الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الانتشار، ويصلح للقروح الكائنة من الحرق، ويقطع نزف الدم الرّعافىّ اذا خلط بزفت أو زيت أو بلبن، ويدمل قروح العين، وينضج الورم المزمن فيها؛ ودخانه ينفع من الورم الحارّ؛ ويقطع سيلان رطوبات العين؛ ويدمل القروح الرديئة؛ وينفع من السّرطان فى العين؛ وإذا خلط بقيموليا «1» ودهن الورد نفع الأورام الحارّة الّتى تعرض فى ثدى النّفساء «2» ؛ ويدخل فى أدوية قصبة الرّئة؛ وهو يحبس القىء، وينفع الهضم، ويحبس نزف الدّم من الرّحم والمقعدة؛ وينفع من دوسنطاريا «3» ؛ ويمنع من انتشار القروح الخبيثة «4» اذا اتّخذت منه فتيلة؛ وينفع من الحميّات البلغميّة.
وأمّا الفربيون
«5»
- ويسمّى اللّبانة المغربيّة- فشجرته تشبه شجرة القنا «6»
فى شكلها؛ وصمغها مفرط فى الحدّة، يحذره من يستخرجه لإفراط حدّته، فيعمدون إلى كروش «1» الغنم فيغسلونها ويشدّونها على ساق الشجرة، ثم يطعنونها بعد ذلك بمزاريق، فينصبّ منها فى الكرش صمغ كثير، كأنّه ينصبّ من إناء؛ ويخرج من شجره صنفان: منه ما هو صاف يشبه الأنزروت «2» ؛ ومنه ما يشبه السكّر؛ وأكثر ما يوجد شجره ببلاد البربر، خصوصا بجبل درن «3» ، وهو عساليج عريضة كالألواح، مثل عساليج الخسّ، بيض، لها شعب، وهى مملوءة لبنا، ولا ينبت حول شجره نبات آخر. ومنه صنف آخر ينبت ببلاد السّودان، وشجرته شوكة كثيرة الأغصان، تنبسط على الأرض. ويقال إن ببلاد إفريقية شجرة صمغها الفربيون، وإن الصّمغ يسيل منها فيجمد؛ وبعض أهل البلد يشرط الشجرة، ويعلّق على موضع الشّرط ما تسيل
فيه تلك الرطوبة، ولا يمسّون الشجرة بأيديهم، ولا تلك الرطوبة، لأنها سم قاتل مشيط، يحرق كلّ ما لامسه أو باشره من أبدان الناس.
وقال الشيخ الرئيس: إنّ قوّة الفربيون تتغيّر بعد ثلاث أو أربع سنين؛ والعتيق منه يضرب الى الشّقرة والصّفرة؛ ولا يداف فى الزّيت إلّا بصعوبة؛ والحديث خلاف ذلك. قال بعضهم: إنه اذا جعل فى إناء مع الباقلّى المقشّر انحفظت قوّته. قال: وجيّده الحديث الصافى الأصفر الى الشّقرة، الحادّ الرائحة، الشديد الحرافة؛ وغير هذا فهو مغشوش بالعنزروت «1» والصّمغ «2» ؛ وهو جال، وله قوّة لطيفة محرقة جلّاءة؛ والحديث منه أشدّ إسخانا من الحلتيت «3» ، على أنه لا صمغ كالحلتيت فى إسخانه؛ ويخلط ببعض الأشربة المعمولة بالأفاويه فينفع من عرق النّسا؛ ويمرخ به الفالج والخدر فينفع جدّا؛ واذا اكتحل به كان جاليا، ولكن يدوم لذعه النّهار كلّه، فلذلك يخلط بالعسل. قال: وينفع من برد الكلى؛ وينفع أصحاب القولنج؛ والشّربة منه مع بعض البزور وماء العسل ثلاثة أو بولوسات «4» . وقال بعضهم: إنّه يضمّ فم الرّحم ضمّا شديدا حتّى يمنع الأدوية المسقطة أن تسقط الجنين؛ ويسهل البلغم اللّزج الناشب فى الوركين والظهر والامعاء فيما قالوا. قال، وقال بعضهم: إنّ من نهشه شىء من الهوامّ فشقّ جلد رأسه وما يليه حتّى يظهر القحف، ويجعل فيه من هذا