الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النّضيج منه لطيف، والنّىء كثيف، وغير النّضيج فى طبع القثّاء، وفيه تفتيح كيفما كان؛ قال: والنّضيج منه وغير النّضيج جاليان؛ وبزره أقوى جلاء؛ ويستحيل إلى أىّ خلط وافق فى المعدة؛ وهو إلى البلغم أشدّ ميلا منه إلى الصّفراء، فكيف إلى السوداء! وهو ينقّى الجلد، وينفع من الكلف «1» والبهق والحزاز «2» ، وخصوصا إذا عجن جوفه كما هو بدقيق «3» الحنطة وجفّف فى الشمس؛ وإذا ألصق قشره بالجبهة منع من النوازل إلى العين؛ قال: وإذا أكل وجب أن يتبع طعاما آخر، فإنه اذا لم يتبع شيئا آخر غثّى وقيّأ، وليشرب عليه المحرور سكنجبينا «4» ، والمرطوب كندرا «5» أو زنجبيلا: مربّى أو شرابا؛ قال: وهو يدرّ البول نضيجه ونيئه؛ وينفع من الحصاة فى الكلية؛ قال: وإذا فسد البطّيخ فى المعدة استحال الى طبيعة سميّة، فيجب إخراجه بسرعة إذا ثقل؛ هذا ما قاله الشيخ.
وأمّا ما جاء فى وصفه وتشبيهه
- فقد وصفه الشعراء وشبّهوه؛ فمن ذلك ما قيل فى الأخضر منه، قال أبو طالب المأمونىّ:
ومبيضّة فيها طرائق خضرة
…
كما اخضرّ مجرى السيل من صيّب المزن
كحقّة عاج ضبّبت بزبرجد
…
حوت قطع الياقوت فى عطب «6» القطن
وقال آخر:
رأيتها فى كفّ جلّابها
…
وقد بدت فى غاية الحسن
كسلّة خضراء مختومة
…
على الفصوص الحمر فى القطن
وقال محمد بن شرف القيروانىّ:
ما أطفأت جمر الوقيد
…
لمشتك «1» وقدا ووهجا
كإداوة «2» أكريّة «3»
…
مملوءة ماء وثلجا
رتقاء لم يسلك بها
…
غرز الأشافى «4» قطّ نهجا
تزهو بلونى خضرة
…
هذا انتهى وأخوه لجّا
كزمرّد وزبرجد
…
رصّعن للكافور درجا
أو وجه ذى خجل تبر
…
قع بالمصبّغ أو تسجّى «5»
وقال آخر:
ومال إلى بطيخة ثمّ شقّها
…
وفرّقها ما بين كلّ صديق
صفائح بلّور بدت فى زبرجد
…
مرصّعة فيها فصوص عقيق
ومنه ما قيل فى الأصفر- قال أبو طالب المأمونىّ:
وبطّيخة «6» مسكيّة عسليّة
…
لها ثوب ديباج وعرف مدام
محقّقة ملء الأكفّ كأنّها
…
من الجزع «1» كبرى لم ترض بنظام
لها حلّة من جلّنار «2» وسوسن «3»
…
معمّدة بالآس «4» غبّ غمام
تمازج فيها لون حبّ وعاشق
…
كساه الهوى والبين لون سقام
وأبدى لنا التحزيز تخضيب كاعب
…
غلاميّة ذات اعتدال قوام
إذا فصّلت للأكل كانت أهلّة
…
وإن لم تفصّل فهى بدر تمام
وقال آخر:
أتانا الغلام ببطّيخة
…
وسكّينة جمّلوها «5» صقالا
فقطّع بالبرق شمس الضّحى
…
وناول كلّ هلال هلالا
وقال آخر:
خلناه لمّا حزّز البطّيخ فى
…
أطباقه بصقيلة الصّفحات
بدرا يقدّ من الشموس أهلّة
…
بالبرق بين الشّهب فى هالات
وقال قاضى القضاة نجم الدّين بن البارزىّ:
[يقطّع «1» بالسّكّين بطّيخة ضحى
…
على طبق فى مجلس لان صاحبه
كشمس ببرق قدّ بدرا أهلّة
…
لدى هالة فى الأفق شتّى «2» كواكبه
وقد تقدّم «3» إيرادهما فى تشبيه سبعة أشياء بسبعة أشياء.
وقال أبو هلال العسكرىّ] :
وجامعة لأصناف «4» المعانى
…
صلحن «5» لوقت إكثار وقلّه
فإحداهنّ تبرز فى عباء
…
وأخراهنّ فى حبر وحلّه
ومنها ما تشبّهه بدورا
…
فإن قطّعتها رجعت أهلّه
وقال أيضا:
ولون واحد يلقى
…
فيأتينا بألوان
بسمران وسودان
…
وحمران وصفران
كوشى فى يدى واش
…
وشهد فى يدى جانى
فمن أدم ومن بقل
…
وريحان وأشنان
وقال آخر:
بطّيخة تعطيك من لونها
…
حظّين من ريح ومن طعم
كأنّها فى ذوقها شهدة
…
أو جونة «1» العطّار فى الشّمّ
وقال أبو الفتح كشاجم:
وزائر زار وقد تعطّرا
…
أسرّ شهدا وأذاع عنبرا
وأودعت منه اللهاة سكّرا
…
ينفث فى الأنوف مسكا أذفرا
ملتحفا للحرّ ثوبا أصفرا
…
معمّدا من الحرير أخضرا
يظنّه الناظر إن تصوّرا
…
دبّ الدّبى بمتنه فأثّرا
وقال أيضا فيه:
يا جانى البطّيخ من غرسه
…
جنيت منه ثمر الحمد
لم يأتنا حتّى أتتنا له
…
روائح أذكى من النّدّ
بظاهر أخشن من قنفذ
…
وباطن أنعم من زبد
كأنّما تكشف منه المدى
…
عن زعفران شيب بالشّهد
ومنه ما قيل فى الدّستنبويه- فمن ذلك ما قاله مؤيّد الدّين الطّغرائىّ:
كرات دستنبوية نضّدت
…
مختلفات الشّكل والمنظر
فمستدير الشّكل ذو سمرة
…
كأنّه جمجمة العنبر
ولا بس للنّور ذو نمرة
…
والحسن كلّ الحسن فى الأنمر «1»
وعسجدىّ اللّون ذو صفرة
…
ضمّ إلى ترب له أحمر
كأنّه المرّيخ فى لونه
…
قارنه فى برجه المشترى
وقال آخر «2» :
يا حبّذا «3» تحيّة
…
رحت بها مسرورا
مخزنة «4» من ذهب
…
قد ملئت كافورا
وقال السرىّ:
وأغنّ كالّرشإ «5» الرّبيب «6»
…
نشا خلال الرّبرب «7»
فى خدّه ورد حما
…
هـ من القطاف بعقرب «8»