الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا الياسمين وما قيل فيه
- فالياسمين والياسمون اسم «1» فارسىّ؛ وهو نوعان: برّىّ، ويسمّى بهرامج «2» ، وتسمّيه العرب الظّيّان «3» ؛ وبستانىّ، وهو أصفر وأبيض، والأبيض أطيب رائحة. قال الشيخ الرئيس أبو علىّ بن سينا: طبع الأبيض أسخن من الأصفر، والأصفر من «4» الأرجوانىّ؛ وهو بالجملة حارّ يابس فى الثانية. قال: وهو يلطّف الرّطوبات؛ ودهنه ينفع المشايخ. قال: وهو يذهب الكلف رطبه ويابسه، وكثرة شمّه تورث الصّفار «5» ؛ ودهنه نافع للأمراض الباردة فى العصب؛ ورائحته مصدّعة، لكنّها مع ذلك تحلّ «6» الصّداع الكائن عن البلغم اللّزج اذا شمّت؛ والخالص من دهنه يرعف المحرور اذا شمّه لوقته.
وأما ما جاء فى وصفه
- فقال أبو إسحاق الحضرمىّ يصفه قبل تفتّحه:
خليلىّ هبّا وانفضا عنكما الكرى
…
وقوما الى روض وكأس «1» رحيق
فقد لاح رأس الياسمين منوّرا
…
كأقراط درّ قمّعت بعقيق
يميل على ضعفى الغصون كأنّما
…
له حالتا ذى غشية ومفيق
اذا الرّيح أدّته الى الأنف خلته
…
نسيم جنوب ضمّخت بخلوق
وقال آخر:
وروضة نورها يرفّ
…
مثل عروس اذا تزف
كأنّما الياسمين فيها
…
أنامل مالها أكفّ
[وقال آخر «2» ] :
كأنّ الياسمين الغضّ لمّا
…
أدرت عليه وسط الرّوض عينى
سماء للزبرجد قد تبدّت
…
لنا فيها نجوم من لجين
وقال آخر:
وياسمين عبق النّشر
…
يزرى بريح العنبر الشّحرى «3»
يلوح من بين غصون له
…
كمثل أقراط من الدّرّ
وقال المعتمد بن عبّاد:
كأنّما ياسميننا الغضّ
…
كواكب فى السماء تبيضّ
والطّرق الحمر فى بواطنه
…
كخدّ عذراء مسّه عضّ
وقال الشّمشاطىّ فى دوحة «1» جمعت بين الأبيض والأصفر:
وياسمين قد بدا لونين
…
قراضة من ورق «2» وعين
ركّب فى زبرجد نوعين
…
فالبيض منه فى عيان العين
مثل ثغور البيض غير مين
…
والصّفر لون عاشق ذى بين
وقال أحمد بن عبد الرحمن القرطبىّ:
ولفّاء خلناها سماء زبرجد
…
لها أنجم زهر من الزّهر الغضّ
تناولها الجانى من الأرض قاعدا
…
ولم أر من يجنى النجوم من الأرض
وقال شاعر يتطيّر به:
أصبحت أذكر بالرّيحان رائحة
…
منكم وللنفس بالرّيحان إيناس
وأهجر الياسمين الغضّ من حذر ال
…
ياس إذ قيل فى شطر اسمه ياس
وقال آخر:
لا مرحبا بالياسمين
…
وان غدا للرّوض زينا
صحّفته فوجدته
…
متقابلا ياسا ومينا
ونظيره قول الآخر:
وياسمين إن تأمّلته
…
حقيقة أبصرته شينا
لأنّه ياس ومين ومن
…
أحبّ قطّ الياس والمين