الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ماء سكّر معقود، طيّب الرائحة جدّا، اذا سقط من شجرته إلى الأرض اضمحلّ، وهذا لا مضرّة فيه من أصناف الكمّثرى. وقال فى طبعه «1» : الكمثرى المعروف «2» بالصّينىّ بارد فى الأولى، يابس فى الثانية، والشاه أمرود معتدل رطب؛ وقال فى أفعاله «3» وخواصه: جميع أصنافه قابض [يدخل «4» ] فى ضمادات حبس الموادّ، وقد يجلو يسيرا؛ وأما المعروف بشاه أمرود فى بلاد خراسان دون غيرها فهو مليّن للطّبيعة، حسن الكيموس «5» جدّا. قال: وهو يدمل الجراحات، خصوصا البرّىّ المجفّف، وهو يدبغ المعدة؛ والصّينىّ خاصّة يقوّى المعدة، ويقطع العطش، ويسكّن الصفراء. قال: وهو يعقل البطن، خصوصا المجفّف منه، قال: وفى الكثمرى خاصّيّة إحداث القولنج «6» ، فيجب أن يشرب بعده ماء العسل بالأفاويه «7» .
وأمّا ما وصفه به الشّعراء
- فمن ذلك قول ظافر الحدّاد الإسكندرىّ:
لله وافد كمّثرى ذكرت به
…
ما كنت أعهد فى أيّامى الاول
لم أدنه من فمى إلا وأحسبه
…
من النهود لذيذ العضّ والقبل
فذقت من طعمه ما كاد يبلغ بى
…
ما ذقت من رشف محبوب على عجل
أكرم بزورته لو أنها اتصلت
…
أو أنه كان فيها غير منفصل
لو كنت أملك حكم الأرض ما حملت
…
نبتا سواه على سهل ولا جبل
وقال أبو الفتح كشاجم «1» :
أحضرنا النّاطور من بستانه
…
فى طبق ينطق عن إحسانه
لونا من الرائع فى أوانه
…
أهدى له «2» الجوهر من ألوانه
ما احمرّ أو ما اصفرّ من مرجانه
…
مثل تروك «3» الجيش فى ميدانه
مذهبة فى الهام من فرسانه
…
شيب بريق الشّهد فى أغصانه
أنور فى الناظر من إنسانه
وقال آخر- وقد أهداه-:
بعثت بها ولا آلوك حمدا
…
تحيّة «4» ذى اصطناع واعتلاق
خدود أحبة راءين صبّا
…
وعدن على ارتماض واحتراق