الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من التهاب المعدة؛ والحلو يوافق المعدة؛ والحامض يضرّها، ومع ذلك فحبّ الرّمّان يضرّ المعدة؛ وسويقه مصلح لشهوة الحبالى، وكذلك ربّه؛ خصوصا الحامض؛ ويمصّه المحموم بعد غذائه فإنّه يمنع صعود البخار. قال: والحامض أكثر إدرارا للبول من الحلو؛ وكلاهما مدرّ؛ وسويق الرّمّان ينفع من الإسهال الصّفراوىّ؛ وقشور أصل الرّمّان بالنّبيذ تخرج الدّيدان. قال: والحلو يضرّ أصحاب الحمّيات الحارّة.
وقال فى الجلّنار «1» : هو زهر رمّان برّىّ، فارسىّ او مصرىّ، قد يكون أحمر وقد يكون أبيض، وقد يكون مورّدا، وعصارته فى طبعها كعصارة لحية التّيس «2» ؛ قوّته قوّة شحم الرّمّان؛ وطبعه بارد فى آخر الأولى، يابس فى الثانية؛ وأفعاله وخواصّه، هو مغرّ، حابس لكلّ سيلان، ويولّد السّوداء؛ وهو جيّد للّثة الدّامية ويدمل الجراحات والقروح والعقور والشّجوج ذرورا؛ وهو يقوّى الأسنان المتحرّكة؛ وهو يعقل، وينفع من قروح الأمعاء وسيلان الرّحم ونزفها.
وأمّا ما قيل فيهما من الشعر
- فمن ذلك ما وصف به الرّمّان وشبّه به، قال أبو هلال العسكريّ:
حكى الرّمّان أوّل ما تبدّى
…
حقاق زبرجد يحشون درّا
فجاء الصيف يحشوه عقيقا
…
ويكسوه مرور القيظ تبرا
ويحكى فى الغصون ثدىّ حور
…
شققن غلائلا عنهنّ خضرا
وقال آخر:
خذوا صفة الرّمّان عنّى فإنّ لى
…
بيانا عن الأوصاف غير قصير
حقاق كأمثال الكراة تضمّنت
…
فصوص بلخش «1» فى غشاء حرير
وقال آخر:
لله رمّانة من فوق دوحتها
…
مثالها ببديع الحسن منعوت
فالقشر حقّ نضار ضمّ داخله
…
والشّحم قطن له والحبّ ياقوت
وقال آخر:
رمّانة صبغ الزّمان أديمها
…
فتبسّمت فى خضرة «2» الأغصان
فكأنّما هى حقّة من صندل «3»
…
قد أودعت خرزا من المرجان «4»
وقال ابن قسيم الحموىّ:
ومحمرّة من بنات الغصو
…
ن يمنعها ثقلها أن تميدا
منكّسة التّاج فى دستها
…
تفوق الخدود وتحكى النّهودا
تفضّ فتفترّ عن مبسم
…
كأنّ به من عقيق عقودا
كأنّ المقابل «1» من حسنها
…
ثغور تقبّل منها خدودا
وقال آخر:
رمّانة مثل نهد الكاعب الرّيم
…
تزهى بشكل ولون غير مذموم
كأنّها حقّة من عسجد ملئت
…
من اليواقيت نثرا غير منظوم
وقال محمّد بن «2» عمر المقرئ «3» الكاتب:
ورمّان رقيق القشر يحكى
…
ثدىّ «4» الغيد فى أثواب لاذ «5»
إذا قشّرته طلعت علينا
…
فصوص من عقيق أو بجاذى «6»
وقال آخر:
ولاح رمّاننا فأبهجنا
…
بين صحيح وبين مفتوت
من كلّ مصفرّة مزعفرة
…
تفوق فى الحسن كلّ منعوت
كأنّها حقّة فإن فتحت
…
فصرّة من فصوص ياقوت
وقال آخر:
ولابسة صدفا أصفرا
…
أتتك وقد ملئت جوهرا
حبوبا كمثل لثات الحبيب
…
رضابا إذا شئت أو منظرا
وقال آخر:
طعم الوصال «1» يصونه طعم النّوى
…
سبحان خالق ذا وذا من عود
فكأنّها والخضر من أوراقها
…
خضر الثّياب على نهود الغيد
وأنشدنى الشيخ شهاب الدّين أحمد بن الجبّاس «2» الدّمياطىّ لنفسه فى ذى الحجّة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة فى رمّانة مشقوقة يتساقط منها الحبّ:
كتمت هوى قد لجّ فى أشجانها
…
وحشت حشاها من لظى نيرانها
فتشقّقت من حبّها عن حبّها
…
وجدا وقد أبدت خفا كتمانها
رمّانة ترمى «3» بها أيدى النّوى
…
من بعد ما رمّت «4» على أغصانها
فاعجب وقد بكت «5» الدّموع عقائقا
…
لا من مآقيها ولا أجفانها
ومنه ما وصف به الجلّنار- قال أبو فراس الحمدانىّ:
وجلّنار مشرق
…
على أعالى الشجره
كأنّ فى أغصانه
…
أحمره وأصفره