الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصّمغ مسحوقا، ثمّ يخيطه، لم يصبه مكروه. قال: وثلاثة دراهم منه تقتل فى ثلاثة أيّام تقريحا للمعدة والمعى.
وأمّا الصّبر
- فهو من الصّموغ؛ وصفة شجرته فيما قيل: أن ورقها يشبه ورق الإسقيل «1» ، عليه رطوبة تلصق باليد، وفى حرفى كلّ ورقة شبه الشّكوك، قصير متفرّق، وعرقها واحد؛ وهذه الشجرة تنبت ببلاد الهند كثيرا، وفى بلاد المغرب «2» .
ويقال: إنّها ثلاثة أصناف: الأسقطرىّ، والعربىّ، والسّمنجانىّ «3» ؛ ويقال أيضا:
إن نباته كنبات الراسن «4» الأخضر، غير أنّ ورق الصّبر أطول وأعرض وأغلظ، وهو
كثير الماء جدّا؛ ويلقى فى المعاصر، ثم يدقّ بالخشب، ويداس بالأقدام حتّى يسيل عصيره، ويترك حتّى يثخن، ثم يجعل فى الجرب «1» ، ويشمّس حتّى يجفّ؛ وأجوده الأسقطرىّ، وأسقطرى جزيرة قريبة من ساحل اليمن. وقال إسحاق ابن عمران: الصّبر ثلاثة أصناف، فمنه الأحمر الأسقطرىّ، ومنه الأسود الفارسىّ ومنه الأحمر الملمّع بصفرة، ويؤتى به من اليمن.
وقال الشيخ الرئيس أبو علىّ بن سينا: أجود الصّبر الأسقطرىّ؛ وماؤه كماء الزّعفران، ورائحته كالمرّ، بصّاص «2» ، منفرك؛ نقىّ من الحصى؛ والعربىّ دونه فى الصّفرة والرزانة والبصيص؛ والسّمنجانىّ ردىء، منتن الرائحة، قليل الصّفرة، لا بصيص له؛ واذا عتق الصّبر اسودّ. قال: وطبعه حارّ فى «3» الثانية يابس فيها، وقيل: حارّ يابس فى الثالثة، وليس كذلك. وقوّته قابضة مجفّفة منوّمة؛ والهندىّ كثير المنافع؛ مجفّف بلا لذع؛ وفيه قبض يسير؛ وهو بالعسل يدمل الدّاحس «4» المتقرّح؛ وبالشراب إذا جعل على الشّعر المتساقط منع تساقطه؛ وهو ينفع أورام الدّبر والمذاكير، وخاصّة أورام العضل الّتى على جانبى اللّسان اذا كان بالشّراب أو العسل؛ وهو صالح للقروح العسرة الاندمال، وخصوصا فى الدّبر والمذاكير والأنف والفم؛ وينفع من أوجاع المفاصل، وينقّى الفضول الصّفراويّة الّتى فى الرأس؛ واذا طلى به على الجبهة والأصداغ «5»
نفع من الصّداع، وهو من الأدوية النافعة من مرض «1» الأذن. قال: وفى الطّبّ القديم أنّ الصّبر يسهل السوداء، وينفع من الماليخوليا «2» ؛ والصّبر الفارسىّ يذكىّ العقل، ويحدّ الفؤاد. قال: والصّبر ينفع من قروح العين وجربها وأوجاعها ومن حكّة المآقى، ويجفّف رطوبتها؛ وينقّى الفضول الصّفراويّة والبلغميّة التى فى المعدة اذا شرب منه ملعقتان بماء بارد أو فاتر؛ ويصلح الحرقة والالتهاب الكائنين فى اللهاة، وربّما نفع أوجاع المعدة فى يوم واحد؛ ويفتّح سدد الكبد؛ لكنّه يضرّ بالكبد، وهو يزيل اليرقان بإسهاله. قال: ودرخمى ونصف منه بماء حارّ يسهل، وثلاث درخميات «3» تنقّى تنقية كاملة؛ والمعتدل درخميان بماء العسل يسهل بلغما وصفراء؛ وهو أصلح مسهل للمعدة؛ والمعسول «4» أضعف إسهالا لكنّه أنفع للمعدة؛ وخلطه بالعسل ينقص قوّته حتّى يكاد لا يسهل. قال: وإذا شرب العربىّ منه كرب وأمغص وأسهل، ونقبت «5» قوّته إلى صفاقات المعدة إلى يوم