهضْ بها إصلاحُ

عَلِّي أصوغُ من البَيَانِ يتيمةً

تزهو بها، وتفاخِرُ الألواحُ

أنا في رحابكَ.. تستحيل حقيقتي

ملأ.. عليه من الصفاء وشاحُ

قد يستبدُ الجوع بي، ويهُدني

ظمأ.. ويخفت في مداي كفاح

(*) ديوان شعر للشاعر يس الفيل.

ص: 351

لكنَّ تقوى الله.. تحفزُ همتي

ويشدُ من أزري لديكَ صلاحُ

وأراك يا رمضان.. رحلةَ مؤمن

ألِفَ الطريقَ، وآنستهُ بِطَاحُ

وأراك حينَ تجيءُ.. توقظُ مَا غَفَا

عامًا، بقلب أثخنتهُ جراحُ

فإذا بآلاء اليقين تُظِلُني

وإذا المحبةُ.. غدوةٌ ورواحُ

وإذا أنا روحٌ تحلِّقُ في المدى

لسنىً يلوحُ، وللصفاء يتاحُ

***

حسبي رضا.. أن أستظلَ بليلةٍ

هي للمُحَاسَبِ.. في الحسابِ.. نجاحُ

حسبي.. وحسبُ العمر.. أن جهادَنَا

بالعمر.. أوْرَقَ.. أمْ طَوَتْهُ رياحُ

والعمرُ.. في دَرَك الغِوَايَة رحلةٌ

تجتاحُها.. أنَّي مَضَتْ.. أشْبَاحُ

فإلامَ يا رمضان يَلفَحُنَا أسى

وبنا تدورُ.. على القلوبِ.. رِمَاحُ؟

جَمِّعْ قلوبَ المسلمين.. على الهُدَى

إن الصَفَاءَ علَى يَدَيكَ مُتَاحُ

وأنرْ لِمَنْ غُلِبُوا شِعَاب جهَادِهم

فالمتعَبُونَ علَى المروءةِ ناحُوا

إنا علَى الإيمانِ.. رَغمَ جِرَاحنا

نخطو.. ونأملُ.. أنْ يُطِل صَبَاحُ

رمضان (*)

رمضان.. في قلبي هما هم نشوة

من قبل رؤية وجهك الوضاء

وعلى فمي طعم أحس بأنه

من طعم تلك الجنة الخضراء

لا طعم دنيانا، فليس بوسعها

تقديم هذا الطعم للخلفاء

ما ذقت قط ولا شعرت بمثله

أفلا أكون به من السعداء

***

(*) ديوان للشاعر الكبير: محمد حسن فقي.

ص: 352

قالوا بأنك قادم، فتهللت

بالبشر أوجهنا.. وبالخيلاء

وتطلعت نحو السماء نواظر

لهلال شهر نضارة ورواء

تهفو إليه، وفي القلوب وفي النهى

شوق لمقدمه، وحسن رجاء

لم لا نتيه مع الهيام.. ونزدهي

بجلال أيام.. ووحي سماء؟

بهما نحلق في الغمام، ونرتوي

من عذبه.. ونصول في الأجواء

ونشف أرواحًا فننهج منهجًا

نفضي به لمرابع الجوزاء

ونصح أجسادًا، فلا نشكوا الونى

أبدل ولا نشكوا من الأدواء

فنعود كالأسلاف أكرم أمة

وأعز في السراء والضراء

***

رمضان.. ما أدري ونورك غامر

قلبي فصبحي مشرق، ومسائي

أأنال بعد مثالبي ومساوئي

بك منهما، بعد القنوط شفائي

نفسي تحدثني بأنك شافع

عند المهيمين لي من الأسواء

وبأنني سأنال منك حمايتي

ووقايتي من معضل الأرزاء

ما أنت إلا رحمة ومحبة

للناس من ظلم قسا.. وعداء

فلقد كرمت من السماء بما أتى

من وحيها.. وشرفت بالإطراء

سدت الشهور فأنت سيد عامها

بل أنت سيد دهرها المتنائي

مهما أقول، فلن تطول مقالتي

شم الذرى، ولوامع الأسماء

***

رمضان.. من بعد الكدورة مسني

منك الجلال بحكمة ونقاء

قد كنت أسدر في الضلال وأرتمي

في حضنه بتبذل وغباء

ص: 353

حتى لقيتك فارعويت عن الخنى

وكرهت كل ضلالة وعماء

شتان ما بين الخلاعة والتقى

أو بين عقل نابه وخواء

***

رمضان جئت وقومنا في محنة

والدين.. جازت حدها.. نكراء

زعماؤنا -إلا القليل- تورطوا

فيها، فشقوتنا من الزعماء

صبغوا الصوارم من دماء شعوبهم

في الأرض، والأجواء والدأماء

تلك الدماء زكية يا ليتها

سالت لأجل كرامة وجلاء

وتنكروا للدين، فهو خرافة

في زعمهم جازت على الآباء

حتى غدونا في صميم بلادنا

شذاذ آفاق من الغرباء

إن الزعامة حين تخضع رغبة

في الحكم.. تصبح لعنة الشرفاء

كلا، فلا بالدين يعصف كيدهم

أبدًا، ولا العربية العرباء

الدين صرح شامخ متوسد

كنف الجبال، وهامة الصحراء

لم تجد فيهم حكمة ووداعة

بالهمس.. أو بصراحة الصرحاء

فإذا استحى أو خاف منهم خائف

من سوء دعوته.. دعا بخفاء

سخروا بكل مسالم.. وتهكموا

جهلاً وموجدة على الخلصاء

الفرد يعصف بالجماعة ضاربًا

صفحا عن التشريع والإفتاء

فإذا نصحت له تنفج وانتضى

سيفا يسيل دما على النصحاء

لو لم يكن نذلا لما حسب العلا

وقفا ولا إرثا من الآباء

مهلا.. فرب جريمة لم تنتقم

من ربها انتقمت من الأبناء

ولربما عجلت فراح بطعنة

ممن أسال دماءهم.. نجلاء

ص: 354

كم أرعن أوحت له نزغاته

بالموبقات.. فلج في الإفناء

ريعت به الدنيا وزلزل سمعها

وضميرها من أسوأ الأنباء

لكنه استخذي وقد لاحت له

نذر الصوارم أيما استخذاء

سحقا لطاغية إذا نزلت به

أقداره أمسى من الجبناء

يبكي الذي سفك الدماء بريئة

تعسًا له من سافك بكاء

من سامنا خسفًا ولاقى مصرعًا

لم يلق غير شماتة وهجاء

***

رمضان أثقلنا عليك ولم نكن

يومًا على أحد من الثقلاء

عفوًا، فإن نفوسنا في نشوة

تسري من الأعضاء للأعضاء

من بعد ما اصطبرت على لأوائها

رقصت وقد وافيت من لألاء

محبورة بثوابها.. مغمورة

بعطائها.. مسرورة بلقاء

لازلت فينا قادمًا ومودعًا

تسدي فنثني نحن خير ثناء

***

يا ذا الجلال.. وأنت خير مؤمل

للخاطئين.. وأنت خير وقاء

أوغلت في سبل الهوى فإذا الهوى

يمسي وطائي المشتهي وغطائي

وفناؤك الممتد أرحب ساحة

من أن يضيق بآثم خطاء

ضاقت علي منازلي ومرابعي

ومسالكي.. وجفا الجنوب كسائي

ودلفت في جنح الدياجر خائفا

ونكصت حين أبى عليّ فنائي

لم يبق لي إلاك فارحم آبقًا

من ناره.. بالروضة الغناء

إني أحن لزهرها وثمارها

وتحسن برد ظلالها أحشائي

ص: 355

سأطوف في أرجاائها متهللاً

متوسلاً بعقيدة سمحاء

رغم الأثام ثوت بصدري صخرة

شماء لذت بها من الأنواء

يا صخرتي الشماء.. إن تتوسلي

لله أشد بصخرتي الشماء

فأنا الفقير إليه في ملكوته

والفقر يقصد سيد الكرماء

ما أستريب بعدله وفضله

أو أستريب بتوبتي ودعائي (1)

***

(1) مجلة المنهل العدد (503) .

ص: 356

رمضان (*)

رمضان يا شهر الصيام الحـ

ـر من أسر الظلام

أطلق بأضواء الهدى

أسر النفوس من الحطام

وأنر بقدسي الصفاء

رؤى الحياة من القتام

وانضح عواطفنا تقى

وأكمر نوازعنا وئام

رمضان يا أمل النفوس

الظامئات إلى السلام

يا شهر بل يا نهر ينهل

من عذوبته الأنام

طافت بك الأرواح سابحة

كأسراب الحمام

بيض يجللها التقى

نورًا ويصقلها الصيام

رفافة كشذى الزهور

نقية كندى الغمام

شفافة الإحساس قانتة

مهذبة الكلام

عزت على الأهواء

وارتفعت على دنيا الرغام

وسمت إلى النور الذي

غمر الوجود به ابتسام

نور من الفرقان يرفعها

إلى أسمى مقام

آياته تشفى السقام

ولفظه يطفي الأوام

رمضان معذرة فإنا

لا وراء ولا أمام

نمنا وأسرى المدلجون

وما عسى يجد النيام؟

طال الطريق بنا وضل

وهذا منكبنا الزحام

(*) شعر محمد بن علي السنوسي.

ص: 357

ولوى الطموح عنانه

وانقد من يدنا الزمام

سخرت بنا الأهواء

وانطلقت تقهقه في عرام

وتخاذلت همم النفوس

فلا انطلاق ولا اقتحام

حال يغص بها الكرام

شجى ويبتهج اللئام

رمضان رب فم تمنع

عن شراب أو طعام

ظن الصيام عن الغذاء

هو الحقيقة في الصيام

وهوى على الأعراض

ينهشها ويقطع كالحمام

يا ليته إذ صام صام

عن النمائم والحرام

واستاك إذ يستاك عن

كذب وزور وإجرام

وعن (القيام) لو أنه

فيما يحاوله استقام

رمضان نجوى مخلص

للمسلمين وللسلام

تسمو بها الصلوات

والدعوات تضطرم اضطرام

لله جل جلاله

ذي البر والمنن الجسام

أن يلهم الله الهداة

الرشد في كل اعتزام (1)

***

(1) المنهل العدد (502) .

ص: 358

رمضان (*)

بشرى العوالم، أنت يا رمضان

هتفت بك الأرجاء والأكوان

والشعر والأفكار، وهي عتية

ينتابها لجلالك الإذعان

لك في السماء كواكب وضاءة

ولك النفوس المؤمنات مكان

***

الشرق، يرقب في هلالك طالعًا

يعنو لديه، الكفر والطغيان

وبك استهام فؤاد كل موحد

يسمو به الإخلاص والإيمان

سعدت بلقياك الحياة، وأشرقت

وانهل منك، جمالها الفتان

وتعلمت عنك الحصانة والحجى

فانجاب عنها، الهم والخذلان

وتذكرت فيك العروبة، مجدها

هل مجدها، إلا الذمار يصان

***

يا باعث الآمال، تخفق ثرة

بالخير، ليس يشوبها بهتان

ومحرر الأخلاق، من قيد الهوى

إن عمها من زيغه طوفان

بشراك، تفتر الثغور، لوقعها

جذلا، ويخفق خاطر وجنان

والبشريات صدى النعيم المرتجى

نصتْ به الآيات والأيان

ما إن تمرد عن نظامك معشر

إلا وحق عليهم الخسران

العبقرية فيك، جلجل صوتها

لما تنزل بالهدى القرآن

الدين عنها والحياة، تفردًا

مجدا، وفاض بنورها الوجدان

وتهلل الحق الصراح بنفحة

علوية، فيها هدى وبيان

(1) ديوان الشاعر الكبير حسين عرب.

ص: 359

يا مشعلا قبس الحقيقة، بعد أن

أعيت عن استقصائها، الأذهان

ومبددا حلك الضلالة، حينما

عم الدنا، من زيفها فيضان

كانت كما زعم الغواة (حضارة)

يختال فيها الفرس والرومان

ذلت وذل على المدى عُبّادهُا

في الغابرين، وشاه منها الشان

ولقد طلعت بشمسها، مدنية

قدسية، تعنو لها الأخدان

شيدت علي الحق القويم، فشيدت

مجدا، يسير بذكره الركبان

***

أشرق بنورك في الربوع، وكان لها

أملاً، يزول بلمحه العدوان

واذكر (فلسطين) الذبيحة، أرضها

مجلى الردى، وسماؤها نيران

فجر اليهود بها، وزاد فجورهم

مستعمر، بعهوده خوان

دارت عليها الدائرات فأصبحت

ينساب فيها، البؤس والأحزان

شيخ تخضب بالدماء، ومصلح

يُنفى وحام للذمار يهان

وفتى يعذب في السجون، وغادة

تسبي، وطفل دمعه هتان

تلك الحضارة تنجلي أسرارها

عنهم، فلا كانت ولا هم كانوا

تدمي العيون لها، ويرتاع النهى

من هولها، وتصدع الآذان (1)

**

(1) مجلة المنهل العدد (502) .

ص: 360

رمضان.. عدت ولم تزل (*)

رمضان بالحسنات كفك تزخر

والكون في لألاء حسنك مبحر

يا موكبًا أعلامه قدسية

تتزين الدنيا له وتعطر

أقبلت رحمى فالسماء مشاعل

والأرض فجر من جبينك مسفر

وبسطت بالقربات مائدة الهدى

تلقى بها الأرواح ما تتخير

هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت

من حوبها بدموعها تستغفر

لأمت بتوبتها جراح ذنوبها

والنفس تسمو بالصيام وتطهر

***

رمضان بالقرآن ليلك عاطر

ويطيب يومك بالدعاء ويزهر

كم للبطولة فيك من إشراقة

بالنصر تسحب ذيلها تتبختر

فجرت بي بدر ينابيع الفدا

كثبانها مسك يضوع وعنبر

أرض تربّي النبل في جنباتها

نشأت تسبح ربها وتكبر

أرض من الإيمان تنسج درعها

إن دق ناقوس الوغى تتفجر

عزفت سنابك خيلها أنشودة

أودى بها كسرى وجن القيصر

***

وحملت من حطين أروع لوحة

مازلت ذا شغف بها تستأثر

وشهدت معركة العبور صحيفة

في المجد تهزأ بالغزاة وتسخر

***

(*) ديوان شعر للشاعر أحمد سالم باعطب.

ص: 361

رمضان عدت ولم تزل خطواتنا

في كل منعطف بنا تتعثر

رمضان إنا الصابرون على الأذى

تدمي مشاعرنا ولا نتأثر

رويت سيوف عداتنا وسيوفنا

ببيض تكاد من الصدى تتكسر

رمضان عدت ولم تزل كلماتنا

يغتالها الصمت الرهيب فتقبر

رمضان عدت ولم تزل بسماتنا

تصلى العذاب على الشفاه فتصهر

لا النصح أخصب حين أجدب وعينا

أبدًا ولا عذر يقال فنعذر

يكفي عقوقًا أننا من غفلة

نختال في نعم الإله ونكفر

أرواحنا كلت بها عزماتها

جوعى تسحّر بالوعود وتفطر

رمضان عصر الظلم أخرج قيأة

في جعبتي صفاقة وتجبر

والسلم مهزلة يبيع فصولها

زمن بقانون الحجى متحجر

والعدل مات قبيل سن بلوغه

قتلته أطماع عليه تسيطر

هذي سراييفو تئن وما رأت

من أهلها من يستجيب وينصر

عقمت ديار المسلمين فلم يعد

زيد بن حارثة يصول وجعفر

***

رمضان إن أبصرتنا في غابة

أسرى وروض الطهر فينا مقفر

ورأيتنا أمما ممزقة الخطا

وشبابها بمصيرها مستهتر

وتبدلت أخلاقها وتحورت

فالخوف حلم والضياع تحرر

والغدر حزم والخيانة فطنة

والصبر أن تحيا وحقك مهدر

فارفع يديك إلى السماء لعلنا

بوسيلة من ربنا نتغير (1)

(1) مجلة المنهل العدد (513) .

ص: 362